اختارت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قصة أحد كبار مقاتليها العسكريين ليكون بطلاً لأول فيلم سينمائي تنتجه الحركة، لتؤكد عبره تمسكها بالعمل العسكري ضد إسرائيل، رغم حالة الهدوء التي تسود بين الطرفين منذ شهور، ويتناول الفيلم الذي يعتبر باكورة إنتاج حماس السينمائي رواية قصة المقاتل "عماد عقل"، وهو أحد مؤسسي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وأحد أشهر مقاتلي الحركة في قطاع غزة.
وتعتبر حماس "عماد عقل" أحد أساطير جناحها العسكري، حيث كان المطلوب الأول لإسرائيل في الفترة من بدايات عام 1991 حتى (24 نوفمبر 1993)، عندما حاصرته قوات كبيرة للجيش الإسرائيلي في غزة واغتالته اثر تبادل لإطلاق نار معه.
وركز فيلم "عماد عقل" الذي أنتجته شركة الأقصى الإعلامية التابعة لحماس، على حياة عقل منذ طفولته وصولاً إلى عملياته ضد الجيش الإسرائيلي، وحتى اغتياله وتسلم قائد أخر قيادة الكتائب خلفا له ، ويشرح الفيلم ظروف تشكيل الجناح العسكري لحركة حماس، و بدايات عملياته العسكرية ضد الجيش الإسرائيلي في فترة احتلاله لقطاع غزة، ومن ثم الانتقال إلى الضفة الغربية، وبلغت تكلفة إنتاج الفيلم أكثر من (170 ألف دولار)، واستغرق تصويره نحو عامين.
شارك في مشاهدة العرض الأول للفيلم في مقر الجامعة الإسلامية بمدينة غزة، عدد كبير من قيادات الحركة الإسلامية، في مقدمتهم رئيس الحكومة المقالة "إسماعيل هنية"، والقيادي البارز فيها "محمود الزهار" الذي كتب قصة وسيناريو الفيلم.
وقال "الزهار" عقب العرض الأول للفيلم، إنه ركز على مبدأ أن المقاومة بدأت بفكرة لرفض الاحتلال ورفض الظلم، موضحاً أنه رسالة تكريم لـ"الأبطال الذين خدموا القضية الفلسطينية بثباتهم على الدين والمقاومة"، مضيفا أن عقل يمثل نموذجا للمجاهد الفلسطيني من أجل أرضه ووطنه، وأن الشعب الفلسطيني لديه الآلاف من أمثاله، مبدياً دعمه لإنتاج أفلام مماثلة "لخلق ثقافة المقاومة وثقافة حفظ الكرامة".
من جهته، قال "ماجد جندية" مخرج الفيلم إنه "يتمنى أن يكون هذا الفيلم النواة الأولى نحو إنتاج أفلام إسلامية هادفة وأنه يسعى لأفلام سينمائية إسلامية جديدة تتحدث عن حياة الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي"، وحول آثار الحصار على إنتاج الفيلم، قال جندية "فيلم عقل تعرض للحصار الذي تعرض له قطاع غزة مثل أي شخص في غزة، فلقد مر فيلم عماد بجميع تفاصيل الحصار الذي شهده قطاع غزة".
وكانت أخر دار للسينما أغلقت في قطاع غزة في العام 1994، عندما قام عدد من المتظاهرين بإشعال النيران في سينما النصر وسط مدينة غزة في أعقاب اندلاع مواجهات بين الشرطة الفلسطينية وأنصار حماس قرب مسجد فلسطين، وعرفت في حينها بأحداث مسجد فلسطين.
وأنشأت حركة حماس عقب سيطرتها على قطاع غزة في (يوليو 2006) مدينة خاصة للإنتاج الإعلامي في المناطق التي أخلتها إسرائيل في عام2005، وصورت غالبية مشاهد الفيلم داخل تلك المدينة الإعلامية.
وقال قائمون على إنتاج الفيلم إن حركة حماس ستبدأ بتنظيم عروض جماهيرية لمشاهدة الفيلم الذي تبلغ مدته ساعتين ونصف الساعة، في أماكن عامة بغرض ترسيخ رسالته التي تدعم المقاومة والجهاد واستحضار ذكرى المقاتل "عماد عقل".
المفضلات