عُرفت في فترة مضت بكتابة المقامات القصيرة بين بعض أصدقائي، ومنذ مدة طويلة لم أكتب مقامة، ولذلك يستحق المصريون هذه المقامة التي تعبر عن مشاعري تجاه مصر، وهي أقل مما يستحقوه المصريون، هذا ما جادت به القريحة خلال نصف ساعة، ولولا الألم الشديد الذي أعانيه في كلتا ذراعي لكتبت ما هو أجمل وأروع من هذا....
يا مصر، أنت رؤى العصر، حباك الله النصر، فيك القاهرة، لعدو أبناءك قاهرة.
وفيك سوهاج ذات البحر العجاج كانوا على العدو كرصاص الطخ يذكرنا بقصائد هشام الجخ، ومنك سيناء أذاقت الباغي العناء، ومن الاسكندرية، جائتنا الخبرية، بدحر رجال الأمن العسكرية.
وفيك المنصورة، حباها الله أحلى صورة، انتفضت منها جماهير مقهورة، ودكت من الباغي قصوره، فأشعرته بقصوره.
وفي دمياط سمعنا للباغي عياط، وفي دمنهور قوة الباغي تخور، وفي المنشية، صبحوا الباغي بكرة وعشية، وفي شُبرا كتب أبنئها التاريخ حبرا.
وفي السويس ما سمعنا للباغي حسيس، ومن طنطا، فر الباغي يحمل الشنطا، وفي رفح، عِرضُ الباغي سُفح.
أرسل الباغي جماله، وعصيه وجحوشه وحباله، فذاق من الأمر وباله، وما لاقى إلا خبالا.
والشهيد، تلو الشهيد، تلو الشهيد، على سلم المجد والتاريخ المجيد، لا يخشى رصاصا ولا يخشى الحديد.
والشيهد، يولد سيدا، ويهُبُّ سيدا، ويقف سيدا، ويسقط سيدا.
والباغي يولد فقيرا، ويتسلط صغيرا، ويحكم ولو طال أمده قصيرا، ثم يُطردُ حقيرا.
في ميدان الحرية، شعب من خير البرية، اجتمعوا على النضال بتصادمت النصال بالنصال، فاستشهد من استشهد و مضى من مضى، يحدوهم قول الشاعر:
فإن أنا مت فإني شهيد - وأنت ستمضي لنصر مجيد....
تذكرتك يا أبا الغيط، وأنت ترمي خيطا وتسحب خيط، تقول ما حدث لبن علي لن يحدث في مصر هذا أمر جلي، سمعنا نخيرك مرة، وبعدها سكت مع الوجوه المقفهرة.
قاسمتك يا مصرٌ حُبا، فمنك وإليك المحبا، رأيت في جنباتك الرجال، تهوى القتال، لا تخشى المحال.
إني أرى صباحك يا مصر قريب، وفجر الأمة قادمٌ لا ريب.
أشكروا الله بإغلاق شارع الهرم، ففيه من الخزايا ما يجعل الفتى يهرم، واجعلوا الرزق على الله للرجل من مجهود بذله، وإن خفتم عيلة فسيغنيكم الله من فضله.
وطهروا ميدان السينما، ففيه تذاق أخلاق الناس الحمما، كم أسأنا الظن في شعب الأهرمات، وكل ذاك مما تنقله المسلسلات.
الآن يا مصر اسعي للمجد، ولترفع الرجال فأس الكد والجد، فكم من على ثراها مضى من أب وجد، وكلهم على أبناءه وجد.
أبناءك يا مصر للعُرب مفخرة، بعد ما أذاقك الباغي كل مسخرة.
كنا نتندر بكل شخص مصري، والآن كلنا يدعي "أنا مصري"...
من المحيط إلى الخليج عمت سعادة...
فلك يا مصر الفخر ولك السيادة ...
ولنا الفرح بأحبابنا وهذه إشادة ...
بك يا مصر، أنت الأم والأب وأنت للعُرب قيادة...
فانطلقي كالشهاب يُنير الأفق، مثل بدر أو كشمس أو للفجر شفق ..
مصر ليست 85 مليونا، بل 300 مليون، فاعلموا يا قومي ذلك...
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ... لا إله إلا الله ... الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
لك الحمد يا رب على دحر الطغاة، وكسر الظلم، اللهم فوفق أهل مصر لكل ما تحبه وترضه، اللهم لم شعثهم، وقارب بين قلوبهم، واجمع شملهم.