حكم الجهاد في سبيل الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين اما بعد
فإنَّ من أوجب واجبات الدين ، وأعظم فرائض الإسلام ، حماية المقدّسات الإسلامية من أعداء الأمَّة ، وعلى رأسها بعد الحرمين ، المسجد الأقصى المبارك ، وما حوله من من الأرض المقدسة ، مهاجر الأنبياء عليهم السلام ، ومسرى خاتمهم عليه أفضل الصلاة والسلام ، والتي أورثها الله تعالى أمّة الإسلام ، وجعل الحفاظ عليها أمانة الله بيدها ، وسمَّى المفرِّط فيها خائنـاً ، وتوعـَّد من تخاذل عن الدفاع عنها بالعذاب الأليم ، والإستبدال ، قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ، والرسول ، وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمـون ) ، وقد نزلت هذه الآية فيمن أسـرَّ إلى اليهود خبراً بغير رضى الله ، ورسوله _ صلى الله عليه وسلم _ فكيف بمن أسـلم المسجد الأقصى ، والأرض المقدَّسة ، وأهلها من المسلمين ، وغيـرهم من المظلوميـن ممن هم في عهد المسلمين ، أسلمهـم إلى اليهـود بالتثاقـل عن النصرة ، والجهـاد ؟!

وقال تعالى متوعّـداً من يتخاذل عن الجهاد عموما بقوله : ( إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، فكيف بمن يتخاذل عن جهاد أشد الناس عداوة للمؤمنين ، المغتصبين لبيت المقدس ، المعتدين على حرمات الأمّة ، وجميع مقدساتها ؟!!

هذا وقـد قال تعالى : ( فما لكم لا تقاتلون في سبيل الله ، والمستضعفين من الرجال ، والنساء والولدان ، الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ، واجعل لنا من لدنك وليًا واجعل لنا من لدنك نصيرًا ) ، ومعلوم أنـَّه ليس ثمة طائفة من المسلمين ظُلمت ، واستُضعفت مثل أهلنـا في فلسطين ، طيلة عقود ، فقـد قُتـل ويُقتل منهم الآلاف ، وشُّـرد ويُشرد الملايين ، وتُغتصب أرضهم ، وتنتهك أعراضهم ، ويُؤسَـر رجالهم ، ونساؤُهم ، وتهراق دمـاء أطفالهـم ، وشيوخهـم ، ويغيـَّر حتى تاريخـهم ، وأسماءُ مدنهـم .

فوالله إنَّ التقاعس عن نصرتهم من أعظم الآثام ، وأشنـع الإجرام .

وإذا كان الله تعالى قد فرض الجهاد لرفع الظلم عن المسلمين المستضعفين ، فكذلك الجهاد لرفع الظلم الذي هو في حقِّ مساجد الله : قال تعالى ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ) ،

وهذه الآية في عموم المساجد ، فكيف بالمسجد الأقصى المعظم ، أولى القبلتين ، ومسرى خاتم المرسلين ، ومهاجـر النبيين ؟!
،
وهاهـم الصهاينـة يخربون المسجد الأقصى ، ويمنعون المسلمين من ذكر اسم الله فيه .
،

هذا وقد أجمع العلماء ، واتفقت المذاهب الإسلامية على أنَّ الجهاد من أعظم الفروض إذا احتل العدوُّ أرضا إسلامية حتى لوكانت خرابا ، أو مواتا ، على حدود بعيـدة من أرض الإسلام ، وأنَّ جميع النصوص الواردة في الوعيد على ترك الجهاد تتنزّل على ترك جهاد هذا العدوِّ ،

فكيف يكون هذا الفرض الإسلامي العظيـم إذا كان المسجد الأقصى هو المحتلَّ ، والأرض المقدسة هي المغتصبة ؟!

كيف يكون الاعداد للجهاد
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبر بشبر وذراع بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه فقالوا اليهود والنصارى قال فمن ) إذن النقل والعقل والواقع يؤكد أن أول مقومات النصر هو أن نمكن لدين الله في أنفسنا ، أن ننصر دين الله ، أن نعود إلى الله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا ، لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) كل هذه فعلتموها ومنها ترك الجهاد سلط الله عليكم ذلا ، من فعل هذه سلط الله عليه ذلا ، كيف يرفع هذا الذل أن يرجع إلى الجهاد ، لا ، الرجوع إلى الجهاد وقت إذن لا ينفع لان الإنسان الذي سيقول سأرجع إلى الجهاد لا يكون مؤهل للجهاد ، إذن لا بد أن يرجع إلى الأصل ( حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، ولذلك نحن نقول أن فلسطين وتحرير فلسطين وإخراج اليهود من فلسطين من أوجب الواجبات على الأمة الإسلامية ، ولا ينبغي أن يتقاعسوا ويتقاعدوا ويرضوا بالذل والمهانة ، لكن لا بد أن يتخذ الأسباب الشرعية وسنن الله في تحقيق النصر ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ( تقاتلون اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الشجر والحجر ، حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله ) إذن هذا الذي ينتصر على اليهود والذي يقتل اليهود والذي يخرج اليهود من بلاد المسلمين ، هو مسلم عبد لله فإذا تحقق ذلك انتصرنا على اليهود ، أما أن نستغل جراحات المسلمين ومآسي السلمين من أجل دعاية حزبية ، فهذا لا يرضاه ديننا ولا يقبله مخلص منا ، فواقع الحركات الحزبية وواقع الجماعات أنها تستغل مآسي المسلمين في فلسطين ، استغلوا التقتيل والتدمير والجرح وهكذا وهم أنفسهم جالسون بين الخوالف
فلسطين لا تحرر بالعواطف ، فلسطين لا تحرر بالأماني ، فلسطين لا تحرر بالشعارات ، فلسطين بحاجة إلى رجال ، ما صفة هؤلاء الرجال حققوا عبودية الله يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعالى فاقتله ، هؤلاء الذين يحررون فلسطين ويحررون ما سلب من ديار المسلمين ، نسأل الله أن يردنا إلى ديننا ردا جميلا ، وأن يرفع الذل عنا وعن إخواننا وعن كل بلاد المسلمين ،وأن يرجع ما سلب واغتصب من بلاد المسلمين إلى حوزة الإسلام وبلاد الإسلام والحمد لله رب العالمين