السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



هل فكرت مرة بالتوقف عن دعم ميكروسوفت و مثيلاتها من الشركات ؟ قد تكون الآن تستخدم نظام جنو/لينوكس الحر ، بالإضافة إلى مئات من البرمجيات الحرة المفتوحة المصدر ، و لكن بالرغم من ذلك ما زلت تعتمد على صيغ احتكارية و مملوكة ، فأنت تعتمد على صيغة doc في تحرير النصوص ، و تستعمل صيغة ppt لحفظ عروضك التقديمية ، و لديك ملفات بصيغة mp3 و rm في الاستماع للمواد الصوتية و أيضاً rmvb , mp4 , avi و wmv لمشاهدة المواد المرئية ، ولا مانع من استعمال صيغة rar لضغط الملفات ! و الأسوأ من ذلك أنك تنشر هذه الملفات على الإنترنت و تعطيها لأصدقاءك ! بهذا الشكل تدعم هذه الصيغ المملوك بطريقة غير مباشرة بحجة أنها الأكثر استخداماً ! ، إذن فكيف ستنتشر الصيغ الحرة إذا لم تستخدمها ؟ لا أقول لك حول كل ملفاتك لصيغ و انساق حرة إنما ابدأ الآن بالاعتماد عليها و نشرها على الانترنت و بين أصدقاءك ، و تأكد انهم سيجدون طريقة لتشغيلها ، بداية من صيغ الوثائق الحرة (ODF) باستخدام هذه الإضافة "Sun ODF Plugin for Microsoft Office" - هذا بالإضافة إلى دعم ميكروسوفت اوفيس 2007 لهذه الصيغة - و انتهاء بصيغة الوسائط الحرة (Ogg) باستخدام الترميز المناسب أو بالبرنامج الرائع VLC .



حسناً ، في الحقيقة هذا الموضوع ليس للحديث عن الصيغ و الانساق الحرة ، سيأتي الحديث عن هذه المشكلة في موضوع آخر إن شاء الله ، هذا الموضوع عن دعم شركة ميكروسوفت ، و الدعم المادي خصوصاً !

قد لا تكون هذه مشكلة مع الأجهزة التي تُجمّع قطعها على حدى و لكنها مشكلة فعلية مع الأجهزة التي تأتي من شركة واحدة سواء كانت أجهزة مكتبية او اجهزة محمولة ، فعند شرائك لجهاز محمول جديد غالباً يكون محمل بنظام ميكروسوفت وندوز أو يأتي معه اسطوانة وندوز ، و بشرائك لهذا الجهاز فأنت تدفع لميكروسوفت ثمن برمجياتها ، و تدفع أيضاً ضرائب على برامج لا تستخدمها ! ، فهذا سيء أولاً لمحفظتك ، و ثانياً لدعمك منتج لا تريده أساساً .

قد يكون هذا الموضوع ليس جديد تماماً و قد تم الكلام عنه من قبل ، و لكن في وقتنا هذا نرى أجهرة كمبيوتر محمول محملة بأنظمة أخرى خلاف وندوز مثل جنو/لينوكس او freedos ! أو بدون نظام تشغيل أصلاً ، قد يكون هذا الاختيار غير متاح على عدد كبير من الأجهزة ، و لكن إذا حاول كل شخص لا يحتاج لنظام وندوز أن يبتعد عن الأجهزة المحملة مسبقاً أو التي تأتي معها أسطوانة وندوز ، و يبحث عن الأجهزة غير المحملة بنظام أو التي عليها جنو/لينوكس ، و أيضاً يرسل رسالة إلكترونية إلى الشركة ليعبر عن استيائه من عدم وجود أجهزة بنظام جنو/لينوكس ، سيؤثر هذا على الشركة بالتأكيد (ببساطة أنا لا أريد الدفع لقاء برمجيات لا استخدمها فضلاً عن كونها برمجيات احتكارية ! ، أنا استعمل نظام حر مفتوح المصدر ولا احتاج لأنظمة أخرى) .

لكن ! ، هل فكرت مرة باسترجاع نقودك فعلياً ؟ مثلاً اشتريت جهاز محمول و جاء معه أسطوانة وندوز و أنت لا تريدها ! هل فكرت مرة بقراءة رخصة استخدام وندوز أو ما يعرف بالـ EULA ؟ ، نعم تستطيع إرجاع الأسطوانة للشركة التي اشتريت منها الجهاز و تأخذ نقودك عداً و نقداً (على الأقل هذا يحصل في مكان ما من العالم ! لكن هل جربت فعل هذا من قبل ؟)

شخص يدعى "Graeme Cobbett" ، قام باسترجاع ثمن نسخة وندوز و مجموعة ميكروسوفت وركس (نسخة مصغرة من الاوفيس أرخص و بخصائص اقل) بالاضافة إلى الضرائب و دفع هذا المال لدعم توزيعة من توزيعات جنو/لينوكس ! ، حصل على 70 يورو أو ما يعادل 110 دولار و ساهم به في دعم توزيعة Mint ! (يعجبني حقاً ما قام به هذا الشخص) ، و قد راسل هذا الشخص مطور منت و نشر الطريقة التي استرجع بها ماله من الشركة المصنعة للجهاز المحمول (شركة dell) ، تجد الموضوع هنا "Windows license refund donated to Mint" ، يعتبر هنا في هذه الحالة استرجع ماله من ميكروسوفت بطريقه غير مباشرة ، و لكن بهذا الفعل (خصوصاَ إذا جاء من اكثر من مستخدم) سيجعل الشركات تفكر مرة اخرى في الوضع الحالي .

هل هو الأول ؟ ، لا هناك العديد من الأشخاص الذين قاموا بمثل هذا العمل ، هذا موضوع يشرح طريقة استرجاع ثمن نسخة أسطوانة الوندوز التي جاءت مع جهازه المحمول "How to get a Windows tax refund" لاحظ ان تاريخ الموضوع من يناير 2007 ، أي ان الطريقة فعالة و مجربة ! ، و هذا شخص آخر قام باسترجاع ثمن نسخة الوندوز المحملة مسبقاً على جهازه النت بوك "Getting your Microsoft Tax Refunded: 10/10 for Amazon UK! [Updated]" و هنا يتكلم عن الموضوع أيضاً "Pressure Mounts on Windows Tax?" .

نخلص من ذلك أن هذه الطريقة ليست درب من دروب الخيال و بغض النظر عن تطبيق القوانين أو استعادة مالك فعلياً ، مجرد وجود اكثر من شكوى بهذا الموضوع سيجعل الشركات تراجع نفسها و تفكر جدياً بتغيير سياساتها .

طرق دعم البرمجيات الحرة و المفتوحة المصدر كثيرة ، بداية من الدعم المادي و نهاية بالدعم المعنوي و بالأفكار ، لذا لا عذر لك في عدم المساهمة و إذا كانت الفرصة مناسبة للمساهمة و لم تقوم بذلك فهذا تخاذل منك و ليس لأي سبب آخر !