الحديث التاسع عشر
عن أبي الدرداء
كان بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما محاورة، فأغضب أبو بكر عمر رضي الله عنهما، فانصرف عنه مغضباً، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه، وأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال أبو الدرداء: ونحن عنده - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما صاحبكم هذا فقد غامر)، قال: وندم عمر على ما كان منه فأقبل حتى سلم وجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقص على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر. قال أبو الدرداء: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل أبو بكر يقول: يا رسول الله! لأنا كنت أظلم. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل أنتم تاركون لي صاحبي؟ إني قلت يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً. فقلتم: كذبت. فقال أبو بكر: صدقت).
أخرجه البخاري في مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فرواه عن هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، عن زيد بن واقد، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، وفيه: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر وجهه، حتى أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله! أنا كنت أظلم مرتين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟) مرتين. فما أوذي بعدها، رضي الله عنه.
المفضلات