المصريون | 03-01-2010 23:02
يملأنى الشعور بالغيظ وأنا اتابع وزير خارجيتنا – أحمد أبو الغيط – أو أبو(الغيظ) – كما يجب أن نسميه وهو يبرر عملية بناء الجدار الفولاذى فى حدودنا الشرقية مع غزة
مستندا إلى مبدأ السيادة الذى يسمح للدولة المصرية بممارسة كافة حقوقها على أرضها دون تدخل من أحد الأطراف .. أو اعتراض ممن سيتضررون من إقامة هذا الجدار .. وكان يمكن للوزير أن يذكر أسبابا كثيرة آخري تدفعنا لبناء هذا الجدار ليس من بينها ما قاله عن مبدأ السيادة على الأرض .. فهو أكثر من يعلم أنه لا سيادة لمصر على هذه البقعة من الأرض التي تشاركن إسرائيل السيادة عليها .. والدليل على ذلك أن مصر كانت قد تقدمت بطلب لتعديل اتفاقية (كامب ديفيد) بحيث تزيد قوات الشرطة من 700 جندى فقط بأسلحة خفيفة – حسبما تنص الاتفاقية – إلى 3 ألاف جندى مسلحين بنوع أكبر من الأسلحة – ولكن إسرائيل رفضت الطلب المصري . ولو كانت مصر تتمتع بالسيادة على هذه البقعة من الأرض كما يقول أبو الغيط . فلماذا لا يحق لنا أن نزيد من عدد قواتنا فيها . أو تحديد نوع الأسلحة التي في حوزتها إلا بموافقة إسرائيل بعد أخذ الإذن منها ؟!
أليست زيادة القوات أوتحريكها علي الأرض المصرية عملا من أعمال السيادة ؟ فلماذا إذن نذكر السيادة فقط حين يكون الأمر متعلقا بالفلسطينين . ونتجاهلها حين يتعلق الأمر بإسرائيل ؟! لماذا نمارس سيادتنا على أرضنا فى مواجهة الطلبات الفلسطينية . وننساها في مواجهة إسرائيل التي تنتهك هذه السيادة بشكل يكاد يكون يوميا بقتل أفراد الشرطة أو المواطنين المصريين دون أن نوجه لها اتهاما بانتهاك السيادة المصرية .. بينما تذكرنا هذه السيادة فجأة في ( اجتياح الجوعى ) الذي قام به مواطنون عزل من غزة طلبا لسد الرمق . وهروبا من الحصار المفروض عليها ؟! وإذا كانت السيادة على الأرض المصرية مبدأ يجب علي الفلسطينين الالتزام باحترامه . فلماذا لا نطالب الأمريكيين أو الإسرائيلين بما نطالب به اخوتنا الفلسطينين ؟
لماذا لم ترفض الدولة المصرية – صاحبة السيادة على أرضها – طلب وفود الكونجرس الأمريكي التي جاءت إلى مصر لتتفقد الحدود المصرية مع غزة . تصاحبهم السفيرة الأمريكية بالقاهرة للتفتيش علي حدودنا والتأكد من أن مصر تقوم بواجبها فى إحكام الحصار والسيطرة علي غزة وشعبها .. هل أصبحنا تحت الوصاية الأمريكية حتي أصبحت حدودنا تخضع للتفتيش والمراقبة من جهات أجنبية – صاحبة الوصاية عليها -؟!
لماذا نتنازل عن السيادة للأمريكان ولا نتنازل عنها للجوعي والمحاصرين من سكان غزة ؟ هذا إذا كنا نقبل بالتنازل عن سيادتنا . فمن هو الأولى بالتنازل عنها ؟
أما إذا كنا نرفض التنازل عن سيادتنا فلماذا لا نرفض التنازل عنها أمام الجميع . لماذا نفبل هؤلاء ونرفض أولئك ؟!
ثم ... لماذا نرفض تغيير مسار قافلة شريان الحياة المحملة بالغذاء والدواء لأهلنا المحاصرين فى غزة بدعوى السيادة علي الأرض . وأن المشاركين فى القافلة من الجنسيات المختلفة لم يلتزموا بالتأشيرات السياحية المنوحة لهم وأنهم لم ياتوا بغرض السياحة . بل جاءوا بغرض القيام بنشاطات سياسية كما قال احمد أبو الغيط – بينما نسمح لطائرات عسكرية إسرائيلية بالهبوط فى مطار مدني .. وعلي متنها العشرات من الإسرائيلين الذين يحملون تأشيرات سياحية أو بدون تأشيرات على الإطلاق والذين جاءوا بغرض عمل مظاهرة على خليج السويس وعلي ضفتى القناة لإلقاء الورود في مياهها تخليدا لذكري مفقوديهم في حرب أكتوبر ؟!
لماذا لم نمنع هؤلاء الإسرائيلين لنفس السبب الذي ذكرناه لمنع الأوروبيين الذين جاءوا لتخليد ذكرى شهداء غزة فى الحرب الماضية ؟!
أم تري أن قتلى إسرائيل هم الذين يستحقون التخليد . وشهداؤنا يستحقون التجاهل والمنع ؟!

لماذا نتجاهل السيادة مع الإسرائيلين . ونتذكرها فقط مع الفلسطينين أوالأوربيين الذين جاءوا من شتى بقاع الأرض للتضامن معهم ؟!
أليست هذه الأسئلة مما يثير الغثيان .. والغيظ يا وزير خارجية مصر .. يا ( أبو الغيظ ) ؟ّ!