بسم الله الرحمن الرحيم
حكم تحريك اللسان و الشفتين عند قراءة القرآن في الصلاه وخارجها و عند ترديد سائر الأذكار
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أحببت مشاركتكم بهذه المعلومه عسى الله أن ينفعنا بما علمنا وينفع بنا عباده . تناقشت في هذه المسأله مع بعض الاخوه في حلقه من حلقات العلم ، (جزاهم الله عني خيرا) فهم من نبهوني لخطئي في هذه المسأله. وكعادتي عندما اكون مصيبا او مخطئا اصر علي رأي فما كان مني الا ان بحثت في هذا الموضوع لشدة أهميته....... ملاحظه: ( المجهود ليس لي وحدي)...
منالأخطاءالشائعة في الصلاة وغيرها عدم تحريكالمصلي لسانه وشفتيه في التكبير وقراءة القرآن وسائر الأذكار،والاكتفاءُ بتمريرها على القلب وهذا خطأٌ،فتراه واقفا في صلاته بدون أن يحرك لسانه أو شفتيه، وكأن الصلاةأفعال فقط، وليس فيها أقوال ولا أذكار، علما بأن النصوص الشرعية في الكتابوالسنة جاءت مؤكّدة ٌ على النطق، قال تعالى: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ (المزمل:20)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته: ((...ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآن ))ِ،وأقلـُها فاتحة الكتاب، ومن مقتضيات القراءة في اللغة والشرع تحريكاللسان والشفتين كما هو معلوم، ومنه قوله تعالى: (لاتُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِه ))ِ (القيامة:16)، أما قراءة الرجل في نفسه بدون أن يحرك لسانه فليس بقراءة على الصحيح،لأن القراءة إنما هي النُّطق باللسان، وعليها تقع المثوبه، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِأَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ بِه ))ِمتفق عليه من حديث أبي هريرة.وفي صحيح البخاري كتاب الصلاه قال: حدثنا موسى قال: حدثنا عبد الواحد قال: حدثنا الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر قال:قلنا لخباب: أكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، قلنا: بم كنتم تعرفون ذاك؟ قال: بإضطراب لحيته.
قال النووي في المجموع: "وأما غيرالإمام فالسنة الإسرار بالتكبير، سواء المأموم ُ والمنفرد، وأدنى الإِسرار ِ أنيُسمع نفسه... وهذا عام في القراءة والتكبير والتسبيح في الركوع وغيره والتشهدوالسلام والدعاء، سواء واجبـُها ونفلها، لا يُحسب شيء منها حتى يُسمع نفسه، إذا كانصحيح السمع ولا عارض... هكذا نصَّ عليه الشافعي، واتفق عليه الأصحاب، بل اشترطالجمهور أن يُسمع القارئ نفسه حيث لا مانع".انتهى كلام الإمام النووي رحمه الله،،وشرط الإسماع أن لايشوش على من جواره في الصف وقد قال بقول الإمام الشافعي ِوالإمام النووي جمعٌ من الأئمة رحمهم الله جميعا ً منهم ابن قدامة في المغني وابنتيمية في الفتاوى ونقله الحافظ ابن حجر في الفتح عن الإمام البيهقي والإمامالشوكاني في نيل الأوطار والإمام ابن باز في الفتاوى والإمام ابن عثيمين في الشرحالممتع ولقاء ِ الباب المفتوح حيث سئل رحمه الله:هليلزم تحريك الشفتين في الصلاة في الاذكار والقراءة ؟أم يكفي أن يقرأها بدون تحريك الشفتين؟ الجواب : لابد من تحريكالشفتين في قراءة القرآن في الصلاة وكذلك في قراءة الاذكار الواجبة كالتكبيروالتسبيح والتحميد والتشهد ، لأنه لا يسمى قولا الا ما كان منطوقا به ، ولا نطق الابتحريك الشفتين واللسان ، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يعلمون قراءة النبي صلىالله عليه وسلم باضطراب لحيته أي بتحركها ، ولكن اختلف العلماء هل يجب أن يسمع نفسهأو يكفي أن ينطق بالحروف ؟ فمنهم من قال : لابد ان يسمع نفسه ، أي لابد أن يكون لهصوت يسمعه هو بنفسه ، ومنهم من قال : يكفي إذا أظهر الحروف وهذا هو الصحيح . انتهى كلامه رحمه الله .
وهذا رد الشيخ د.عبد الحى يوسف عندما سئل عن نفس المسأله ، السؤال : كنت أتناقش مع بعض الإخوة وعلمت منهم أنه يجب تحريك الشفتين واللفظ باللسان بقدر إسماع النفس، وذلك في الصلاة السرية، وقد قمت بالبحث في ذلك وتبين لي صحة حديثهم من فتاوى للشيخ العثيمين رحمه الله وكذلك للشيخ ابن باز رحمه الله، وحقيقة قد أغمني الأمر كثيراً إذ إنني لم أكن أطبق ذلك علي الأغلب الأعم في الصلوات المفروضة وفي النوافل، وخصوصاً قيام الليل وكذلك الأذكار (إذ أتوخي أن لا يسمعني أو يحس بذلك احد) والآن أنا أتساءل هل تنطبق هذه الأحكام عليَّ صلاة الجماعة؟ أيضاً: هل يجب عليَّ أن أعيد هذه الصلوات مع العلم أنني لا أعرف عددها؟ أخيراً أرجو أن تدلني علي كتاب في فقه الصلاة وأحكامها؛ أفتني يا شيخنا فرج الله همك... رد الشيخ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فمن أيسر الكتب التي تتعلم منها أحكام الصلاة وغيرها كتاب (فقه السنة) للشيخ السيد سابق رحمه الله تعالى، وعليك ـ أخي ـ أن تكثر من السؤال عما أشكل عليك حتى تتفقه في دينك، وتعبد ربك على بصيرة؛ فإن العلم قبل القول و العمل.والمطلوب في الصلاة والذكر وقراءة القرآن أن تحرك لسانك وشفتيك، وإذا كانت الصلاة جهرية فأدنى الجهر للرجل أن يُسمِعَ من يليه ولا حد لأعلاه ، وأدناه للمرأة أن تسمع نفسها ، وأعلاه أن تسمع من يليها ، وأما إجراء القرآن والذكر على القلب من غير تحريك للسان والشفتين فهذا حديث نفس لا يترتب عليه شيء وليس فيه ثواب ولا عقاب، وأما صلواتك التي مضت فلست مطالباً بإعادتها لأنك معذور بجهلك بهذا الحكم ؛ فاستغفر الله من التقصير الذي كان في طلب العلم الضروري واستقبل ما يكون من صلاتك بحسب ما حصل لك من علم، والله المستعان.
أرجومنكم ان تدعوا لي بالتوفيق و لوالدتي بالرحمه والمغفرة
محبكم في الله
المفضلات