_ "أم علي" بداية لو تحدثينا عن الشهيد ميلاده ونشأته ـ مسيرته التعليمية ؟
كان تاريخ 28-06- 1983هو ميلاد ابني محمد رحمه الله واسمه بالكامل: محمد حسن عبد الرحيم السمان، تربى في المساجد وعلى موائد القرآن، والحمد لله عندي ثمان بنات وثلاثة أولاد واعمل على تربيتهم في المساجد على تحفيظ القرآن الكريم وعلى السير على سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وكلهم صالحين الأولاد والبنات ولله الحمد.
محمد رحمه الله أنهى دراسته عندما حصل على شهادة الثاني ثانوي، ولكنه لم يكمل للثانوية العامة بالرغم انه كان من المتفوقين وكان صاحب خلق ودين الذي عرفه الناس .
وطالما سار ابني محمد رحمه الله على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابيته فحتى قبيل مطارته وقبل ان يخرج من المنزل ليكون مطاردا للعدو الصهيوني كان يرفض النوم على السرير كان ينام على الحصير كي يقوم الليل ويقوم لصلاة الفجر، أقول له "ضع أسفل منك ولو حصيرة "فكان يقول "لا أنا أريد أن أنام كما كان ينام الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى أستطيع أن أقوم قيام الليل".
أما عن معاملته مع والديه فكان رحمه الله حنون على أمه وأبيه وعلى إخوانه فلم يغضب احد قط لطالما أحبه الناس وأحبهم، والحمد لله طوال حياته كنت دائماً راضياً عليه وحتى مماته .

_ لو تحدثينا عن التحاقه بصفوف حركة حماس وانضمامه لكتائب الشهيد عز الدين القسام ؟
منذ صغره كان من رواد المساجد من الذين يحفظوا القرآن الكريم ويعملون به ، فمن فضل ربنا وكرمه عليه كان يحفظّ الأولاد القرآن والحمد لله رب العالمين ، ولأن حركة حماس تسير على كتاب الله وسيرة رسول الله فهي أصلح الحركات المقاومة في فلسطين، فلذلك سار ابني محمد على نهجها وجعلها وسيلة له ليعبر بها إلى الجنة وليحقق مبتغاه في رفع راية التوحيد وتحرير أرضه من العدو الصهيوني .
أما عن التحاقه بصفوف مجاهدي القسام فأنا في البداية لم أكن أعرف بذلك، كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يحب كل خير ويكره كل شر ، وكان يهيئ للناس أنه من الجماعة السلفية حتى لا يشك أحد به ولا يعرفوا عنه شيء، وعندما تطارد الكل تفاجأ بأنه من كتائب عز الدين القسام، ولأنه كان يمتلك عقليه فذه وكبيرة فقد وضعوه قائدا في كتائب القسام بعد استشهد مازن الياسين ، والحمد لله كان يتميز بالعقل الكبير و في نفس الوقت كان يمزح مع الناس كثيراً ويحب اللعب والمزح معهم ويحب الأطفال فطالما كان البسمة لا تفارق شفتاه.

_ لو تحدثينا عن الفترة التي قضيتيها خلال مطاردة العدو الصهيوني لحمد رحمه الله ؟
كانت القوات الصهيونية تواصل اقتحامها لمنزلنا بحثا عن ابني ، فقد اعتقلوني اليهود في سجن " هشارون" بتهمة أنني رأيت ابني، ووقفت في المحكمة وقلت للقاضي هل تهمة أن ترى الأم ابنها؟.." وأنا أنكرت أنني ذهبت لرؤية"ه، قال:" ليست تهمة "، فقلت له إذاً لماذا أنت اعتقلتموني ؟؟ هل اعتقلتموني لأنني رأيت ابني ؟؟؟ فلم يجيب، ولكن اسأل الله ان يخلصنا منهم قريبا .
و أولادي الآخرين تم اعتقالهم أما محمد لم يعتقل، فأصبح مطارداً عندما كان عمره 20 عام، لأنه الآن هو 26 عام، لم يعتقل لا عند السلطة ولا عند الاحتلال لأنه كان أمني وسرّي ولا أحد يعرف عنه شيء.

_ كيف تم اغتيال ابنكم رحمه الله من قبل قوات عباس الخائنة ؟
بدايةً تعرف أن هذه السنة السادسة لمحمد رحمه الله وهو مطارد للعدو الصهيوني ، لم يستطع الاحتلال بكل أجهزته من الوصول إلى محمد والعثور عليه لكن جماعة السلطة العميلة الذين هم يعيشون بيننا هم من تمكنوا من ملاحقته فقتل شهيدا بإذن الله على أيدي الخونة ، فهذه الأجهزة عذبت الشباب عذاباً شديدا، أشد من عذاب اليهود العسكري وحتى هذه اللحظة مازال أبناؤنا في السجون ويعذبون اشد العذاب، وعندما قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل "سلخوا لحم الشباب في السجون" وهذه الحقيقة ، لا يأتي صليب احمر ولا حقوق إنسان، يحدث في السجون أشياء كثيرة ولا أحد ينظر إليهم ولا احد يعرف مكانهم فليس لهم إلا الله .

_ هل تم استدعاءكم من قبل الأجهزة الخائنة للضغط على ابنكم لتسليم نفسه؟
اتصلوا علينا الساعة الثانية ليلاً تقريباً من اليوم الذي استشهد فيه "محمد " قالوا محمد الياسين مستشهد وابنكم مجروح وحتى الآن يقاوم ونريد منكم ان تتصلوا به ليسلم نفسه فرفضت ذلك بل دعوت له بالثبات والنصر على أعوان اليهود ، ولطالما حاولت هذه الأجهزة العميلة من اقتحام منزلنا ولكن كان الرعب يملأ قلبهم خوفا من ابني محمد رحمه الله فطالما ارهب العدو الصهيوني بجهاده وطالما قذف الرعب في أعوان العدو في الضفة . ونسأل الله أن يصبرنا ويجمعنا معهم في جنان النعيم.

_ كيف تنظرين قدوم أجهزة عباس العميلة على ملاحقة المجاهدين وتعذيبهم في الضفة الغربية ؟
هذه خيانة كبرى، خيانة وعمالة كبرى وإن شاء الله سيكون خلاصنا منهم قريباً ، لأن الظلم لا يدوم في البلاد، وبعد الظلم يأتي الفرج إن شاء الله، نحن نريد تغيير لأن الشباب أهينوا كثيراً عندنا في الضفة، الناس أهينت، نحن ندعو لهم ليل نهار، وفي كل وقت وكل حين وخاصة أبناؤنا الذين في السجون، نحن نريد تغيير لهم، نريد أن ننقذهم من العذاب الذي هم فيه، وبإذن الله سيأتي اليوم الذي يزل عنا ظلم الظالمين .

_ لو تحدثينا عن المداهمات الصهيونية والأجهزة العميلة لمنزلكم؟
أجهزة عباس كانت تخاف من محمد السمان، لحتى عندما خرج ابني سمان قال احد ضباط دايتون " المفترض زمان اعتقلناك لكن كنا خايفين من محمد السمان، ونحن لا نأتي عليكم لذلك".
أما اليهود كانوا كل أسبوع يأتوا لتكسير البيت، الأربع طوابق كسروا منها أجزاء لا خزن ولا حوائط ولا شجر ولا شيء، لكن الحمد لله فشل اليهود، ولكن ما لا يستطيع عليه اليهود حصلت عليه السلطة الخائنة.

_ كيف استقبلتي نبأ استشهاد ابنك محمد ؟ وكيف كان تشييع جثمانه ؟
الحمد لله رب العالمين، عندما استشهد محمد رحمه الله كنت على وضوء، ذهبت وصليت ركتين شكراً لله، والحمد لله رب العالمين هذا هو قدرنا وهذا هو الدرب الذي سار عليه ابني طريق الأشواك ولا كن ماذا في نهاية هذا ؟؟ "الجنة "بإذن الله تعالى.
أما عن تشييعنا لمحمد فلقد عملنا له عرس وزفة لم يعمل لأي إنسان مثلها في العالم اسأل الله أن يتقبله شهيداً .

_ رسالة توجهينها إلى أجهزة عباس وفياض العميلة ؟
اسأل الله تعالى أن ينتقم منهم لأنهم ليسوا من الشعب الفلسطيني فلقد خانوا الله ورسوله .

_ رسالة أخيرة توجهينها إلى مجاهدي كتائب القسام والمقاومة في الضفة ؟
أشد على أياديهم، واسأل الله أن يثبت أقدامهم وان تنصرهم على من عاداهم ومن وقف في طريقه من الخونة ومن أعوان اليهود وإن شاء الله ربنا ينظف الضفة من السلطة كما تم تنظيفها في غزة ،وما ذالك على الله بعزيز.