مفكرة الإسلام: دعا وزير الصناعة التركي الأتراك اليوم الخميس إلى مقاطعة البضائع الصينية احتجاجًا على الحملة التي يتعرض لها مسلمو الإيجور في إقليم شينجيانغ الصيني والتي راح ضحيتها حتى الآن مئات من القتلى والجرحى والمعتقلين.
وقالت وسائل إعلام تركية إن وزير الصناعة نهاد أرجون قال في اجتماع للمصدرين الصناعيين ببلدة يوزجات بوسط تركيا: إنه يجب على الأتراك ممارسة ضغط على الصين لإنهاء العنف, وذلك عن طريق مقاطعة البضائع الصينية.
وأكدت دولت أريك المتحدثة باسم الوزارة تصريحات الوزير, لكنها رجحت أنها تعبر عن رأيه الشخصي وليس موقف الحكومة التركية.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس الأربعاء إن تركيا الدولة ذات الأغلبية المسلمة ستطلب من مجلس الأمن الدولي مناقشة سُبل إنهاء العنف بين الإيجور والهان الصينيين في شينجيانغ.
الصين تتوعد مسلمي الإيجور بعقوبات قاسية:
من جانب آخر أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة اليوم الخميس أن الرئيس الصيني هو جينتاو وكبار قادة الحزب الشيوعي الصيني اجتمعوا أمس الأربعاء وتوعدوا بإنزال "عقوبات شديدة" بحق المسؤولين عن الاضطرابات في شينجيانغ (شمال غرب).
وجمع الرئيس أعضاء اللجنة الدائمة في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، الهيئة القيادية العليا في هذا البلد لدرس الوضع في شينجيانغ، بعدما قطع الأربعاء زيارة إلى إيطاليا حيث كان من المقرر أن يشارك في قمة مجموعة الثماني وعاد إلى الصين بسبب الأحداث الدامية الجارية في مقاطعة شينجيانغ.
وتوعدت القيادة الصينية في بيان صدر بعد الاجتماع ونقلته وكالة الأنباء الرسمية الصينية بإنزال "عقوبات شديدة" بالضالعين في المواجهات الآتنية التي وقعت في هذه المقاطعة طبقًا لما ينص عليه القانون.
"المؤتمر الإسلامي" تجدد قلقها:
بينما جددت منظمة المؤتمر الإسلامي قلقها من تدهور الأوضاع في الإقليم ضد السكان من الإيجور المسلمين.
وأعرب أوغلو في بيان عن اعتقاده بأن "المشكلة العضال" التي يواجهها الشعب الإيجوري في إقليمهم المتمتع بالحكم الذاتي في الصين، لا يمكن أن تُحَل عن طريق الإجراءات الأمنية وحدها.
وأشار إلى أن الإيجور شعب عريق يطمح إلى المحافظة على خصائصه الثقافية والعرقية وهُويته الإسلامية، وإلى التمتع بحقوقه الثقافية والاقتصادية غير القابلة للتغير.
كما أعرب أوغلو مجددًا عن استعداده لإجراء اتصالات مع الحكومة الصينية للمساعدة فى تخفيف حدة التوتر، من خلال إجراءات تراعي الأعراف الأساسية لحقوق الإنسان والحقوق المشروعة للأقلية المسلمة في الصين.
وحث الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تربطها علاقات وثيقة بالصين على دعم جهوده في هذا الصدد.
ورغم الإجراءات الأمنية وتحليق المروحيات, خرج متظاهرون من قومية الهان التي تعتبر الأكبر في الصين، باستثناء مقاطعة شينج يانج إلى الشوارع لليوم الثاني على التوالي, ووقعت اشتباكات بالأيدي مع الإيجور المسلمين, ونفذت الشرطة اعتقالات.
خسائر الإيجور أكثر من 800 قتيل:
نفى زعيم الإيجور الصينيين صحة المزاعم التي تروج لها حكومة بكين بشان حصيلة قتلى المسلمين الذين سقطوا في أحداث العنف الأخيرة، وأكد أنه ووفقًا لإفادات شهود العيان فإن الخسائر بلغت أكثر من 800 قتيل.
وكشف دولكان عيسى الأمين العام للمؤتمر الدولي للإيجور أن الكثير من المسلمين قد أعدموا من قبل عرقية الهان الصينية.
وقال إن العدد الفعلي للقتلى لا يمكن تحديده بدقة كاملة ولكن روايات شهود العيان تؤكد أن القتلى عددهم يترواح ما بين 600 إلى 800 قتيل.
وبحسب وكالة أسوشيتيد برس أشار عيسى إلى أن أربعة نساء مسلمات طالبات تم قتلهن وقطع رؤوسهن عندما داهم غوغاء من عرقية الهان كلية الطب في في جامعة أورومكي.
معاناة مسلمي الإيجور:
ويصل عدد سكان الإيجور إلى 25 مليون نسمة، بينما تزعم الأرقام الرسمية الصينية أن عدد الإيجور المسلمين لا يزيد على ثمانية ملايين نسمة.
ويتكلم الإيجور لغة محلية تركمانية ويخطون كتاباتهم بالعربية ولهم ملامح القوقازيين، وكانوا يشكلون 90% من سكان المنطقة، لكن هجرة الأقلية الصينية الشيوعية "هان" قوضت هذه الأغلبية المسلمة.
ومنذ استيلاء الحكومة الشيوعية على إقليم تركستان عام 1949 تزايد عدد أقلية هان الشيوعية الصينية في الإقليم من 6.7% إلى 40.6% وأصبحوا يسيطرون على كل الوظائف الرئيسة وعلى النشاط السياسي