كيفية استخدام الحشرات في التحقيقات الجنائية!!!!!
نعرف جميعنا مدي تعقيد وظيفة الطبيب الشرعي و خاصة في جرائم القتل وتحديد زمن الوفاة و أداة الجريمة و غير ذلك مما يفيد البحث الجنائي....
و لكن هل سمعتم من قبل عن علم الحشرات الجنائي Forensic Entomology؟ والذي يعتبر فتحا في مجال الكشف عن الجرائم .. أي نوع من الجرائم؟ و كيف يقومون بالكشف عنها؟ هذا هو موضوعنا ياسادة......
عالم الحشرات الجنائي عادة يعمل في ثلاثة جوانب : الطب الشرعي ,و الطب المدني ,و تلوث المواد المحفوظة.... نتحدث منها عن الجانب الأول.....
في الطب الشرعي عمله يتعلق بتعفن الجثث و أنواع الحشرات التي يمكن أن تجدها , بمعني أدق أن عملهم يعتمد بالدرجه الأولي علي ظاهرة التدويد وتعفن الأنسجة و لذلك تجد أنه من الصعب أن يجيد أحدهم عمله في المناطق البارده المتجمدة......
كيف يستطيع عالم الحشرات الجنائي الكشف عن زمن الوفاة ؟ إن هذا يتعلق بالجزء الخاص بتحولات النمو و وزن اليرقات ... و لذلك تلزم الدقة في التعامل اليرقات ...فلابد أن توضع اليرقة في ماء مغلي لمدة عشر ثوان ثم تغمس في الإيثانول..... ثم بعد ذلك يدخل العالم في سلسلة من من الحسابات المعقدة ليصل في النهاية لتحديد وقت الوفاة بدقة متناهية.......
طبعا - و ككل علم - فإن علم الحشرات الجنائي له محاذير يجب أن توضع في الإعتبار فالجثة التي تحتوي علي الكوكايين تنمو اليرقات فيها بشكل أسرع....و أيضا هناك من يدهن جثة القتيل بالمراهم ليعطل من نمو اليرقات .
و هناك أيضا فنيات خاصة مفيدة جدا فمثلا :بعض أنواع الذباب لا يضع بيضه إلا في أما كن مغلقة ... فلو وجدت جثة في العراء وعليها بيض هذا الذباب فهذا دليل واضح علي أن الجريمة تمت في مكان مغلق ثم تم نقل الجثة للعراء ... و كذلك العكس الجثة التي تنقل من العراء لمكان مغلق هذه أشياء يكتشفها عالم الحشرات الجنائي بسهولة مطلقة ... و كذلك الجثة التي يتم تجميدها ثم نقلها تفتضح بسهولة لأنه لا تنمو بها يرقات ولا يوجد عليها بيض.
و هناك نقطة أخري خاصة بهذا العلم وهي حوادث السير مثل الحوادث التي تنتج من دخول نحلة إلي السيارة.. عالم الحشرات الجنائي يستطيع الكشف عن هذا ..
و أيضا قدرتهم علي تحديد المناطق التي مشت بها السيارة عن طريق الحشرات الملتصقة بالزجاج و الرادياتور...
و أيضا جزء متعلق بالكشف عن المخدرات و ذلك عند ضبط حشيش أو بانجو ( مخدرات مزروعة) يمكن تحديد مكان الزراعة بالضبط عن طريق الحشرات...
بقي أن أقول أن أول من إستخدم هذا العلم هم - طبعا - سكوتلانديارد ( الشرطة البريطانية) سنة 1935....
هكذا نري أن العلم لا يتوقف عن أي حدود و سنظل منبهرين بكل جديد فيه إلي أن نموت!!