النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: خاطرة حول الظلم

  1. #1
    إداري سابق
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    المشاركات
    18,891
    معدل تقييم المستوى
    121

    خاطرة حول الظلم

    قبل مدة كلمني شخص عن ظلم تعرض له، فقلت سأكتب مذكرا نفسي وإياكم بخطورة الظلم، ثم تأخرت في الكتابة حتى جائني اليوم فكتبت فيه:

    والذي أراه أن الناس تساهلت كثيرا في الظلم في هذا الزمان، حتى أصبح بعضهم يستلذ رؤية الناس تعاني الآلام، أصبح الابن يظلم أباه الذي رباه وتعب عليه، فلا بر ولا صلة ولا نفقة ولا تقدير ولا توقير، وتجد صاحب العمل يظلم موظفيه، فيعاقبهم بسبب وبدون سبب وفق قاعدة الخير يخص والشر يعم، وآخر يعاقب الموظفين ممن هم دونه ولا يعدل بينهم، والمولى عز وجل في الحديث القدسي يقول "يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا"، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولا يده إلى عنقه فكه بره أو أوثقه إثمه أولها ملامة و أوسطها ندامة و آخرها خزي يوم القيامة"، فتخيل من هم تحت مسؤوليتك ممن استراعك الله إياهم، هل هم عشرة؟ إذا كان كذلك فلن تكون سالما يوم القيامة، وستأتي المولى عز وجل ويدك مغلولة إلى عنق، فإما يفك قيدك برك وإما أن يوثقه اثمك، وما أشد أن نأتي يوم القيامة نعاني من الخزي والندامة، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
    الظلم أسبابه كثيرة، لكن من جملة أسبابه:
    1- أن الظالم يعاني من أمراض نفسية ويتلذذ ببهدلة الناس، فتراه يفرح كثيرا إذا أخر معاملاتهم ورائهم مترددين عليه وكأنه سلطان زمانه، وهذا ينجم عن عقلية مريضة حتما.
    2- الطمع، فالطمع مدعاة لظلم الناس ببخس حقوقهم والاستيلاء على حقوقهم وكسرهم كمنافسين وكبح الرغبة الفطرية في قلوب الناس الباحثين عن الرزق.
    3- ضياع المشاعر الانسانية من نفسية الظالم، وعدم احساسه بالآخرين، وعدم اكتراثه سوى لمصلحته الشخصية.
    لكن تعالوا معنا لنسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن الظلم، قال "أمر بعبد من عباد الله يضرب في قبره مئة جلدة ، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة ، فامتلأ قبره عليه نارا ، فلما ارتفع وأفاق قال : على ما جلدتموني ؟ قال : إنك صليت صلاة بغير طهور ، ومررت على مظلوم فلم تنصره".
    قد تمسك رأسك أخي الكريم وتتسائل "كم مظلوم ظلم أمامي فلم أتكلم... انا اذا مستحق للعقاب"، فقلي بربك ماذا يفعل الظالم؟
    إذا كان مرور هذا الانسان أما مظلوم وسكوته جعله مستحقا لعقوبة تشعل عليه القبر وتجعله نارا، فأخبرني ما هي عقوبة الظالم؟
    إذا كان هذا الانسان مستحقا لمئة جلدة، وخففت حتى نزلت إلى واحدة، وهذه الواحدة اشعلت القبر نارا، أخبروني كم جلدة ستكون للظالم؟
    وقف معي مع قوله تعالى:
    (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة. إن أخذه أليم شديد)
    وجميعنا يعلم ماذا تعني "أليم شديد" إذا قرنت بوصف عقوبة المولى عز وجل، أخذ أليم وشديد، لا يبقى ولا يذر، يجعل الظالم يضرب أخماسا في أسداس، نادما على ما فعل، ولات حين مندم، ندم حيث لا ينفع فيه الندم.
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته)
    الا تستشعر معي قشعريرة ببدنك، إن الإملاء ليس تأخيرا للعقوبة، بل تأخير العقوبة لأجل الإملاء، فالله يؤجل العقوبة على هذا الانسان حتى يتمادى في ظلمه وغيه، حتى إذا أخذه الله بظلمه كان الأخذ عظيما، فلو شاء الله لعاقبه بظلمه الأول فكان بذلك عقوبة قد يستطيع بها تدارك أمره فيتوب ويندم، وهذا حال كثير من الناس، ولكن الله يشاء أن يملي للظالم، فيعطيه ما يريد من سلطان وقوة وقدرة، ولكن ماذا تكون النهاية، أن الله يحول بينه وبين ما يشتهي، قال تعالى (وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل).
    وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعوة المظلوم، تلك الدعوة التي اهتزت لها المدن الظالمة، دعوة نوح (إني مغلوب فانتصر) فاعقبها نصر الله (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر)، ودعوة موسى عليه السلام على بني إسرائيل (قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين)، فعاقبهم الله تبارك وتعالى بالتيه في صحراء سيناء أربعين سنة، ودعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض رجال قومه (اللهم عليك بأبى جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عقبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبى معيط)، يقول ابن مسعود رضي الله عنه (فوالذى بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم- بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر).
    إن كثيرا من الظالمين يظنون أن تمتعهم بالمال والجاه والسلطة والكرسي والإدارة والتسلط على الآخرين يعني أنهم على خير، وهذا الحديث فيه الدلالة على عكس ما يقولون، وقال تعالى (ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون).
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (اتقوا دعوة المظلوم ، فإنها تحمل على الغمام ، يقول الله : وعزتي و جلالي لأنصرنك ولو بعد حين)
    اضحك يا ظالم ملئ فيك، فالله يقول للمظلوم "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"، هل تتخيل نفسك تقود جيشا لتواجه المظلوم، فيكون الساعي لنصرة المظلوم ليس جيشا، ولا ألف جيش، بل رب الأكوان الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى، فهل لك قبل به:
    ربنا الرحمن حي لم ينم
    اوجد العالم حقا من عدم
    حكمه ينفذ فينا إن حكم
    كتب الموت على الخلق فكم
    فل من جيش وافنى من دول
    هي دعوة تحمل على الغمام إلى السلام، فيحل سلامه على المظلوم ويحل غضبه على الظالم:
    ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:
    (إياكم و دعوة المظلوم ، و إن كانت من كافر، فإنه ليس لها حجاب دون الله عز و جل)
    فإياك أن تظم أن فجور هذا المظلوم أو كفره مدعاة لظلمه، فإن استثناء من الإيمان لا يستثنيه من نصرة الله له، فاحذر ان تظن أن الكافر والفاجر أو الفاسق والعاصي غير مستجاب الدعوة، بل هو مستجاب الدعوة ما دام مظلوما.
    إن الظالم ليضطر هذا المظلوم ويلجئه لأضيق السبل، فلا يكون لهذا الضعيف إلا (أوسع السبل) وهو سبيل المولى عز وجل فيرفع يديه تخفق بالدعاء حتى يظهر بياض إبطيه من الاحساس بالظلم والضيم، ويقول "اللهم كن لي جارا ممن ظلمني، اللهم انصرني على من ظلمني، اللهم خذ من ظلمني أخذ عزيز مقتدر، اللهم أره من الحياة ما يحب حتى إذا جعلته بين يديه حُل بينه وبين ما يشتهي، اللهم عليك بأعوانه، اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تذر منهم أحدا"...
    نعم ينام الظالم وهو يستدعي قبيل نومه ما فعله بالمظلومين متشفيا بهم، لكن أين عين المظلوم؟
    لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا ... فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
    تنام عينيك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم
    ينبغي على العاقل أن يسعى قدر الوسع والطاقة ان يتحلل من حقوق الناس، هناك من اقترضنا منه مالا، فهل رددنا حقه؟ هناك من ظلمناه فهل رددنا مظلمته؟
    حسبنا الله ونعم الوكيل.

  2. #2
    عضو برونزي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    4,302
    الدولة: United Arab Emirates
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: خاطرة حول الظلم

    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
    ثلاث لا يرد دعوتهم
    الإمام العادل والصائم حتى يفطر و دعوة المظلوم
    صححه الألباني

  3. #3
    عضو برونزي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    4,302
    الدولة: United Arab Emirates
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: خاطرة حول الظلم

    الظلم معناه: مجاوزة الحد، ووضع الشيء في غير موضعه

    وهو أنواع شتى، وله صور كثيرة، ووجوه متنوعة عديدة، ولكن يمكن إجمالها في ثلاثة أقسام:

    الأول: ظلم العبد نفسه بالإشراك بالله (الظلم الذي لا يغفر الله منه شيئاً).

    الثاني: ظلم العبد نفسه بمعصية الله (الظلم الذي لا يعبأ به شيئاً).

    الثالث: ظلم العبد لغيره من العباد (الظلم الذي لا يترك الله منه شيئاً).

    أما القسم الأول:

    إنه أقبح الظلم وأفحشه، قال الله ـ تعالى ـ: {إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]، وسئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك»(5)، فالشرك أعظم أنواع الظلم، ولهذا كان جزاء صاحبه أن يخلد في النار يوم القيامة، كما قال ـ تعالى ـ: {إنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْـجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِـمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة: 72].
    وكل ذنب قد يغفره الله ـ تعالى ـ إلا الشرك فإنه لا يُغفر لصاحبه، قال الله ـ تعالى ـ: {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِـمَن يَشَاءُ} [النساء: 48].
    ومن الشرك الأكبر المخرج من الملة: التقرب إلى الموتى وأصحاب القبور من الأولياء والصالحين وغيرهم، وذلك بدعائهم والاستغاثة بهم، والذبح والنذر لهم، والطواف بقبورهم، والحلف بهم تعظيماً لهم، واعتقاد النفع والضر فيهم، وأن لهم تصرفاً في هذا الكون، وقدرة على الدفع والرفع، والضر والنفع، والعطاء والمنع، كما هو الواقع في بعض بلاد الإسلام مع الأسف الشديد.

    القسم الثاني:

    هو ظلم العبد نفسه بمعصية الله والخروج عن طاعته؛ لأن حق الله ـ تعالى ـ على عباده أن يعبدوه ويوحدوه، ويطيعوه ولا يعصوه، ويشكروه ولا يكفروه، فإذا خالفوا ذلك كانوا من الظالمين.
    قال الله ـ تعالى ـ: {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِـمُونَ} [البقرة: 229]، وقال: {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [الطلاق: 1]؛ أي: أساء إليها، وذلك بتعريضها لسخط الله ـ تعالى ـ ومقته، وأخذه وسطوته.
    قال ميمون بن مهران: «إن الرجل يقرأ القرآن، وهو يلعن نفسه، قيل له: وكيف يلعن نفسه؟ قال: يقرأ: {أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِـمِينَ} [هود: 18]، وهو ظالم»(1).
    والله ـ تعالى ـ غني عن عباده، لا تنفعه طاعة المطيعين، ولا تضره معصية العاصين، إنما ينفعون أنفسهم أو يضرونها، قال الله ـ تعالى ـ: {مَنْ عَمِلَ صَالِـحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]، {وَمَن جَاهَدَ فَإنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت: 6].
    فمن أشرك بالله أو عصاه، فإنه لا يظلم إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً، كما قال ربنا ـ عز وجل ـ: {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [البقرة: 57].
    وفي الحديث القدسي: «يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم؛ ما زاد ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم؛ ما نقص ذلك من ملكي شيئاً. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته؛ ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفّيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومنّ إلا نفسه»(2).

    القسم الثالث:

    هو ظلم العبد لغيره من العباد، وهو محل البحث هنا، وهو أشهر أنواع الظلم وأكثرها.
    وهذا القسم أغلظ من سابقه، وأعظم إثماً، وأسوأ عاقبة، ولا يمكن الخروج منه والتخلص من شؤمه وإثمه بمجرد الإقلاع والندم، بل لا بد من استحلال صاحبه، ورد حقه إليه. ومَن الذي يضمن لنفسه أن يحله المظلوم ويبيحه، إذا استحله واستباحه؟! فنسأل الله ـ تعالى ـ أن يعيذنا من ظلم العباد، وألا يجعلنا في القوم الظالمين.
    قال سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ: «إن لقيت الله ـ تعالى ـ بسبعين ذنباً فيما بينك وبين الله تعالى؛ أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد»(3).
    وذُكر عن أبي بكر الوراق أنه قال: «أكثر ما ينزع الإيمان من القلب: ظلم العباد»(4).
    وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: «والظلم عند الله ـ عز وجل ـ يوم القيامة له دواوين ثلاثة: ديوان لا يغفر الله منه شيئاً، وهو الشرك به، فإن الله لا يغفر أن يُشْرَك به.
    وديوان لا يترك الله ـ تعالى ـ منه شيئاً، وهو ظلم العباد بعضهم بعضاً، فإن الله ـ تعالى ـ يستوفيه كله.
    وديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه ـ عز وجل ـ، فإن هذا الديوان أخف الدواوين وأسرعها محواً، فإنه يُمحى بالتوبة والاستغفار، والحسنات الماحية، والمصائب المكفــرة، ونحــو ذلك. بخلاف ديــوان الشـرك؛ فإنه لا يُمحى إلا بالتوحيد. وديوان المظالم لا يُمحى إلا بالخروج منها إلى أربابها واستحلالهم منها»(5).
    وما ذكره ابن القيم ـ رحمه الله ـ هـو معنى حــديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الدواوين ثلاثة: فديوان لا يغفر الله منه شيئاً، وديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً، فأما الديوان الذي لا يغفر الله منه شيئاً: فالإشراك بالله عز وجل، قال الله ـ عز وجل ـ: {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِـمَن يَشَاءُ} [النساء: 48]، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً قط: فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً: فمظالم العباد بينهم، القصاص لا محالة»(6).
    وقد حذَّر الله عباده من الظلم والتظالم، فقال في الحديث القدسي: «يا عبادي، إني حرَّمُت الظلم على نفسي وجعلتُه بينكم محرماً؛ فلا تظالموا»(7).
    فلا يجوز لأحد كائناً من كان أن يظلم عباد الله، ويؤذيهم ويضارهم، ويتجنى عليهم، ويعتدي على مصالحهم، وينتهك محارمهم. كما لا يجوز له أن يمنعهم حقوقهم، ويبخسهم أشياءهم، ويقصِّر فيما يجب عليه تجاههم، فإن الخلق خلق الله، وأحبهم إليه أنفعهم لهم، وخير الناس أقومهم بمصالح الناس. وقد أوجب الله على المؤمنين أن يكونوا إخوة متحابين، متراحمين متكاتفين، متواصلين متعاطفين، بل قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»(1).
    فإذا كان المؤمن لا يكمل إيمانه الكمال الواجب، ولا تبرأ ذمته حتى يحب لإخوانه ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه(2)، ويعاملهم بمثل الذي يحب أن يعاملوه به، فكيف يجوز له ظلمهم، ومنعهم حقوقهم، وأذيتهم والبغي عليهم، والتعدي على أبدانهم أو أعراضهم أو أموالهم؟!
    خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر في حجة الوداع في مجمع عظيم شهده أكثر من مائة ألف مسلم، فقال: «أتدرون أي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسمّيه بغير اسمه، قال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى. قال: أي شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسمّيه بغير اسمه، فقال: أليس ذا الحجة؟ قلنا: بلى. قال: أي بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسمّيه بغير اسمه، قال: أليست بالبلدة الحرام؟ قلنا: بلى. قال: فإن دماءكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقون ربكم، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد! فليبلغ الشاهد الغائب، فرُبَّ مبلغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض»(3).
    وقال عليه الصلاة والسلام: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه»(4)

  4. #4
    عضو الصورة الرمزية ZaraLinks
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    985
    الدولة: Australia
    معدل تقييم المستوى
    27

    رد: خاطرة حول الظلم

    السلام عليكم
    شكرا لكم اخوتي للتذكره والموعظه الحسنه ومااحوجنا دوما لمن يذكرنا النجاه في الاخره
    نسئل الله ان تكون في سجل حسناتكم ان شاء الله

    ____________



  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    751
    الدولة: Qatar
    معدل تقييم المستوى
    17

    رد: خاطرة حول الظلم

    جزاك الله خير

    الطالم عمره ما يشم ريحة التوفيق وله يوم سيأتيه ولو بعد حين
    (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر).

  6. #6
    إداري سابق
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    المشاركات
    18,891
    معدل تقييم المستوى
    121

    رد: خاطرة حول الظلم

    اليوم سمعت في التلفاز كلمة هزتني، بحثت عنها الآن في الانترنت فوجدتها أطول مما قرأته وهو:
    (يوم المظلوم على الظالم , اشد من يوم الظالم على المظلوم . و يوم العدل على الظالم , اشد من يوم الجور على المظلوم)

  7. #7
    عضو برونزي الصورة الرمزية one-zero
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    8,296
    معدل تقييم المستوى
    65

    رد: خاطرة حول الظلم

    الظلم هو
    امتحان و اختبار للمظلوم
    وغضب من الله على الظالم
    [CENTER][SIZE=4]{[COLOR=red]وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ[/COLOR]}[/SIZE][SIZE=4]…[/SIZE][SIZE=6][SIZE=4](الأنفال:30)
    [URL="https://www.facebook.com/pages/yasserauda/215036411882800"]للتواصل معي عبر الفيس بوك اضغط هنا
    [/URL][URL="https://www.youtube.com/watch?v=37LoZWjv1HE&feature=player_profilepage"][/URL][URL="https://www.facebook.com/pages/yasserauda/215036411882800"] صفحتي الخاصه على الفيس بوك
    [/URL][URL="https://www.facebook.com/pages/Mentored-Learning-New-Horizons-Dubai/234720379925819"]صفحة التعليم الارشادي على الفيس بوك
    [/URL][URL="https://www.youtube.com/user/yasserramzyauda"]قناتي على اليوتيوب
    [/URL][/SIZE][/SIZE][SIZE=3][URL="https://yasserauda.blogspot.com/"]مدونتي الخاصه[/URL][/SIZE][/CENTER]

  8. #8
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    404
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: خاطرة حول الظلم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kimo مشاهدة المشاركة
    أرجو من كافة طاقم الإدارة عدم الرد على العضو Mado _zr في أي موضوع أو استفسار أو إبلاغ عن مشاركة أو حتى طلب في قسم الشكاوى والإقتراحات.

    بعض الأعضاء لا يكون عقابهم بالحرمان، بل بالتجاهل التام وكأنهم غير موجودين.
    ألف شكر .

  9. #9
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    404
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: خاطرة حول الظلم


    ممكن تعدوا معايا :

    هل لديك كل هذا الوقت الفارغ ؟؟
    لكنك مستفز وتجر بعض المشرفين إلى ساحة نقاش حمقاء


    بمثل هذه الردود السخيفة والحمقاء والنقاشات الواهية والجوفاء.
    أنت ومن على شاكلتك تمثلون عبئا على مجتمع كامل قبل أن تكونوا عبئا على أنفسكم
    تتركون كل شيء وتقفون عند كل ما هو تافه وأحمق وتقفون بالمزامير.
    وتأبى إلا أن تغلق فمك وكأنك مناضل
    وكم من وقت تمضيه في كتابة (لا شيء)
    ويشفيك مما مسك وأصابك.
    عديتوا معايا , جاوبوا على السؤال ده .
    مين اللى محتاج عقوبة ؟

  10. #10
    عضو برونزي الصورة الرمزية one-zero
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    8,296
    معدل تقييم المستوى
    65

    رد: خاطرة حول الظلم

    عديتوا معايا , جاوبوا على السؤال ده .
    مين اللى محتاج عقوبة ؟
    اكيد انت
    فاسمح لي بتلبية احتياجك هذا


    تخريب موضوع وتحويل مساره هي غوغائيه بالمناسبه
    [CENTER][SIZE=4]{[COLOR=red]وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ[/COLOR]}[/SIZE][SIZE=4]…[/SIZE][SIZE=6][SIZE=4](الأنفال:30)
    [URL="https://www.facebook.com/pages/yasserauda/215036411882800"]للتواصل معي عبر الفيس بوك اضغط هنا
    [/URL][URL="https://www.youtube.com/watch?v=37LoZWjv1HE&feature=player_profilepage"][/URL][URL="https://www.facebook.com/pages/yasserauda/215036411882800"] صفحتي الخاصه على الفيس بوك
    [/URL][URL="https://www.facebook.com/pages/Mentored-Learning-New-Horizons-Dubai/234720379925819"]صفحة التعليم الارشادي على الفيس بوك
    [/URL][URL="https://www.youtube.com/user/yasserramzyauda"]قناتي على اليوتيوب
    [/URL][/SIZE][/SIZE][SIZE=3][URL="https://yasserauda.blogspot.com/"]مدونتي الخاصه[/URL][/SIZE][/CENTER]

  11. #11
    مشرف سابق الصورة الرمزية elbass
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    1,318
    الدولة: Egypt
    معدل تقييم المستوى
    59

    رد: خاطرة حول الظلم

    جزاك الله خيراً
    ما أجملها من موعظة وتذكرة فى نفس الوقت

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 24-08-2012, 13:29
  2. مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 13-04-2009, 12:30
  3. خاطرة حول العمل في الشبكات و شركات الاتصالات
    بواسطة hatim2008 في المنتدى الأرشيف
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 16-08-2008, 14:06
  4. مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 08-01-2006, 13:21
  5. يا أخوان // علي2060 / ابن الولاية /خاطرة الزمان /mdhtaha...
    بواسطة Ab0_Feras في المنتدى الأرشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 21-04-2005, 18:19

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •