أما صفية زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فمن الواضح بأنها اعجبت بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل إيمانها من حيث الرؤيا التي شاهدتها، ومن ذكرها لقصة أبيها لما قال لأخيه "والله إنه النبي الموجود عندنا في الكتاب" وأنه سيحاربه ما بقي حيا، وهذا كله ارهاصات بقبولها الإيمان بمجرد أن يتيسر لها الاسلام.
ولذلك فالأصوب أنها آمنة مباشرة لكن لم أصل الى صورة واضحة حتى الآن.
بما أن الموضوع فشى وغلا فلن اتردد في أن أقول أن الأخ شلاع بالغ في نكير، كوني قلت "لا يصدر من مسلم" هذا لا يؤيد كلامك الذي ذهبت إليه لما قلت "مقال سيء موجه وجهه لا دينية مبطنة حقارة كبيرة"، فقولي "لا يصدر من مسلم" هو كقولي في الغيبة "لا تصدر من مسلم" مع ذلك المسلم يغتاب، ولا يُشترط يا أخي شلاع ان يكون من يكتب مقالا في مستوى فهمك في الشرع، ولذلك قولي "لا يصدر من مسلم" لا اقصد به أنه صدر من كافر ولا صدر من مبتدع ولا صدر من مغرض، بل يحتمل مع ما ذكرت أن يكون من مسلم معلوماته خاطئة أو يكتب وهو ناقص للقدرة على تكميل ما يكتب.
شتان بين من اراد ان يكون داعية، وبين من نصب نفسه قاضيا، تفنيد الاخطاء هو طريق العلماء والدعاة وطلبة العلم، وأما الاحكام فهي وظيفة القضاة، فلنكن دعاة لا قضاة.
شتان بين "التفنيد" و "الحكم" فماذا سيحدث لو أني اتبعت هذا الاسلوب وهو "التفنيد" والتنبيه، واترك الاحكام لرب العالمين فهذا ليس شأني.
الأخ Q 8 نقل كلاما، وأصبح بين احدى حالتين، مصيب أو مخطئ، فإن كان مصيبا شكرناه، وإن كان مخطئا صوبناه، وأراه أصاب في شيء وأخطئ في شيء، وليس لي أن أحمل عليه سيف القضاء المسلط لأحكم في نواياه.
مارية القبطية ليست زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بل قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تسرى بها، ومن المعلوم أن ابن الأمة يولد حورا لا يولد عبدا، وينسب لأبيه لا ينسب لأمه.
وكونها أمة ذكرها أبو نعيم في معرفة الصحابة وذكرها ابن الاثير في أسد الغابة.
بل حتى الاعلام للزركلي ذكر انها من سراري النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حجر في الاصابة:
(مارية القبطية: أم ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)
انظر، لم يقل زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأعود مرة اخرى لأقول أن كل خطئ وقع فيه الأخ Q 8 لا يمكن تحميله اكثر مما يحتمل، بل اعتقد فيه انه أراد الخير، فإن كان الأخ Q 8 يهدف إلى العبث بحقائق (حاشاه) فإذا لم أقل أنه رجل مغرض فإن الله لن يعاقبني، وأما إذا كان بحسن نية وقع في اخطاء قد يقع فيها اي مسلم، ثم قلت بأنه رجل مغرض فإن الله سيحاسبني حتما على هذا الاتهام، وإذا احسنت الظن فأنا مأجور.
ينبغي على الشاب المسلم أن يتعلم حسن الظن فيما يطرحه الناس، أما إذا ثبت لي بأن هناك سوء طوايا فلا اتردد في توجيه الهجوم والتعنيف.
اما اتباع الظن افجتنبوه.
ولا أعفي الأخ Q 8 في تصلبه في موقفه، التعلم خير لنا، ولأن اخطئ في مسألة امام الناس وارجع خير لي من أن اخطئ فيها وابقى متمسكا بخطئي ولو كان الناس لي ظهيرا.
المفضلات