بتاريخ 22 انزل كاتب يميني صهيوني اسمه بن درور مقالا في صحيفة معاريف عنوانها:

هزمنا أمام حماس في معركة الإعلام


قرأت فقراته بشكل سريع فوجدت أن شيئا مما طرحته في موضوعي حول الصدام بين حضارة القوة والإنسانية أصبحت عقدة لدى الصهاينة وأصبحت شيئا مخيفا بالنسبة لهم، وإليكم المقال للكاتب الصهيوني:


تواجه اسرائيل حربا من نوع جديد هي حرب الدعاية وحقوق الانسان والمقاطعة والعقوبات واسرائيل غافلة عن هذه الحرب الجديدة واذا لم تفعل شيئا لمواجهتها فستكون الهزيمة من نصيبها.

كان الحصار على قطاع غزة واحدا من أكثر الامور عدلا التي قامت بها اسرائيل في نضالها للفلسطينيين. فرضته اسرائيل فقط بعد انسحاب تام من القطاع، وبعد ان سيطرت حماس على القطاع وفي مقابلة شروط اشترطتها الرباعية للحوار مع حماس (وقف العنف، والاعتراف باسرائيل وباتفاقات سابقة). إن حماس، وليس هذا كليشيها، هي الجهة السياسية التي يقوم برنامجها الرسمي والمكشوف، والذي يحظى بتصديق بتصريحات قادتها، على نظرية ظلامية معادية للسامية.

وهكذا لا نشغل أنفسنا بالتسويغات. فهذه موجودة على نحو كبير. المشكلة هي أن الحصار على غزة كان يفترض ان يكون عبئا على حماس، وقد أصبح عبئا على اسرائيل. وليس هذا تقديرا بل حقيقية. هل "الدعاية" كانت ناجحة؟ هذه هي المسألة بالضبط.

وقد نجحت على نحو ممتاز. ولم تكن مجرد دعاية. فالحديث عن دعاية ضخمة. عن صناعة أكاذيب جعلت اسرائيل دولة قاسية وجعلت حماس ضحية. لا حاجة الى المضي الى أعداء اسرائيل القدماء. فقد وقع عشرات من أعضاء مجلس النواب الامريكي ايضا على رسالة مشايعة مع واحدة من بعثات "المشايعة الانسانية" التي أتت القطاع، برغم أن البعثات أنفسها ألفها دائما كارهون لاسرائيل من اليسار العالمي.

أي أن "الدعاية" على التخصيص نجحت نجاحا ممتازا. فقد هزمت اسرائيل في واقع الأمر. بين تسويغات فرض الحصار، والدعاية المضادة لاسرائيل من الواضح تماما من الذي هزم ها هنا وينبغي ألا نخطىء. لم تكن تلك دعاية أو تسويغا في مواجهة الدعاية. كانت تلك المصلحة الاسرائيلية التي هزمتها الدعاية المشايعة لحماس.

إن يدي اسرائيل مكبلتان، لان الامبراطورية الجديدة – تلك المكونة من أكثرية آلية في مؤسسات دولية مع صناعة حقوق الانسان المعادية لاسرائيل – قد هزمت اسرائيل. اذا لم يكن جيمي كارتر وحده، بل توني بلير واوباما وأكثر زعماء أوروبا يضغطون على اسرائيل، فانهم يفعلون ذلك لان هذه الامبراطورية تسن قواعد اللعب. فنتنياهو في أحاديث خاصة يحدثهم عن أخطار حماس وايران. لكن من الواضح من المنتصر بين نتنياهو العادل والامبراطورية الجديدة.

إن المشكلة الأصعب هي أن اسرائيل ترفض فهم العالم الجديد. ويحدث لنا هذا مرة بعد أخرى. فعندما يرفض الفنانون اتيان اسرائيل، وعندما تفرض اتحادات عمال في الدول الاسكندنافية عقوبات على اسرائيل، وعندما يمنع مئات المتظاهرين في كاليفورنيا حط سلع من سفينة اسرائيلية – ترفض اسرائيل الرسمية رؤية الدلائل المكشوفة.

يقولون "دعاية" بلغة متعجرفة مستخفة، ولا يدركون أن قواعد اللعب قد تغيرت. فاسرائيل لم تهزم في الجولة الحالية بسبب قوة عسكرية. هزمت اسرائيل بسبب العقوبات والمقاطعات التي هي نتاج رأي عام دولي. إن الامبراطورية الجديدة تصفعنا ونحن نرفض رؤية ذلك.

المشكلة هي أن الحديث عن هزيمة معلومة سلفا. عندما تصر اسرائيل على عدم الفهم لما تواجهه، تكون النتيجة معلومة سلفا. إن منظمي الرحلات البحرية الى غزة أملوا الانفجار ودعوا الله لذلك. كان لاسرائيل فرصة أن تعرضهم في عورتهم كاملة.

وكانت اسرائيل تستطيع أن ترد عليهم بلغتهم. لانه كان يمكن اقامة صور جلعاد شليت والمواد المعادية للسامية والجهادية في ميثاق حماس وكذلك تصريحات قادتها عن السيطرة على العالم – ازاء سفن تأييد حماس. هذه هي المعركة الحقيقية. ليس يعني ذلك أن الجميع هناك معادون للسامية في الدول الاسكندنافية او في كاليفورنيا. لا حقا. المسألة أنهم متأثرون بصناعة الأكاذيب. وهم يرون علاجا قاسيا لـ "وفد مساعدة انسانية".

عندما يصبح مؤيدو حماس ضحايا، ويصبح من يحمي نفسه منهم ذا سلطة قاهرة – يكون النصر لهم. يمكن تغيير ذلك. يمكن منع الهزيمة، واستقرار رأي الحكومة على ازالة الحصار هزيمة. بيد أنه بأحداث تغيير ثمة حاجة الى فهم ميدان القتال الجديد.

فليست صواريخ القسام هي التي ستهزم اسرائيل. ولا صواريخ حزب الله وايران ايضا. إن اسرائيل مهزومة بخطاب حقوق الانسان المزيف. واذا لم نعلم كيف نواجه هذا التهديد فان الاخفاق القادم قد أصبح على الأبواب.