[*] حلقوا لحيته ومنعوه الصلاة والنوم في السجن بتهمة "حماس"[*] اعتقلت على خلفية سياسية وأمر الاعتقال جاء من محمود عباس
[*] تعرضت للابتزاز..وطلب مني الإدلاء باعترافات مفبركة
[*] وضعت في العزل الانفرادي لمدة 95 يوما ومنعوا أهلي من زيارتي


الضفة المحتلة – فلسطين الآن – خاص – "تعرضت لضرب شديد، الزنزانة كانت عبارة عن بحر من الماء حتى لا أعرف النوم نهائياً، ولا صلاة و لا ضوء ولا استنجاء مسموح في الزنزانة" بهذه الكلمات بدأ نجيب مفارجة الحديث عن معاناته بعد الاعتقال في سجون السلطة التابعة لرئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس.

مفارجة الطالب في جامعة بيرزيت والناطق باسم الكتلة الإسلامية في الجامعة والذي اعتقل للمرة السادسة على يد أجهزة الضفة في رام الله والتي تأبى إلا أن تكون اليد الباطشة للاحتلال الصهيوني على شعبها وأخوتها في الضفة المحتلة .


اعتقال بأمر من عباس
يقول مفارجة في بداية حديثه مع فلسطين الآن: "بعد التقدم الكبير الذي حققته الكتلة الإسلامية في انتخابات الجامعة بتاريخ 15/4/2009 تقلص الفارق من ستة مقاعد بينها وبين الشبيبة إلى مقعدين، فتم صعود الكتلة بثلاث مقاعد وهبوط الشبيبة بمقعد فعلي، حسب ذلك انتصارا مزدوجا للكتلة الإسلامية، كان هناك مرسوما رئاسيا بعدم التعرض لأي شاب من شباب الكتلة الإسلامية فترة الانتخابات، جن جنون هؤلاء القوم بسبب النتيجة الكبيرة غير المتوقعة" .

وأضاف: "كانوا يريدون منا أن نكون شاهد زور على فوزهم في انتخابات بيرزيت وحينما أتت النتيجة بما لا تشتهي سفنهم فأتى مرسوم رئاسي شبيه بالذي منع التعرض لنا ليعطي الإذن باعتقالي، وكنت الوحيد المعتقل على خلفية سياسية تنظيمية عند جهاز الاستخبارات، مما سبب حرجا لجهاز الاستخبارات إلا أن ما خفف ذلك الحرج أن الاعتقال أتى من شخص الرئيس عباس (المنتهية ولايته) " .

]وتابع مفارجة حديثه: "تم اختطافي من مدخل رام الله الشمالي، من قبل جهاز الأمن الوطني من سيارة خاصة واحتجزوني حتى تم تسليمي إلى جهاز الاستخبارات مع التكتم على الخبر، حتى عندما سألهم أهلي رفضوا إعطاء أي معلومة عن مكان وجودي وطبيعة الموضوع وحيثياته، رفضوا التجاوب وبعد خمس أيام سمحوا للوالد بزيارتي فقط لمدة دقيقتين"

تعذيب وحشي
قال الطالب في جامعة بيرزيت: "تعرضت في أول ليلة للتعذيب الشديد طوال ليلة كاملة بتهمة ألحقت جزافاً بي وهي التهجم على شخص الرئيس ياسر عرفات أبو عمار والتهجم على دلال المغربي، في حين أنه في المناظرة أنا من وجه التحية للرئيس أبو عمار رحمه الله، مع العلم أنّ مناظر كتلة الشهيد ياسر عرفات نسي بل تناسى أن يذكر شخص الرئيس عرفات في المناظرة، لأنه يسبب لهم حرجا كبيرا فهم يسمون أنفسهم باسم ياسر عرفات ويتسترون على قتلة ياسر عرفات لذلك لم يتم ذكره " وبالنسبة لموضوع دلال قال مفارجة " حينما ذكر مناظر الشبيبة دلال المغربي رددت عليه بأن لا تأتي بذكر دلال على لسانك لأنكم – أنتم - من قبل وصافح قاتلها باراك " اعتبروا ذلك شتيمة بحقهما ووجهوا لي تهمة قدح المقامات العليا للشعب الفلسطيني ! ! .

8 أيام بلا نوم
بعد أن خرجت من جوفه تنهيدة، قال مفارجة متذكرا ما حدث معه ذاك الحين، فقال:" بعد خمسة أيام تم اقتيادي إلى سجن أريحا المركزي، في أريحا بدأت مرحلة جديدة وهي مرحلة التحقيق المركزي، التحقيق المركزي هو الاسم المحترم للتحقيق العسكري عند (إسرائيل)، التحقيق العسكري عند (إسرائيل) فقط لمدة ست ساعات مع وجود طبيب وبإذن من المحكمة العليا، والتحقيق المركزي عند السلطة ستة أيام ليستمر إلى 17 يوما بعيدا عن قرار العليا أو حتى وجود الأطباء، ثمانية أيام منعت من النوم نهائياً، أول أربعة أيام قضيتها واقفاً على رجل واحدة، تعرضت لضرب شديد، والزنزانة كانت عبارة عن بحر من الماء حتى لا أعرف النوم نهائياً، وأول أسبوع لم يسمح لي بالصلاة نهائياً ولا حتى بالوضوء ولا التطهر والاستنجاء، وصلاتي كانت برموش العين وبلا وضوء وبلا حركات لأني كنت مشبوحا ، في الزنزانة تذكرت منشدي المفضل أبو راتب في مقطعه – وصلاة الجراح أحلى عبادة - كان فقط الشيء الوحيد المسموح به هو تناول الماء بناء على رغبتهم متى أرادوا" .

وأضاف: "أول أسبوع أكلت وجبتين فقط، طبعاً سئلت عن الأمور الهيكلية والتنظيم والتمويل ومصادره والاتصال بالقيادة ومن الذي يتصل مع فضائية الأٌقصى ومن يتصل مع أسامة حمدان ومن يتصل مع مشير المصري، وكل صغيرة وكبيرة من أكبر موضوع لأقل موضوع، طبعاً كان ردي دائماً أني لا علاقة لي بالأمور التنظيمية هذه، فقابلوا رديً بوحشية التعامل، ثم جاءت أساليب جديدة مثل الوقوف على علب الطماطم كانت علبة طماطم واحدة محشورة بالزاوية والأخرى تكون مثبته برجل عسكري وبدؤوا بتحريك علبة الطماطم الثانية إلى أن تصبح قدماي 180 درجة فعندما تكون قدماي هكذا كانوا يقلبون علب الطماطم وحينها يقلب الأسير على رأسه ويسبب هذا الشيء له الإغماء المباشر" .

أساليب التعذيب
ويتابع: "تم أيضاً استخدام معي أسلوب (الفلكة) واستخدام أسلوب الشبح على الكرسي على الظهر والرجلين و الضرب بجميع الأساليب، و إطفاء أعقاب السجائر في رقبتي، هذا بالنسبة للتعذيب الجسدي، طبعاً طلب مني ابتزازات كثيرة أمام التعذيب أن أعترف بأشياء وأن أوقع على أشياء هم طلبوها" .
وحين سألنا الأخ نجيب عن بعض من تلك الابتزازات وأمثلة عنها، قال: " هي أشياء تخدم مصالح الشبيبة وفتح وتضر بالكتلة الإسلامية وبحماس وشبابها ، بالإضافة لمساومتي على أن الراحة مقابل الاعتراف عبر قولهم اعترف وسترتاح" .

بعدها عاد مفارجة إلى رحلة العذاب في سجون عباس، فقال: "تم إمساكي من شعري وضرب رأسي بشكل مستمر بالحائط، وجهي جرح أكثر من جرح وسال منه الدم، الثنايا العليا للأسنان تخلخلت، بعدها بدؤوا ضربي على رجلي وصار عندي كسور جزئي في ساقي اليمنى أخذوني للمستشفى في المرة الأولى الساعة الثالثة ليلاً إلى الخدمات الطبية العسكرية ومن ثم تم تحويلي إلى المستشفى ثم تصويري أشعة و أكتشف بكسور جزئي في قدمي، ولكن كان الجواب جاهزا أنني على ذمة التحقيق وليس على ذمة السجن لذلك منعوا تجبير قدمي ، بالإضافة إلى تمزيق وتر الكتف الأيسر في أسلوب الشبح على الكرسي " .

سباب وشتائم

وأوضح مفارجة أنهم انتهوا من المرحلة الأولى من العذاب ليدخلوا لمرحلة أصعب وأوحش، فقال: "أدخلوا لي فرشة في اليوم العشرين، وأراحوني أسبوع، ومع تلك اللحظة بدأ عهد جديد من التعذيب والذي هو أشد من التعذيب الأول فهو التعذيب النفسي، وسب الذات الإلهية والتعرض لأمي وأخواتي في الكتلة الإسلامية بألفاظ نابية، ناهيك عن الاستفزاز دائماً بإلقاء الشتائم على الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي وصيام والريان ، حتى وصل بهم الحد إلى التعرض لأخت كل "من انتمى لحماس " وكان ذلك بأكثر الألفاظ بذاءة "، هذا غير محاولة التأثير على نفسيتي وتحطيمها عبر تذكيري باستمرار بأنهم أضاعوا علي سنة دراسية كاملة من خلال خسارة الفصل الثاني والصيفي وإضاعة التدريب العملي عليّ فأنا طالب في الهندسة الكهربائية وكان من المفترض أن آخذ تدريبا عمليا الفصل الماضي ولكنهم تعمدوا اعتقالي في هذه الفترة ، الأمر الذي حرمني سنة دراسية كاملة وكلفني عاما آخر من عمري ومن حياتي .

وقال: "بدأت بعد التعذيب الجسدي والتعذيب النفسي المرحلة الأهم وهي مرحلة الإذلال، تم حلق رأسي وحلق لحيتي باستمرار مصحوباً ذلك بشتائم الدين والرب، الجواسيس في السجن هم من كانوا ينظفون السجن، فأراحوا الجواسيس ثلاثة أسابيع كاملة وكانوا يجبرونني على التنظيف وإخراج القمامة، طلبوا مني تنظيف الغرفة بفرشاة الأسنان، وأجبروني على التكنيس بالممسحة، والمسح بالمكنسة، بالنسبة للحمام كانوا يسمحونه لي كل 15 يوما بالاغتسال مرة، الحمام كان في المرحاض وباستخدام الشطاف وليس الدش، رفضوا إدخال الشامبو أو الصابون أو أن أغسل ملابسي" .

وأضاف: "طبعاً استخدم معي أسلوب العزل الانفرادي لمدة 95 يوما من أصل أربعة شهور ونصف تقريباً، 95 يوما في العزل الانفرادي لم يسمح فيها لأي أحد بزيارتي إلاّ بعد أكثر من شهرين سمحوا بزيارة أهلي، ولم يسمح لي بالتحدث معهم بقضيتي نهائياً ولم يسمح للمحامي بزيارتي نهائياً، كان ذلك بقرار شخصي من (ماجد فرج) مدير جهاز الاستخبارات في الضفة .

وأردف" طبعاً بالعزل كان معي التهاب في الجيوب الأنفية لكن ظروف العزل زادت من الالتهابات رفضوا أن يقوموا لي بعملية أثّر ذلك عندي على النظر تحديداً الضوء الأصفر الخافت، خف البصر عندي كثيراً، وحالياً أحتاج للعلاج ".

سرقة الايميل . . خسة ونذالة
وكشف مفارجة أن الخسة والنذالة بلغت بالمحققين حدا لا يمكن وصفه ، فقد قاموا باختراق بريدي الالكتروني ومحاولة التواصل مع كل من وجدوه في القائمة البريدية . . ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه لمستوى يؤشر على انحطاط الأخلاق لدى هؤلاء القوم ، فقد قاموا بتوزيع أرقام جوالات أخواتي وقريباتي وعناوينهنّ الالكترونية على كثير من زملائي عبر الايميل والطلب منهم التواصل مع هؤلاء الفتيات ، وبدؤوا بعدها هم – المحققون- بالتواصل معهن عبر الجوالات والايميل وكيل الشتائم البذيئة .
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، فقد قام المحققون بالاتصال بالوالدة الساعة الثانية فجرا ووضعها في صورة وضعي الصحي وإخبارها بأساليب تعذيبي وطلب منها القدوم للسجن لإقناعي بإعطائهم ما يريدون مقابل إخراجي من التحقيق ومن العزل ، الأمر الذي أدى بها إلى انهيار عصبي وفقدان وعي لتصحو بعد ذلك على نفسها في مشفى رام الله ! ! !

رسالة يجب إيصالها

وأكد نجيب مفارجة أن السجانين والمحققين شددوا على أن توصل رسالة إلى جماعته وإخوانه في الحركة الإسلامية نصها: "هذه عقوبة كل إنسان يريد أن يناظر لحماس أو يريد أن يحقق فوزا للكتلة الإسلامية كالفوز الذي حققتموه في بيرزيت ".

السلطة هي فتح وفتح هي السلطة
وشدد مفارجة أن أكثر ما آذاه هو قولهم في الإعلام أن السلطة ليست فتح، بيد أنه قال: "لا - السلطة فتح ومن رفع بي التقارير فتح من شباب الجامعة، الذي راقبني فتح ومن اعتقلني فتح، ومن ضربني في سجن الاستخبارات العسكرية وأنا معصب العينين كان بوجود عناصر الشبيبة الفتحاوية في الجامعة ، وفي التحقيق أبناء فتح هم الذين قاموا بذلك ، غرفة التحقيق بدلا من أن يضعوا فيها العلم الفلسطيني رفعت فيها راية العاصفة، بدل أن يضعوا فيها صورة عرفات التي عليها نسر السلطة يضعون صور عرفات التي عليها شعار العاصفة، فهم تعاملوا معي بأنهم فتح منذ اللحظة الأولى".

زنازين حماس
وحين سألناه عن مواجهته لأناس من حماس أو معتقلون على خلفية سياسية، قال: "تم إخراجي إلى غرفة حماس كما يسمونها، وجدت تسعة من إخواني، ثمانية منهم حماس والآخر هو الأخ علاء أبو الرُّب مسئول سرايا القدس في جنين".

وأضاف: "أحد الأخوة أعتقل فقط لأن أخيه شهيد قسامي في عام 2005، وأحدهم اعتقل لأنه اعتقل عند (إسرائيل) ست سنوات، وآخر اعتقل عند (إسرائيل) 77 شهرا ، لا يوجد عندهم قضايا كالتي تدعيها سلطة رام الله فلا سلاح لديهم ولا مال ، لا يوجد مراقبة لأي من مؤسسات السلطة، ولا يوجد أي اعتداء على أي من هذه المؤسسات ، فقط التهمة أنك من حماس وهذه التهمة كفيلة لأن ترقن قيدك وتفقدك وظيفتك وتضعك بالسجن لمدة 10 شهور بدون أي محاكمة" وأضاف مفارجة " أنه تم اعتقال ترقين قيد أحد منتسبي جهاز حرس الرئيس والحكم عليه بثمانية شهور وذلك بتهمة التصويت لصالح حركة حماس في الانتخابات التشريعية الأخيرة .

وردا على سؤال مراسلنا حول إن كان الآخرون تعرضوا للتعذيب، قال : "الخطوات التي اتبعت معي كانت نفسها خصوصا أن الجهاز نفسه ونفس المحققين الذين تناوبوا على التحقيق معي".

التمييز في التعامل

كشف مفارجة أن " شباب حماس لدى الاستخبارات يطمحون إلى أن تعاملهم إدارة السجن كما تعامل " الجواسيس " ! ! !، فالمعتقلون من الجواسيس والعساكر يعيشون ظروفا أفضل بكثير فهم يخرجون للفورة فترة الصباح والليل أما شباب حماس فيخرجون وقت الظهيرة وفي حر الشمس ، وشباب حماس يمنع من إدخال أي غرض على الزيارة باستثناء الملابس ولا يسمح لهم بأن يرى الشعر على وجوههم في حين أن غيرهم حر التصرف في هذه المسألة ، يتذرعون بأن قانون السجن يمنع اللحى في حين تنتهي صلاحية هذه القوانين حينما يتعلق الموضوع بغيرنا " ! ! !

إفراج بعد طول انتظار

وعن نهاية رحلة العذاب، أوضح أن الإفراج كان عن طريق محكمة العدل العليا بعد قضية رفعها المحامي الخاص على وزير داخلية فياض وعلى مدير الجهاز وعلى المفتش العام العسكري الذي أعطى قرارا بتوقيف مفارجة لمدة ستة شهور على ذمة التحقيق.

ونوّه إلى أنهم أرادوا أن ينغصوا عليَ فرحة الإفراج قبل تسليمي قرار الإفراج فقاموا بحلق لحيتي وحلق رأسي في لحظة الإفراج، لافتا إلى أنه في تلك اللحظات كانت كلماتي أن"حسبي الله ونعم الوكيل . . الشعر بيطلع ولكن اللي ما عنده كرامة من وين الكرامة بدها تطلع ؟ ؟ ! ! !".

رسالة مفارجة

وحين طلبنا منه ردا على رسالة أجهزة الضفة التي طالبته بعدم الدخول في انتخابات مرة أخرى نصرة لحركته وجماعته وتبليغ الجميع أن حالة الجميع ستكون نفسها حالة مفارجة في حالة المشاركة في الانتخابات، أكد مفارجة: " من كان الله معه فمن عليه، كن مع الله ولا تبالي، أنا عندما ناظرت كنت أعلم ما الذي سيحصل معي كنت أعلم أن ذلك سيكلفني سنة دراسية في الهندسة الكهربائية، وكنت أعلم ما الذي سيواجهني ويواجه أهلي، ولكن الحمد لله رب العالمين تقدمت بخطوات ثابتة وحملت اللواء وناصرنا الله سبحانه وتعالى فنصرنا الله، دائماً كن مع الله ولا تبالي، ولا تحسبنّ طريق الدعوة مفروشة بالأزهار والورود وإنما مليئة بالأشواك والدماء والأشلاء هذه المعادلة نعيها جيداً، الحمد لله الحركة الإسلامية حركة عصية على الكسر كل الذي لاقيناه الله سبحانه وتعالى قال عنه :"لن يضروكم إلاّ أذى"، فكل ذلك وأكثر منه حصره رب العالمين في مصطلح صغير اسمه الأذى فقط .

نزع اللحية
وختم مفارجة حديثه حين قال: " 17-06-2009 تاريخ لن أنساه ما حييت ، ولم أكن أعلم أن في هذا اليوم سأتعرف على معنى جديد من معاني الحياة وقواعد التعامل . . ألا وهو " الحقد " . . ففي هذا اليوم تم وضع الشفرة على وجهي للمرة الأولى في حياتي ، وأين ؟ في سجون أبناء شعبنا ومن يدّعون أنهم إخواننا . . نقول للشبيبة ولفتح وللسلطة.. سقطت شفراتكم وما سقطت لحانا.. سقطت شفراتكم وبقيت حماس لنا عنوانا.. سقطت شفراتكم وبقينا للحماس فرسانا".
رسالة شكر وامتنان

ورفض مفارجة أن يختم حديثه قبل أن يوجه رسالة شكر وعرفان لكل من وقف معه وبجانبه في محنته ، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله كما أفاد ، الشكر موصول لحماس وجنودها الذين ما كّلوا ولا ملّوا في طرح قضيتي وإثارتها إعلاميا وقانونيا ، الشكر كل الشكر لفرسان الكتلة الإسلامية من أبناء بيرزيت وغيرها الذين قاسموني معاناتي وشاطروني إياها ، كل الشكر إلى حرائر الكتلة الإسلامية من جامعة بيرزيت اللواتي ما برحن يقمن الليل ويدعين الله لي بالثبات والصبر فكانت بركة دعائهن تنسم علي في جنبات زنزانتي وثناياها ، كل الحب والامتنان للوالدة وللمرضعة اللتين ما تركتاني لحظة واحدة بعيدا عن دعائهما ، وأخيرا الشكر للوالد الذي سمح له بزيارتي بعد خمسة أيام في رام الله ولمدة دقيقتين فقط فلم يستغل هذا الوقت القصير ليطمئن على صحتي وحالتي بل قال لي فيه " إياك أن تؤمنّ لهم بحرف واحد " وفي دقيقتين مماثلتين في أريحا مدّني بالعزيمة عبر إنشاده لي " ضع في يدي القيد ألهب أضلعي . . . "