نظرية المؤامرة، أو كما تعرف بالإنجليزية (conspiracy theory) هي محاولة لشرح السبب النهائي لحدث أو سلسلة من الأحداث السياسية والاجتماعية أو التاريخية على أساس أنها أسرار، وغالباً ما تسند تلك الأحداث إلى فئة قامت بالتآمر لتحقيق أغراض خفية من وراء الكواليس.

طبعاً الجميع ينتظرون معرفة ما أريده من وراء هذه المقدمة
أنا أقولكم

انفلونزا الخنازير... كلنا صرنا نعرف ذلك الاسم الذي أطلق على فيروس (N1H1)، الذي تمتع بخاصة لم توجد من قبل في نوعيات سابقة من نفس الفيروس، وهي قابلية الانتقال من إنسان إلى آخر، حيث أن ذلك المرض لم يكن ينتقل في السابق إلا من حيوان إلى آخر أو إلى الإنسان... كلها معلومات أصبحت معروفة للجميع طبعاً.


ولكن ما أنا بصدده هنا هو تعامل حكيمة الكنيف مع ذلك الوباء، والذي كان منذ بدايته أمراً مستغرباً بشدة.
يعرف الجميع (للأسف) أن الكنيف قذر، وإن كانت القذارة سبباً في انتشار أي مرض فالبالتأكيد سيصبح الكنيف مرتعاً لأعتى مجرمي الفيروسات... ما استغربته هو التعامل الغريب مع الأمر، في البداية تم نشر الأخبار بشكل يؤدي لإثارة الرعب بين الناس، ثم تبعت ذلك "موشحات" الطمأنة الغريبة التي لا تتوافق مع الحقائق التي يدركها الجميع من إهمال وفساد وعدم اتباع للقواعد... إلخ

سنخرج عن موضوعنا للحظات لنشرح فكرة أخرى.
أنا أعمل في مزرعة تحوي 1000 بقرة تحتاج لكي أقيم أودها (مجرد إقامة أودها بلا أية رفاهيات) إلى 10000 آلاف دولار في الشهر، مع العلم أنني أختلس شهرياً 5000 آلاف من تلك ال10000 وهي الحد الأقصى لما يمكنني اختلاسه في ظل احتياجات ال1000 بقرة، لذلك أظل أردد دائماً على آذان أبقاري الحبيبة بأن عليها أن تكف عن التزاوج والتوالد لأن الموارد المتاحة لا تكفي ذلك التفجر "البقري" الرهيب"... السؤال هنا، إن ماتت من الألف بقرة 500، فهل سأستطيع أن أختلس قدراً أكبر من المال؟

نعود إلى موضوعنا مرة أخرى.
مما نعرفه من الأفلام والكتب، فإن أردت أن تنشر مرضاً ما أو وباءً كجزء من هجوم بالأسلحة البيولوجية فإنك يجب أن تحقق أكبر انتشار لذلك الوباء، ويتحقق ذلك بنشر فيروساته عبر وسيلة سهلة الحركة ويمكنها الاتصال بأكبر عدد ممكن من الناس، لذلك كنا نرى المجرم في الأفلام الأجنبية يقوم بوضع الفيروسات في مجرى النهر أو خزان المياه الخاص بالمدينة لكي يشرب منه الناس، أو كما حدث في اليابان يقوم بنشره في إحدى محطات المترو... ولكننا ما زلنا نبحث عن وسيلة أخبث من ذلك واكثر خسة وانحطاطاً لتحقق قدراً أكبر من الانتشار فماذا نفعل؟

الأطفال... نعم، فهم كثيرو الحركة، لا يلتزمون بالقواعد والتحذيرات، يحبون اللعب والاختلاط، مناعتهم بشكل عام في بلاد الكنيف ضعيفة وتسهل إصابتهم بالمرض، وليس من المستغرب بالمرة أن تجد طفلاً مصاباً بنزلة برد، كما أنهم يعودون إلى منازلهم في نهاية اليوم الدراسي ويحتكون بأهاليهم وأصدقائهم بكثرة.... هل توجد وسيلة أفضل؟

وأين يمكننا أن نخلق أفضل بؤر لتجمع ذلك العائل الممتاز؟




المدارس!




وللحديث بقية...