السلام عليكم و رحمه الله و بركاته :
منذ نعومه اظافري و انا طفل صغير اسمع عن مكه و اشتاق لرؤيتها و اجد عند العيد الكبير ابي و امي يبكيان لشوقهم لرؤية مكه ... اقول داخلي لم هذا الشوق كله لم هذه اللهفه و كان الجواب ان الله تعالي امرنا بالزيارة و هي فرض و ركن من اركان الاسلام الخمسة - الحج - و اخبرني ابي انه حين يصلني نداء سيدنا ابراهيم سأذهب شاء البشر ام ابو و أن الزيارة فقط لبيت الله تحتاج دعوه من نوع خاص ... دعوه من الجليل للعبد الذليل و ان الله سبحانه و تعالي يدعو من يشاء الي بيته .
كبرت و من الله علي هذا العام بالعمل بالمملكه و كان جل همي ان ازور الكعبه و ان ارها بعيني و ان اتمتع بحسنها كما يراها المسلمون و منهم ابي و امي .
الحج رحله شاقة فكلما ذهبت و انت شاب تقدر علي المشقه فحاول ما استطعت الحج . هكذا قال ابي .
حاولت و دعوت الله الزيارة في رمضان و لكن لم يحدث و لم يقدر الله تعالي لي و ظننت ان الله تعالي غير راضي عني فكيف اكون في بلد الحرمين و يفصلني بينهما اميال و لا اذهب . و قف امامي الكفيل - حقيقه لا اعرف لماذا هذا النوع من العبوديه للكفيل بالرغم من ان الاسلام حارب العبوديه ؟؟؟؟ - ليس هذا موضوعنا .
اخيرا من الله علي بالحج - سبحان الله تعالي كنت اتمني العمره في رمضان كي تعدل الحج و لكن الله تعالي اراد لي الافضل . و بالرغم من كم اللاءات التي واجهتها توجهت الي الله تعالي و تمنيت ان اكون مع الحجاج هذا العام .
ذهبت .... و لله الحمد
اول مره رأيت بها الكعبه لم اتكمالك نفسي من البكاء بصورة هستيرية لم اكن ادري ماذا اقول لله ماذا ادعو و من ماذا استغفر فكلي ذنوب .... اللهم ارحمني برحمتك يارب العالمين .
ماذا حدث لقلبي لا ادري ... ماذا حدث لعيني لا ادري ... دموع تهمر كثيرة ... اتمني العوده بلا ذنوب يارب و كفا بها علي نعمه .... اللهم انصر الاسلام و اعز المسلمين ....
كل الجنسيات كل اللغات كل الالسن الجميع يلهث بالذكر و الشكر و الاستغفار و الدعاء و الرغبه و الخوف ....
مشاعر كثيرة متضاربه . كيف يجتمع الخوف مع الرجاء كيف الحب لله يكون افضل ؟؟؟
سمعت بإذاعة القرآن الكريم بالمملكه عن اثنان كبار السن من باكستان اتو و ركبوا مع احد السائقين و قالوا له مكه و كلما رأو شيئ يقولون له مكه ؟؟؟ مكه ؟؟؟ فيقول لهم لا و توقف عند محل للطعام فوجدهم يخرجون كيسا به خبز و ماء و يبللون الخبز بالماء و يأكلون . هذا هو أكلهم فاشتري لهم طعاما و اعطاه لهم فلم يأخذوه فحاول معهم فلم يأخذوه فأحضر احد الرجال الذين يتكلمون لغتهم و قام بالترجمه و يا هول ما قال لقد اخبر الرجل ان العجوز و زوجه منذ امد بعيد و لديهم النيه للحج فكانوا يحرمون علي انفسهم الاكل و يدخرون معظم ما ياتيهم من دخل و كل ما ياكلونه هو الخبز مغمس بالماء و اعتذروا للرجل لان معدتهم الان لا تستطيع الاكل الا الخبز و الماء .....!!!!! ؟؟؟؟؟
يا الله الحمد لله علي نعمه الحج الحمد لله علي نعمه الاسلام وكفي بها نعمه .
لا تتصورون مدي المشقة و مدي المشي يوم عرفة و كذلك يوم طواف الوداع بالنسبة للمتعجلين . و لكن ما يهول الامر انني لم اكن وحدي بل كان هناك ملايين من المسلمين يمشون من حولي و الله اخر يوم و هو يوم طواف الوداع الامم من حولي كلنا ننتظر الزوال حتي نرمي الجمرات و بعد الرمي كلنا اتجهنا مشيا الي الكعبه ... ليس من قله السيارات او من قله المبذول من الاخوه السعوديين - بل و الله الاخوه السعوديين لم يدخرون جهدا و لا مالا في سبيل راحه الحجاج و معامله راقية ما بعدها معامله راقية و هذه نقطه تحسب له و يشكرون عليها - بل من كثرة الناس و السيارات لا تسطيع السير وسط كل هذا الكم الهائل من البشر ... و لكن تخيلوا معي حوالي 15 كيلوا سيرا علي الاقدام لا تشعر بشيئ من التعب و لكن بكل فخر و عزة للاسلام ... كل الجنسيات تمشي و تكبر الله تعالي ...
تسمع لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك ... تسمعها بكل اللغات و الجميع يقولونها بالعربية الخالصة قدر ما يستطيعون بطريقتهم .
اي فخر و اي عزة و اي دين هذا الذي يوحد و لا يفرق ....
انه الانقياد و الانصياع الكامل لله . و كما قال الامام في يوم عرفه انه الاجتماع السنوي لامه الاسلام .
كلنا في مكان واحد و بزي واحد و نقوم بفعل شيئ واحد و الكل حريص علي إرضاء الواحد القهار ملك الملوك .
ربي لبيك ربي لبيك قدمي التي مشيت بها الي الحرام اتيت بها تطوف ببيتك و ترجو غفرانك انا و كل جوارجي و جميع المسلمين من حولي اللهم اغفر لنا و ارحمنا انت ارحم الراحمين .
اخواني من لم يحج فعليه بالحج و من لا يستطيع فله القدوة في العجوز و زوجه الباكستانيين الذين ذكرت قصتهم .
و من لم يستطع فاليدعوا الكريم و الكريم لن يتركه . و الله لم اكن اتخيل يوما ان تسير الامور كما سارت معي بالنسبة لموضوع الحج لم اكن اتخيل انني ساترك بلدي يوما من الايام و انني سأكون نيتي اقل من الحج و يختار الكريم لي الحج و ليس العمره التي توازي الحج . و الله الذي لا اله الا هو . ليس غير الكريم تسألون ....
قال تعالي : ادعوني استجب لكم . صدق الله العظيم
تحروا اوقات اجابه الدعاء و تزللوا لله و ابكوا و ان لم تستطيعوا ان تبكوا فتباكوا . كتبها الله تعالي لكم جميعا .
و اعلموا ان ما وصفت هو اقل من القليل مما في قلبي و مما راته عيني و مما شعرت به حواسي .
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته