يومك يا أبوتريكة
طارق عوض
تتعلق قلوب الجماهير المصرية باقدام أمير القلوب الشيخ محمد أبو تريكة نجم وسط منتخبنا لفض الاشتباك وإنجاز المهمة الصعبة التي يواجهها المنتخب المصري بعد غد أمام نظيره الجزائري علي استاد القاهرة في ختام التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا.
ويؤمن الملايين من جماهير الكرة في مصر أن محمد ابو تريكة هو الوحيد القادر علي إنجاز تلك المهمة الصعبة التي يخوضها المنتخب خاصة أن التوفيق دائما ما يكون حليفه في المواقف الصعبة سواء مع منتخب مصر أو النادي الأهلي.
ورغم ان الجيل الحالي من لاعبي منتخب مصر يشهد له بالأخلاق والالتزام حتي أطلق عليه منتخب الساجدين إلا أن الجماهير تري في ابو تريكة أنه ¢ فيه حاجة لله¢ خاصة أنه صاحب بصمات في الكرة المصرية تساوي إنجازات وبطولات.
ومنذ انضمام أبو تريكة للأهلي في يناير عام 2004 لم يستغرق اللاعب وقتا طويلا حتي ظهرت بصماته علي الكرة سواء مع ناديه أو مع المنتخب وتصفه الجماهير دائما بأنه ¢رجل المهام الصعبة¢ حيث افتتح ابو تريكة التسجيل في نهائي دوري ابطال أفريقيا عام 2005 بالكلية الحربية وتحديدا يوم 12 نوفمبر ليفوز الأهلي بثلاثية. ويتأهل بعدها إلي بطولة العالم لليابان كأول فريق مصري يخوض غمار هذه البطولة.
وبعد أقل من ثلاثة اشهر تقريبا كان ابو تريكة علي الموعد مع لقب غال لمصر بتسديد ضربة الجزاء الحاسمة امام كوت ديفوار في نهائي بطولة عام 2006 والتي منحت مصر لقب البطولة بعد غياب 8 سنوات. وكان ابو تريكة علي الموعد في دوري ابطال أفريقيا للمرة الثانية علي التوالي في النهائي الذي أقيم علي ملعب رادس بالعاصمة التونسية يوم 11 نوفمبر ليمنح الأهلي أغلي الألقاب الإفريقية بتسجيله هدف الفوز في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع وهو الهدف الذي منح أبو تريكة شعبية ليس علي المستوي المصري فقط . ولكن علي المستوي العربي بشكل عام.
وواصل الساحر المصري إبداعاته الكروية في ديسمبر من نفس العام حينما سجل ثلاثة أهداف في بطولة كاس العالم باليابان كفلت للأهلي الحصول علي برونزية البطولة كأول فريق مصري وعربي وإفريقي يحصل عليها.
وسجل أبو تريكة حينها هدفا في مرمي أوكلاند سيتي في أولي مباريات البطولة. ونجح في تسجيل هدفين في مباراة تحديد المركز الثالث أمام كلوب أمريكا المكسيكي ويحصل وقتها علي هداف البطولة.
وجاء الحدث الأكبر في تاريخ الكرة المصرية حينما لعب منتخب مصر في كاس الأمم الإفريقية بغانا عام 2008 . والتي تجلت فيها موهبة أبو تريكة الحقيقية حينما سجل 4 أهداف قادت الفراعنة إلي منصة التتويج خاصة الهدف الأخير الذي أحرزه في شباك المنتخب الكاميروني قبل النهاية ب 13 دقيقة.
وأصبح أبو تريكة بهذا الهدف صاحب آخر بصمتين للكرة المصرية في بطولات قارية جلبت لمصر لقبين غاليين . وهو ما منحه تأشيرة التنافس بقوة علي لقب أفضل لاعب إفريقي في ذلك العام.
وخلال التصفيات الحالية المؤهلة لمونديال كأس العالم نجح أبو تريكة في تسجيل هدفين في المرحلة الثانية أمام كل من مالاوي والكونغو. لكن هدفه في الكونغو في سبتمبر العام الماضي منح مصر تاشيرة التأهل للتصفيات الختامية الحالية.
واحرز أبو تريكة ثلاثة أهداف أخري مؤثرة مع المنتخب بدأها في شباك الجزائر في مباراة البليدة في يونيو الماضي . ثم هدفين في مرمي رواندا بالقاهرة من اجمالي 7 أهداف سجلها المنتخب المصري في التصفيات الحالية.
ويبقي أمام ابو تريكة مهمة هي الأصعب في تاريخ الكرة المصرية حينما نواجه الجزائر بعد غد . وتنتظر الجماهير هدية جدية من صانع السعادة الكروية المصرية لتكتب أفضل ختام لانجازات وبطولات قدمها الجيل الحالي للكرة المصرية. ولعب أبو تريكة دورا كبيرا فيها. مما يجعل هناك حالة تفاؤل كبيرة بين الجماهير المصرية لعبور الجزائر والوصول لمونديال كأس العالم. وهو الحلم الذي طال انتظاره 20 عاما.