[ خامس عشر ]
كل ما حاول Coptic Man أن يثبته فلا يعدو أن يكون بين هذه الأشياء:
1- أنها ذنوب كانت قبل تنبئهم فلا يستطيع أن يلزمنا بها، كقصة موسى وآدم عليهما السلام، على عكس كبائر نسبها الكتاب المقدس لأنبياء الله، زنا وفجور وكذب وشرب خمر وربا وتجديف وصناعة أصنام وشتم الآباء وصراع مع الله.
2- أنه ظن أن الدعوة للتوبة والتقوى هي دليل على سبق خلاف ذلك، وهذا غير صحيح، فان الله تبارك وتعالى أمر المؤمنين بأن يؤمنوا، وإنما كان هذا الأمر من باب التأكيد والحض، أي زيدوا في تقى وزيدوا في طاعة. وقد ثبت لنا يقينا أن العشرة المبشرين بالجنة ضمنوا جميعا دخول الجنة وفقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك استمروا في الطاعة والعبادة والاستغفار وذلك لا يعني أنهم فقدوا اليقين بالجنة.
3- أن استغفار الأنبياء ليس له سبق معصية، إنما هو لثلاثة أسباب (الأول) أنهم يقعون في مباحات يقع فيها غيرهم من عامة البشر (ثانيا) أنهم أمل البشر إيمانا وصدقا ويقينا ومحبتهم لله تلزمهم بالقيام بكل عبادة (ثالثا) أنها طريقة يقلدهم فيها أتباعهم، فهم يعلمونهم ذلك.
4- أن معنى الخطيئة والذنب الواردة في حق الأنبياء هي إنما تكون في ما كان قبل نبوتهم، أو الترخيصات التي وقع فيها الأنبياء، كترخص إبراهيم في قوله "إني سقيم" وهي توريات ومعاريض لا يحرمها الإسلام على المسلمين، وإذا كان Coptic Man يحرمها على نفسه فهذا شأنه فنحن لا نتبعه ولكن نتبع أمر ديننا ونعلم ما حرمه الله علينا وما أباحه.
5- أن Coptic Man وقع في تأويلات باطلة لم يكن لها مصدر وأضع منها:
- استبدال كلمة (لوثة الخطيئة السوداء) بالكلمة الأصلية وهي (علقة سوداء).
- ادعاءه بأن يغان على قلبي معناها يغشى قلبه الشيطان ولم يأت بمصدر هذا التفسير.
- ادعاءه بأن لوط يقدم بناته للزنى وهو مخالف لصريح القرآن الذي قال "هن أطهر لكم".
- ادعاءه بأن معنى الضلال في قوله (ضالا فهدى) عبادة الأوثان والميل إلى مدحها ولم يأت بدليل على هذا القول.
6- لم يتردد في مخالفة أرضية الحوار، وهو طلب مني أن أخبره إذا كانت هناك مخالفة، لكن من غير صحيح أن اقاطعك قبل أن تتم كل كلامك، هذا هو أساس الحوار، وأرضية الحوار كانت واضحة في أنه لا يحق لك أن تنقل من أي مصدر، بل تلتزم بالقرآن والسنة الصحيحة المتفق عليها، وقد نبهتك إلى أني لا اجعل للجهد البشري قيمة إذا خالف النصوص، فأتيتني بقصتين مكذوبتين (قصة داوود) و (قصة الغرانيق) ولم تسندهما بسند صحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تذكر مصدرا من المصادر التي وافقتني عليها في بداية المقدمة (القرآن الكريم، صحيح البخاري وصحيح مسلم، ما اتفقت الأمة على صحته من الحديث النبوي الشريف)، علما بأني تجاوزت عن الحديث في (الخطيئة الأصلية) لانه اراد أن يستدل بها، لكن لا يحق لك أن تلزمني بدليل لا اعترف فيه، إذا ثبت لدينا كلينا هذا الدليل بعد ذلك يمكنك استخدامه.
7- في كل ما سبق لم أسمع كلمة ثناء وشكر في رسل الله تبارك وتعالى، على الاقل آدم ونوح وإبراهيم وموسى وداود ويونس، لا صلاة ولا سلام ولا ذكر حسن سوى ذكر ما تراه عيبا فيهم، الا يستحق أنبياء الله ورسله مزيدا من الذكر بالخيرية عن الآخرين؟
لماذا ضيقت المصادر؟
يحق لأي أخ مسلم أو تابع للكتاب المقدس أن يسألني ولو سألني هو من البداية لناقشته فيه، أنا لا اعترف بكتب ابن اسحاق ولا البداية والنهاية ولا التاريخ الكبير ولا حتى تفسير الطبري ككتب تلتزم برواية الصحيح فقط، لذلك هي ليست حجة علي، تأتيني بحديث سأقول لك (ضعيف) ستقول ما دليلك على ضعفه، سأقول لك فيه (اسحاق بن نجيح) ستقول من اسحاق بن نجيح ؟ سأقول لك (كذاب) ستقول ما الدليل أقول لك قال أحمد (من اكذب الناس) وقال ابن معين (كذاب عدو الله رجل سوء خبيث)، ستقول من أحمد ومن ابن معين حتى يحكمان عليه بهذا الحكم، ولن نصل لنتيجة وسنبقى في دوامة.
لذلك طلبت منه الصحيح فقط حتى لا يورط نفسه، مع ذلك ورط نفسه وسرد أحاديث مكذوبة غير مقبولة.
المفضلات