أعلن الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية أن القوات المسلحة هى التى تنفذ الإنشاءات الهندسية لتعزيز الحدود المصرية مع قطاع غزة وتأمينها.
في كل الأزمات التي تتعرض لها الدولة المصرية, نبحث عن كيفية إدارة الملفات القومية في مواجهة الحملات التي تستهدف القرارات السيادية مثلما حدث علي الساحة منذ أسبوعين فيما يتعلق بالإنشاءات الهندسية علي حدودنا الشرقية وقافلة المساعدات وغيرهما من القضايا الشائكة. في كل مرة لا نجد من يدير الخطة الإعلامية المضادة, وبرغم أننا علي حق في قراراتنا إلا أن حالة رد الفعل البطيء من المعنيين في المواجهة جعلتنا في موقف لا نحسد عليه وتؤثر علي موقفنا, وأعني عدم أخذ مثل هذه القضايا بجدية كبيرة, فالمعالجات الإعلامية وأقصد هنا التليفزيون وبرامجه وقنواته اختفت عن الساحة, ولم تؤد دورها الكامل والذي نريده ونأمله.
صحيح نصبت العديد من الفضائيات العربية وعلي رأسها بالطبع قناة الفتنة القطرية نفسها كصاحبة سيادة علي أرضنا وبثت سمومها كالعادة ضد الدولة ونظامها السياسي, لزرع الفتنة وإثارة الشارع المصري والعربي بهدف إيقاع الصدام مع المؤسسات الرسمية, وشنت هجومها علي مصر مثلما فعلت مع الهجوم البربري علي غزة قبل عام, وفتحت برامجها وحولت نشراتها الإخبارية ومراسليها وضيوفها المعروفين والمختارين بعناية لكي يهاجموا مصر وحتي التشكيك في القضاء مثلما فعل أحد الناصريين المفضوحين وهو يتحدث عن النائب العام ظهر الثلاثاء الماضي علي شاشة قناة الفتنة, وبالطبع لم يفت المذيعة لينا زهرالدين أن تسأله عن مدي استقلالية القضاء المصري؟!
ولم تقل لنا هذه المذيعة وقناتها وشيوخها كلمة إدانة واحدة أو تحريم عن الأسلحة والصواريخ والقنابل الذكية التي خرجت من قاعدة العديد القطرية الي إسرائيل لضرب أبناء غزة, أين كان هؤلاء جميعا؟!, فقناة الفتنة هي أداة إسرائيلية بامتياز, فقد نقلت خبر الإنشاءات المصرية من الإذاعة الإسرائيلية وبدأت في نسج مؤامرتها المعروفة.
ولم يؤد الإعلام المصري دوره, في المواجهة, ونقل موقف الدولة وخطتها الكاملة, ولم يستطع الرد علي كل المشككين والمغرضين وأصحاب الأجندات ممن يدعون القومية العربية, والذين يجب كشفهم وعلاقاتهم ومصادر تمويلهم ومواقفهم أمام الرأي العام, فلدي أجهزة الدولة الكثير والكثير, فمن يساند الموقف الإيراني والحمساوي علي حساب وطننا لابد من تعريته, ولا أشك لحظة أن أهل غزة ليسوا أهم من أبناء مصر, صحيح نقف مع غزة لكن الأولوية للمصريين, ولكي تكون الحقائق أمام الجميع كاملة, فغني عن القول هذه الجلسة التي عقدها مجلس الشوري الثلاثاء الماضي برئاسة السيد صفوت الشريف, وكان فيها حاسما حدود مصر سيف قاطع.. سوف يقطع كل من يقطعها... ورد الدكتور مفيد شهاب الوزير المخضرم في تصريحات لـالأهرام علي تساؤلات الرأي العام وشرح بالتفصيل لماذا هذه الإنشاءات الآن؟!
أن القوات المسلحة هي التي تقوم بتنفيذ الانشاءات الهندسية تعزيزا للحدود المصرية مع قطاع غزة, وأن ذلك يتم تنفيذا لخطة تهدف إلي تأمين حدود مصر وسلامة إقليمها وأمان شعبها, وقال الدكتور مفيد شهاب إن ما تقوم به القوات المسلحة من انشاءات يأتي ضمن مسئولياتها التي أناطها بها الدستور لحماية البلاد وسلامة أراضيها وأمنها, كما ان هذه الإنشاءات ليست جديدة, بل تطوير لأوضاع كانت قائمة من قبل, والأحداث الراهنة كانت دافعا, ويكفي ما شاهده العالم في23 يناير2008 من اقتحام عشرات الآلاف من الفلسطينيين معبر رفح, وفي2006 اقتحم مسلحون السياج الأسمنتي علي الحدود ودمروا جزءا كبيرا منه, وبدوري أسأل كل مصري ووطني: هل تقبل انتهاك سيادة بلدك وهل هناك دولة في العالم تترك حدودها لكل من هب ودب يعبث بها وكأننا مستباحون؟! لكل الجهابذة والمتواطئين علي بلدهم أطرح تساؤلاتي, والأهم: لماذا يدافعون عن الذين قتلوا وفجروا ونسفوا المنشآت السياحية في شرم الشيخ وطابا ودهب وحتي الأزهر, وللمزايدين هذا العدد من الأعمال العدائية والمتسللين للوطن عبر الأنفاق:
* ضبط عنصرين فلسطينيين وبحوزتهما حزامان ناسفان وأسلحة وصدر لهما تكليف من تنظيم القاعدة داخل غزة لتنفيذ عمليات إرهابية بسيناء عام2009.
* ضبط فلسطيني وبحوزته معدات تستخدم في تصنيع المتفجرات لتنفيذ عمليات عدائية في شمال سيناء بتكليف من جيش الإسلام الفلسطيني المرتبط بالقاعدة غزة في2009.
* ضبط بلجيكي من أصل تونسي عقب تسلله لمصر بتكليف من عناصر جيش الإسلام بغزة والمرتبط بالقاعدة, بهدف تدريب بعض الإرهابيين علي صناعة المتفجرات والسفر الي بلجيكا للقيام بعملية انتحارية في دولة أوروبية نيابة أمن الدولة تحقق في القضية2009.
* تسلل متهمين فلسطينيين عبر الأنفاق لتنفيذ عمليات إرهابية ضد أهداف سياحية في مصر ضمن خلية حزب الله وتجري محاكمتهما مع باقي عناصر الخلية.
* القبض علي فلسطيني ومصري من عناصر كتائب التوحيد والجهاد المرتبطة بالقاعدة وبحوزتهما حزامان ناسفان وأسلحة وذخائر قبل تنفيذ عمليات إرهابية علي الأراضي المصرية2009.
* القبض علي فلسطيني وبحوزته حزام ناسف قبل تنفيذ عملية إرهابية.
* فلسطينيان من حماس تسللا عبر الأنفاق وتمكنت أجهزة الأمن من القبض عليهما قبل تنفيذ عملية إرهابية انتحارية في سيناء.
* الكشف عن خلية من عناصر سرايا القدس ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ـ وبينهم مصري قبل القيام بعملية انتحارية باستخدام أحزمة ناسفة.
لم تكن الأنفاق سوي وسيلة لاستخدامها في تهريب الأسلحة والمتفجرات والإرهابيين واستخدمت كذلك في هروب عناصر إجرامية مطلوبة أو محكوم عليها في جرائم وقعت داخل البلاد, وكذلك تهريب المخدرات والبضائع.
وهنا السؤال: بعد ذلك هل تصبح هذه الإنشاءات حماية لأمن إسرائيل مثلما يزعم المزايدون علي الوطن وأصحاب الشعارات, وكيف سيكون موقفهم لو ـ لا قدر الله ـ وقعت عملية إرهابية وراح ضحيتها أقارب لهم أو حتي أجانب جاءوا لبلدنا, ما هو ردهم؟!
والتساؤل الواجب: هل اقتصر التهريب في هذه الأنفاق علي البضائع فقط؟!
ما حدث تحت قبة مجلس الشوري من رد قاطع علي لسان الدكتور مفيد شهاب حدد عدة أمور:
* أن تخزين الأسلحة وتكدسها في غزة وانتشار العناصر الخارجة علي القانون, قد يؤدي الي استخدام هذه الأسلحة خارج غزة وتحديدا في سيناء وغيرها من المناطق السياحية مما يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي.
* إن تهريب السلاح عبر الأنفاق اعتداء مباشر علي سيادة مصر وشرعيتها كدولة.
* كان يجب تقوية الإنشاءات لمنع اقتحامها من جديد مثلما فعل أبناء غزة من قبل, واستخدموا البلدوزرات في عملية الاقتحام الشهيرة2008.
تلك الانتهاكات والجرائم التي استهدفت وطننا, لم نجد من يتحدث عنها بوضوح في إعلامنا, وكان يجب من البداية ونحن نتخذ القرارات أن نضع خطة لمواجهة الانعكاسات السلبية والرؤي المضادة والتي كانت متوقعة, هناك قصور تم في المواجهة من البداية وانتظر الجميع حتي سربت إسرائيل ولها مصلحة في ذلك ما يحدث علي حدودنا بل قالت إنه جدار لتربطه في واقعة خبيثة بجدارهم العنصري, ولم يكن ما يتم من أعمال داخل أراضينا مثلما روج له مثقفون وصحفيون وإعلاميون لم يكلفوا أنفسهم السؤال أو حتي البحث عن الحقيقة حتي يظهروا أمام الرأي العام بأنهم ضللوا من إسرائيل وساروا خلف إعلامها القذر, وهو النهج الذي اتخذته قناة الفتنة القطرية, فقد تعرضت مصر للهجوم والاساءات الفجة والشتائم ووقف الإعلام متفرجا ولم تؤد هيئة الاستعلامات دورها الحقيقي, وواصلت عملية السقوط مثلما حدث في أزمة الجزائر, فلم تكن لدينا خطة إعلامية واضحة لإدارة هذا الملف المهم, وترك الجميع وزير الخارجية أحمد أبوالغيط والسفير حسام زكي, لكي يردان ويشرحا ويدافعا عن حقنا الكامل وسيادتنا علي كل شبر في الوطن, وتركنا وزير الخارجية يقف أمام مدافع المخادعين والمنافقين والذين لم يفكروا لحظة في أمن بلدهم, وعندما يتحدث أبو الغيط فهو يقول وينقل ويدافع عن سياسة مصر الخارجية وهذا ما يغيب عن الكثير من المدعين ومروجي الأكاذيب, وتناسي مروجو الفتنة ومشعلو الحرائق, أن غزة مازالت تحت الاحتلال وبموجب اتفاقية لاهاي1907, فهي لم تحرر وتتحكم إسرائيل في كل شيء علي الأرض والمنافذ وحركة الدخول والخروج, لكن الذين يبحثون عن الانتقام من بلدهم, يغضون البصر عن القضية الأصلية ممن يتحكمون في غزة ويرفضون المصالحة مع أبناء وطنهم, فهؤلاء السبب الحقيقي فالمعابر كلها كانت مفتوحة حتي الانقلاب الحمساوي علي السلطة الشرعية في يوليو2007, فحماس هي التي تخنق أهل غزة وتساعدها إسرائيل, لكن مصر لم تتأخر عن دورها ولم توقف دخول المساعدات عبر معبر رفح, وتكدس السلع والبضائع في غزة سواء عبر المنفذ وحتي من الأنفاق وتفرض حماس ضرائب ورسوما جمركية علي كل شيء يتم تهريبه وتحصل علي هذه الأموال لنفسها.
* لكن لماذا لا يفتح معبر رفح طوال الوقت في ظل الحصار علي غزة؟!
* وما مصلحة مصر في غلق المعبر؟!
هذا سؤال يطرح من المتربصين بالوطن والذين يريدون إيهام الناس بمشاركة مصر في حصار غزة, وللأسف كل الذين يطرحون التساؤل لديهم الإجابة عنه, ولأن ضمائرهم خربة ولا يراعون الله ويفتئتون علي الحق ويضللون الرأي العام ويفترون لهذه الأسباب:
هذه الإجراءات المصرية هدفها تأمين مصالحنا ومواطنينا ضد المخاطر, ولكن بالضرورة واليقين ضد المصالح الإسرائيلية, والتي تريد دفع أهل غزة وتوطينهم في سيناء ويصبحوا لاجئين مثل غيرهم المنتشرين في عدة بلدان عربية وتنتهي القضية للأبد.
ونتساءل عن كل هذه الأصوات التي تبنت الهجوم علي الدولة, وهي تقوم بعمل من صميم سيادتها وسيادتنا جميعا, وأين كان هؤلاء القوميون منذ1948 والشعب الفلسطيني يعاني ويتذوق المرارة, ولماذا تزامنت حركتهم ونشاطهم في الداخل والخارج مع تنفيذ المخطط الإسرائيلي؟!, هي تساؤلات مشروعة لمن يذهبون بعيدا عن مصلحة مواطنيهم وبلدهم ويهرولون وراء السراب والذي لن يصلوا إليه؟!
وسائل الإعلام غابت عنها المعلومات والحقيقة وهي تتحدث عن الفرنسيين الذين جاءوا للوطن لزيارة معالمه السياحية وإذ بهم يهدفون لشيء آخر وهو الذهاب الي غزة, وحدثت عملية التدليس والتي سقط فيها كل الإعلام, فغالبية هؤلاء جزائريات ولديهن الجنسية الفرنسية, واستغللن الأوضاع في التظاهر والاعتصام من أجل غزة وبلع الجميع الطعم, فالجزائريات ينقلن رسالة للإعلام الجزائري ومن قلب القاهرة, وحركوا المشاعر الإنسانية لكن كان لهم هدف سياسي من وراء ما فعلوه ليس بعيدا ولا خافيا عنها ما حدث في الخرطوم والتداعيات التي أعقبت مباراة18 نوفمبر الماضي, هكذا جاءت الجزائريات بجوازات السفر الفرنسية وفي داخلهن موقف من مصر, وللأسف الجميع خدع, فمصلحة بلدنا تتطلب إعطاء الأولوية لكل شيء فيها.. وعدم مساندة المخطط الإسرائيلي, وحتي هؤلاء الذين لا يريدون إنهاء الانقسام من الانقلابيين الحمساويين.
وكانت قافلة شريان الحياة3 والتداعيات التي حدثت جزءا من الدور الفج, فلم يكن هناك في أي وقت اعتراض علي دخولها الي غزة, بل الترحيب الكامل إيمانا بدور مصر في تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين, لكن الترتيبات التي تمت من إعداد وتجهيز لقافلة منذ شهر أغسطس وعدم احاطة مصر بأي معلومات عنها, ومطالبة الخارجية المصرية من خلال سفاراتنا في لندن منظمي الحملة وعلي رأسهم جورج جالاوي بالتنسيق الكامل, إلا أنهم صموا آذانهم وكأن مجيئهم ودخولهم لغزة سيكون برغم إرادة الدولة المصرية, وبرغم الإخطار المسبق بتحديد الآلية المصرية لدخول المساعدات عبر ميناء العريش, إلا أن منظمي الحملة أخذوا هذا الأمر باستخفاف وقرروا إكمال رحلتهم حتي ميناء العقبة وطالبوا بأن يكون دخولهم من نويبع, ورتبوا مع عدد من وسائل الإعلام العربية والدولية وتراسلوا عبر الإنترنت لتكوين ضغط ووضع مصر وقرارها تحت هذه الضغوط العالمية, ورفضت الدولة التراجع عن موقفها, وأي قرار بخلاف ما أعلن عنه كان سيكلفنا الكثير, وهذا الموقف والالتزام دفع منظمي القافلة الي الانصياع والعودة الي سوريا, علي أن يتم دخولهم من ميناء العريش, ولم يفهم من وقفوا مع هذه القافلة ودعموها أن كلامهم وهجومهم ليس له مكان ولن يؤثر علي القرارات التي تتخذ من الدولة المصرية, ولعلها رسالة لقناة الفتنة ومن يحركونها ولأتباعهم وأعوانهم في مصر ومن أراد من منظمي القافلة تضليلهم, والمؤكد أن الدولة لا تمنع القوافل أبدا من الدخول الي غزة بشرط الالتزام بالآلية المحددة, وسبق دخول قافلتين من قبل احداهما بريطانية وكانت تضم300 حافلة وشاحنة وسيارة و8 سيارات إسعاف و288 متطوعا, وحظيت باستقبال شعبي علي امتداد رحلتها من مطروح وحتي غزة, هذه هي مواقف الدولة المصرية الحقيقية وما يجري علي الأرض يؤكد أن معبر رفح هو المنفذ الوحيد الذي تعبره المساعدات الإنسانية وسيظل بعيدا عن المزايدات علي أنفاق الأسلحة والمتفجرات وتسلل الإرهابيين.
1 ـ انقلاب حماس علي السلطة وراء إغلاق كل المعابر ومنها معبر رفح.
2. مصر تمسكت بعدم فتح المعبر بشكل رسمي لغياب السلطة الشرعية والتزاما باتفاقية المعابر2005 حفاظا علي وحدة الأراضي الفلسطينية وتجنبا لمنح إسرائيل الذريعة للتنصل من التزاماتها تجاه القطاع بصفتها قوة احتلال.
3 ـ وقف الطموحات الإسرائيلية ومخططاتها في الفصل بين غزة وباقي أراضي فلسطين غزة ـ الضفة ـ القدس الشرقية.
4 ـ معبر رفح للأفراد وليس للبضائع.
5 ـ مصر تضغط لبقاء المعابر الأخري لغزة مفتوحة والتي تسيطر عليها إسرائيل وليس لمصر علاقة بها, وهي: كرم أبوسالم وإيريز وكيسوفيم, وصوفا وكرني ونحال عوز.
6 ـ المساعدات لم تتوقف عبر رفح, وتقديم كل التسهيلات لقوافل الإغاثة الملتزمة بالآليات والوسائل التي حددتها مصر.
7 ـ كل دول العالم تحافظ علي سيادة وتأمين أراضيها بالتعاون مع جيرانها, ولا تقبل أي دولة الخروج عن القواعد وتعاقب من يخالفها.
8 ـ ان الهجوم علي مصر منظم, ولم تتعرض إسرائيل لهجوم مماثل من الفضائيات العربية وبعض السياسيين والمعارضين وغيرهم عندما انشأت الجدار العنصري, مما يضع كل هؤلاء في سلة واحدة مع القوي الإقليمية والتي تبنت الخطاب التحريضي ضد مصر.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nidal9000
ضوابط المشاركة
المفضلات