تقنية واي ماكس

https://www.itp.net/pictures/features/ID2.jpg

حمل الشهر الماضي أخبارا تقنية سارة لمستخدمي الإنترنت عموما وللمستخدمين في منطقة الخليج بشكل خاص. إذ تجري في الإمارات العربية المتحدة والسعودية وغيرها من دول مجلس التعاون، جهود حثيثة للمساهمة في استكمال عناصر حلول الاتصال اللاسلكي بالموجة الواسعة.
وتعمل على سبيل المثال الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات في الإمارات على الإسراع في تخصيص ترددات مناسبة لهذه التقنية وكذلك هو الحال لدى نظيرتها السعودية. وتدرك دول أخرى في المنطقة مثل الكويت والبحرين أهمية تقنية واي ماكس وتم مؤخرا تجربة التقنية في مشاريع متفرقة فيها وفي دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وذلك بصورة تؤكد أن هيئات تنظيم الاتصالات جادة في سعيها إلى تلبية الطلب على هذه التقنية الواعدة.
ومن جهة أخرى، بدأت منتجات تقنية واي ماكس تتوفر في السوق سواء كانت أنظمة للبنية التحتية أو حتى للمستخدم النهائي مثل بطاقات الكمبيوتر الدفتري لتقنيتي واي ماكس وواي فاي معا.
فهل تكتمل عناصر هذه التقنية لتصبح جاهزة لتلبية الطلب الكبير على الموجة الواسعة بصورة لاسلكية؟
تؤكد مؤشرات كثيرة على أن الجواب هو إيجابا، فقد يتحقق حلم الكثيرين في الحصول على الاتصال بالموجة الواسعة اللاسلكية عبر تقنية واي ماكس.
فحتى وقت قريب ورغم شعبية الموجة الواسعة وفائدتها المعروفة في تسريع الاتصال وتقديم أداء عال في تطبيقات مختلفة مثل مؤتمرات الفيديو وغيرها، إلا أن انتشارها المطلوب لم يتحقق بدرجة كافية لدخولها حيز الاستخدام العام وذلك بسبب بعض القيود والعقبات. وتبرز هنا التقنيات اللاسلكية لحل هذه المشاكل المستعصية. فهناك عوائق كثيرة تحد من نشر ومد الكابلات والأسلاك تلبية حاجة المستخدمين في المواقع التي لا تصلها كابلات خط المشترك الرقمي DSL وغيرها من خطوط الاتصال، فجاءت واي ماكس WIMAX وهي اشتقاق متطور لشبكات واي فاي اللاسلكية، وهي تقدم حلولا ومنتجات قوية تناسب إرسال البيانات الضخمة والفيديو والصوت عبر تقنية الإنترنت. وبدء بتطوير واي ماكس منذ قرابة 10 أعوام على أنها أول تقنية راديو موجة واسعة wide-band radio بمعيار موحد عالميا.
وبينما تعرف واي فاي بأنها معيار 802.11، فإن معيار واي ماكس هو 802.16 وهي اختصار للعبارة Worldwide Interoperability for Microwave Access تعد واي ماكس تقنية شبكات لاسلكية للمدن wireless metropolitan area network (MAN) يمكنها ربط نقاط واي فاي بالإنترنت وتأمين تمديد لخدمات الكابل وخط المشترك الرقمي DSL يمكن لهذه التقنية أن توسع مدى الاتصالات اللاسلكية من التغطية الحالية التي تقدمها تقنية واي فاي اللاسلكية والتي لا تتجاوز 90 متر إلى حوالي 50 كيلومتر تقريبا.
لا بد هنا من الإشارة والتأكيد على هدف هذه التقنية وهو تأمين الاتصال اللاسلكي بالموجة الواسعة لما يطلق عليه ''الميل الأخير'' كبديل عن الكابل وخط المشترك الرقمي DSL، وفي الحالة النموذجية تؤمن خلية واي ماكس تغطية نصف قطرها من 3 إلى 10 كيلومتر، مع تقديم 40 ميغابت بالثانية لكل قناة. أما المستخدم النهائي، فسوف يجد في واي ماكس حلا يتجاوز قيود خط المشترك الرقمي DSL التي تقتصر تغطيتها حاليا على دائرة قطرها 5 كم تقريبا. حيث ستتوفر خدمات ومنتجات واي ماكس لخدمة الاتصال بالإنترنت من الأجهزة الثابتة من كمبيوترات مكتبية وأنظمة خادم، ويليها توفر منتجات واي ماكس الموجهة للأجهزة المحمولة (الكمبيوترات الدفترية) والأجهزة الجوالة (الهواتف الجوالة) فسوف تبدأ بالانتشار مطلع عام 2006.ولتزويد الكمبيوترات الثابتة بالاتصال اللاسلكي بالموجة الواسعة فإن حلول واي ماكس ستتولى وصل نقاط التغطية اللاسلكية من واي فاي (هوت سبوت، أو النقاط الساخنة) بالشبكات السلكية إلى جانب اعتماد واي ماكس لخدمات DSL ولن تتنافس واي ماكس مع خدمات تزويد الاتصال عبر واي فاي أو DSL، بل ستكون مكملة لهما، رغم أن نجاحها سيحمل نهاية لشبكات واي فاي وشبكات الخليوي GSM وبدلا من ترقية الأسلاك النحاسية الخاصة بالهاتف بكابلات DSL فإن واي ماكس ستكون منافسا وبديلا لهذه الأخيرة.
يرى البعض في هذه التقنية حلا مكملا للتقنيات الأخرى بطريقة تجعل المستخدم قادرا على الاتصال بشبكة واي فاي لاستخدام الشبكة المحلية في العمل ويعتمد واي ماكس لدى خروجه من الشركة، وسيلجأ لشبكة الخليوي عند مغادرة المدينة.
لكن إنتل تطور شرائحها الخاصة بواي ماكس للهواتف الجوالة وبالتالي يمكن وقتها إجراء مكالمات إنترنت رخيصة بواسطتها أي بصورة تهدد شركات الاتصالات التي استثمرت في أجهزة الجيل الثالث للاتصالات، ولذلك سيصعب أن نسمع الكثير عن واي ماكس حيث حصل الاستثمار بشبكات الجيل الثالث.
ورغم الاختلاف في نقاط الضعف والقوة بين واي ماكس وتقنيات الاتصالات الجيل الثالث إلا أنهما سيتنافسان لا محالة بسبب قدرة واي ماكس على تزويد الاتصال للأجهزة الجوالة والمحمولة كما هو وارد في مسار وخطط التقنية المستقبلية وبما أن الإصدارات التالية من واي ماكس وهي 802,16 و802,20، ستقدم إمكانيات تشابه الهاتف الجوال أي المحافظة على الاتصال اللاسلكي خلال التنقل roaming كما أن انتشار نقاط تغطية واي فاي يعزز إمكانيات نشر واي ماكس المكملة لها.
ومن جانب هام آخر، هناك الناحية التي يسهل إهمالها وتناسيها دوما وهي المحتوى الرقمي الذي يجب توفيره للاستفادة فعليا من تقنية واي ماكس. فإلى جانب الخدمات الضرورية على المواقع المحلية هناك الخدمات الحكومية وتعزيزها لفائدة الجمهور. فمن السهل إنشاء البنية التحتية دون الأخذ بالحسبان توفير محتوى قوي يجذب المستخدمين لتبني هذه التقنيات الجديدة.
وإذا كنا نستهلك التقنية كما هي من برامج وأجهزة وحلول جاهزة فلا بد لنا من تطوير المحتوى الرقمي المحلي على الأقل وإلا لن تفلح أقوى التقنيات وأسرع الأجهزة في تحقيق أهداف اقتنائها واستخداماتها، ولا بد من دعم وتطوير المواقع والخدمات التي تقدمها عبر الإنترنت لتنطلق تقنيات قوية مثل واي ماكس وغيرها.

المصدر: ITP