البلاي ستيشن تريق دماء الأفارقة ....

السلام عليكم و رحمة الله ....

ملف مرفق 11479 ملف مرفق 11480

يبدو أن المعادن النادرة المترسبة في باطن أرض القارة السمراء باتت لعنة على الأفارقة . فدماء الأفارقة أريقت بلا حساب منذ أن بدأ المستعمرون البيض استنزاف ثروات بلادهم . وبعد أن نالت الدول الافريقية استقلالها ،كانت الحروب الأهلية الطاحنة البشعة ، التي خاضها لوردات الحرب بالوكالة عن المستعمرين السابقين ، هي الضمان لاستمرار تدفق الماس واليورانيوم والنحاس والكوبالت بأرخص الأسعار لكي تزدهر الصناعات الأوروبية .وقد صور فيلم ( الماس الدموي Blood Diamond )
ويبدو أن صناعة ألعاب الفيديو قد صنعت ماسها الخاص المخضب بدماء الأفارقة . فتوقف البعض لتقرير نشرته جمعية (نحو الحرية Toward Freedom) لحقوق الانسان ، فقد أفضى البحث عن معدن نادر يستخدم في صناعة جهاز البلاي ستيشن ، الذي تنتجه شركة سوني ، الى صراع دموي خلال العقد المنصرم في جمهورية الكونغو الديموقراطية .
ويحتل قلب الصراع معدن خام غير منقى هو الكولتان . وبعد معالجته ، يتحول الكولتان الى مسحوق يسمى تانالتوم tantalum يستخدم بكثافة في الكثير من الأجهزة الالكترونية الغربية ،بما في ذلك أجهزة الهاتف المحمول ، والكمبيوترات وبالطبع في أجهزة ألعاب الفيديو .وقد شجع الطلب المتزايد على الكولتان المجموعات العسكرية الرواندية وشركات التعدين الغربية على استنزاف ما قيمته مئات الملايين من الدولارات من هذا المعدن الثمين ، من خلال اجبار العمال والأسرى وحتى الأطفال على العمل بالسخرة في مناجم الكولتان في الكونغو في ظروف لا انسانية .

ملف مرفق 11481

وتقول الناشطة في المنظمة الانسانية وعضو البرلمان البريطاني السابقة أونا كنج ((انهم يرسلون الأطفال الأفارقة الى أعماق المناجم ليموتوا هناك من أجل أن يقتل أطفال أوروبا وأمريكا كائنات فضائية خيالية في غرف معيشتهم)) .

وما علاقة كل هذا بشركة سوني ؟؟ تقول جمعية (نحو الحرية) انه خلال اطلاقها جهاز الألعاب بلاي ستيشن 2 في عام 2000 ، واجهت شركة الالكترونيات العملاقة متاعب في الاستجابة للطلب المتزايد على أجهزتها . ومن أجل ضخ المزيد من الأجهزة الى السوق ، احتاجت سوني الى زيادة كبيرة في انتاج المكثفات الكهربائية electric capacitors التي تصنع اساسا من التانتالوم . وهو ما رفع السعر العالمي للمسحوق من 49 دولارا للرطل الى 275 دولارا ، وهو ما أدى الى نشاط محموم في التلال الكونغولية التي تحتوي في باطنها على الكولتان .

وكانت سوني قد أكدت مرارا أنها أقلعت عن استخدام التانتالوم المستخرج من الكونغو، وأنها تعتمد في صناعة اجهزة البلاي ستيشن 2و3 على معدن مستخرج عدد من المناجم في بلدان مختلفة . لكن الباحث دافيد باروسكي يقول ان هذا الزعم أبعد ما يكون عن الحقيقة .
ويضيف أن اطلاق جهاز بلاي ستيشن 2 في الأسواق ... كان جزءا كبيرا من زيادة هائلة في الطلب على الكولتان بدأت في مطلع العام 1999 . وهو يؤكد : ((ان سوني والشركات الأخرى المشابهة لها عمدت الى الأنكار والمراوغة ، اعتمادا على أن الكولتان الخام ينتقل بين أياد كثيرة جدا منذ استخراجه من المناجم وحتى تتسلمه سوني كمنتج معالج ،
حتى أن الشركات أحيانا لايكون عندها ادنى فكرة عن المكان الأصلي الذي جاء منه الكولتان الخام ، والحقيقة أنها لاتريد اصلا أن تعرف من أين جاء .لكن التحليل الاحصائي يبين على نحو قاطع أنه من المستحيل عمليا أن تكون سوني استطاعت انتاج كل أجهزة البلاي ستيشن من دون الكولتان الكونغولي )).
يذكر أن البلاي ستيشن 2 هو جهاز ألعاب الفيديو الأعلى مبيعا في كل العصور بعد ان باعت سوني منه أكثر من 140مليون جهاز حتى عام 2008 ...

فيروز عبد السلام


الملحق العلمي/ مجلة العربي - العدد 42 - ذو القعدة 1429هـ - نوفمبر 2008 م ...



تحياتي ...