الملك الجريء

--------------------------------------------------------------------------------


ذكرت جريدة القدس العربي قبل فترة أن أرصدة العائلات الحاكمة في الخليج تبلغ ستمئة وخمسين بليوناً (ملياراً) في بنوك أميركا واليابان وبعض الدول الأوربية!
وثروات جميع اليهود في العالم لا تصل إلى نصف هذا القدر الخيالي!


إذا صح ذلك فإن سحب بعض تلك المبالغ - وليس كلها - من البنوك الأجنبية,
سوف يسبب إضطراباً عظيماً في إقتصاديات تلك الدول!

وإذا تم تحويل تلك المبالغ بعد سحبها إلى عملات دول الخليج,
فسوف ينخفض الدولار والين واليورو إنخفاضاً رهيباً!

السؤال الذي يخطر على البال: أليس ذلك يعتبر سلاحاً فتاكاً,
يمكن إستعماله للضغط على أميركا وبريطانيا وفرنسا, لكي تخفف من معاداتها للعرب ومناصرتها لليهود؟!
بلا وألف بلا.. ولكن إين هي الجرأة على إتخاذ مثل ذلك القرار الخطير؟!

رحم الله الملك الجريء فيصل بن عبد العزيز
الذي أقدم على إيقاف إنتاج النفط,
عند نشوب الحرب في سنة ثلاثة وسبعين من القرن الماضي.
ولم يخشَ أميركا ولا سواها!

ونشرت يومئذ النيوز ويك صورته على صفحتها الأولى,
وقالت تحتها: الرجل الذي يستطيع أن يبرّد العالم!
إذ قامت تلك الحرب في فصل الشتاء!

ولما جاءه كيسينجر وزير خارجية أميركا وقتئذ,
وقال له: ولكنك بذلك يا جلالة الملك تحرم بلدك من واردات البترول!
أجابه فيصل: نحن كنا ولا نزال بدو,
وكنا نعيش في الخيام, وغذاؤنا التمر والماء فقط!
ونحن مستعدون للعودة إلى ما كنا عليه!.
أما أنتم الغربيون فهل تستطيعون أن تعيشوا بدون النفط؟!*



* قرأت هذا في كتاب عن الملك العظيم فيصل
الذي لا يتشبه بجرأته أحد من الحكام!


منقول