بسم الله الرحمن الرحيم
و قولوا للناس حسناً
في الحقيقية فإن هذا العنوان لم يكن على بالي منذ دقائق قليلة, لكن هذه الآية لمست موضوعاً مهماً أريد أن أوصله لكل الناس.
في الإسلام عندنا مبدأ ثابت هو “الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر”. و هو مبدأ واسع ولا يقتصر على التصرفات أو معناه الظاهري, ليس شرطاً أن يكون الأمر بالمعروف يعني اعطاء النصائح أو الحض على الخير, المعروف يمكن أن يكون كلمة جميلة تخرج من الفم إلى أذن من يستحقها. كثير من الناس نسوا أو تناسوا الجزء الأول من المبدأ, الأمر بالمعروف, و تمسكوا بالقسم الثاني “النهي عن المنكر”.
لست مفسراً و ليس الموضوع دينياً, و لكنني أحاول ربط قوله تعالى “و قولوا للناس حسناً” بفهمي الشخصي لمبدأ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. لقد نسينا كيف نمدح و نقول الكلام الجميل, و لكننا أيضاً في المقابل لم نتوقف عن التجريح و عيب الأشياء و الناس.
صار المدح على الفعل الحسن شيئاً غريباً, و إذا مدحت شخصاً ما على مظهره الحسن مثلاً سيستغرب و يقول “ما المناسبة؟”, و ستقضي الخمس دقائق التالية تشرح له أن مدحك إنما هو تشجيع, و كما لو أنه لبس لبساً غير مرتب فإنه سيعاب يستحق أن يمدح على الفعل الحسن. العمل الجيد أولى بالمدح من العمل السيء بالذم.
إن انعدام التشجيع هو سبب من أسباب التراجع و الفتور, يجب أن يكون هناك توازن بين النقد و التشجيع, فلو زاد النقد بدون كمية التشجيع المناسبة فإن العطاء سيقل و ربما يتوقف. كذلك لو زاد التشجيع كثيراً بدون إبداء نقاط الضعف لتحسينها و تقويتها فإنه يصبح بلا طعم.
لنبدأ كلنا بمدح من يستحق المدح, حتى لو كنا لا نعرفه, لنقو دعائم مجتمعنا و أواصر المحبة بالمدح و حب الخير للناس. لسنا أعداء, و لا يعيش كل واحد منا وحده في هذا العالم. نتأثر و نؤثر بمن حولنا, فإذا أردنا أن نتأثر إيجابياً فلنؤثر إيجابياً بدورنا. لن نقطف العنب مثلاً من شجرة التفاح, كذلك المدح و التشجيع لن يحصل إذا لم نشجع بعضنا. لن نحصد الإنتاج الوفير إذا لم نسق الزرع و نسمده.
هذه دعوة لكم جميعاً, من الآن, لنبن مجتمعاً جيداً متفائلاً يتملؤ حيوة و نشاط.
دمتم مبدعين
________________________
رابط التدوينة
[CENTER][COLOR=#800000]عضو متقاعد[/COLOR]
[/CENTER]
لا أدل على ذلك - عمليا - من فعل النبي - عليه الصلاة والسلام - حين جاء أعرابي، وبالَ في المسجد على مرأى ومسمع من الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين وإن رغمت أنوف -، والنبي - عليه الصلاة والسلام -، فهمَّ الصحابة أن يقطعوا عليه بوله، ويتدافعوا عليه، فنهاهم النبي - عليه السلام - وقال لهم: " لا تزرموه، لا تقطعوا عليه بوله!!
فانظر أثر هذا الفعل - من خير خلق الله - على هذا الرجل.
وأخرى...
في حديث معاوية بن الحكم السُلمي - رضي الله عنه -، عندما تكلم أثناء الصلاة، وقد نُسخ - في بعض الأقوال - جواز الكلام في الصلاة، فقال: ، بأبي هو وأمي، ما رأيتُ معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ، ما كَهَرني، ولا ضربني، ولا شتمني،لكن قال : " إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن..."
جزاك الله خيرا على الطرح، ونسأل الله أن يهدينا لمحاسن الأخلاق؛ إنه لا يهدي لأحسنها إلا هو سبحانه وتعالى.
[CENTER]
[FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=red]
[COLOR=black]والذي أَحلَّ الزواج وحَرَّم الزِّنا، وأَحلَّ البيع وحَرَّم الرِّبا؛ أنا لا أتجاهل أي أحد يراسلني على الخاص، أو أضعه خلف أُذُني!
لا، ولكني غير متفرغ هذه الفترة تمامًا.
وأعتذر - أشد الاعتذار - لكل من راسلني، وتأخر ردي عليه، أو لم أرد عليه حتى الآن.[/COLOR]
[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
المفضلات