الإيحاء الخفى (أوالمحجوب)
الإيحاء الخفى (subliminal) هو إيحاء يخاطب العقل الباطن فقط. و فديكون على شكل كلمات مدفونة فى قطعة موسيقية أو صورة تظهر و تخفى بسرعة كالوميض فىفيلم بحيث لا يدرك المتفرج أنه شاهدها.
و معظم شرائط الموسيقى الخاصة ببرمجةالعقل الباطن تحتوى على كلمات إيحائية مسجلة بصوت منخفض. و فى إعتقادى أن هذهالطريقة غير مؤثرة لأن الصوت الذى يكون مستواه أضعف من مستوى سمع الأذن لا يمكن أنيؤثر فى المستمع.
و فى بداية عهد برمجة العقل الباطن (أو اللاوعى) كانتكلمات البرمجة تنطق بنفس مستوى صوت الموسيقى و لا يمكن للعقل الواعى أن يميزها ولكن يمكن كشفها بواسطة أجهزة الكترونية.
و لكن للأسف مخترع هذه الطريقة فامبتسجيلها و قد حاولت أن أشترى منه حق إستعمالها و لكن المفاوضات معه باءتبالفشل.
و فيما بعد تمكنت من الحصول على نسخة من الإختراع المسجل و طلبت منمجموعة من مهندسى الصوت الموهوبين فى هوليوود أن يبتدعوا طريقة أخرى توصل لنفسالنتيجة و قد قاموا بتحقيق طلبى و ابتدعوا طريقة لا يمكن كشفها حتى بأحدث ألأجهزةالإلكترونية!
و قد توصلنا إلى هذه الطريقة بسرعة و سهولة جعلتنى أتساءل عنمدى التقدم الذى أحرز فى هذا المجال من قبل مؤسسات الإعلانات و الحكومة التى تكرسإمكانيات ضخمة من المال و الخبراء للبحوث و لتطوير هذه الطرق.
فمن المستحيلأن نكتشف الإيحاءات التى يمطرونا بها فى الإعلانات و الأغانى أو حتى فى الخطب التىقد تحتوى على صوت مخفى وراء الكلمات المسموعة.
و السؤال المهم هنا هو: هلبرمجة العقل الباطن فعالة؟
و انا أؤكد لكم أنها فعالة لدرجة كبيرة. و تأكيدى لمينجم عن ردود أفعال الذين إستعملوا شرائطى الصوتية فقط بل أيضا عن الإحصائيات التىأعدها الخبراء الذين يضعوا هذه الإيحاءات وراء الموسيقى التى تسمعها فى المحلاتالكبرى (السوبر ماركت) و التى كانت الرسالة الأساسية فيها هى: لا تسرق – و قد أفادتهذه الإحصائيات أن نسبة السرقات إنخفضت بمعدل 37 فى المائة فى خلال الشهور التسعةالأولى من بدء هذه التجربة.
و فى العام الماضى (1984) ذكر مدير معمل "علمالنفس الفيسيولوجى المعرفى" (Laboratory for Cognitive psychophysiology) بجامعةإلينوى أن نتائج أبحاث المعمل تؤكد فعالية برمجة اللاوعى عن طريق الشرائطالمسموعةو أنها صالحة للإستخدام ****لة لإنقاص الوزن و علاج الإدمان كما تستخدم وسائلالتنويم المغناطيسى و البرمجة العصبية اللغوية (Neuro-Linguistic Programming)
سوء إستغلالالجماهير:
فى إمكانى أن أقص عليكم عدد كبير من الحالات التى تدعم فاعليةبرمجة العقل الباطن عن طريق الإيحاء الخفى و لكنى سأستغل الوقت المتاح لى اليوملأحذركم من طريقة اكثر غموضا و أدق من الإيحاء الخفى.
لقد تعرضت شخصيالتجربة الجلوس فى قاعة فى لوس أنجليس إجتمع فيها أكثر من عشرة آلاف شخص للإستماعلشخص يتمتع بقدر كبير من الكاريزما.
و بعد أن دخلت القاعة بحوالى 20 دقيقةأيقنت أننى سأكرر دخولى فى - و خروجى من - حالة الوعى البديلة. و قد حدث نفس الشئللأشخاص الذين كانوا فى صحبتى و حيث أن هذا هو عملنا و تخصصنا فقد كنا على يقين تامبما يجرى حولنا بعكس باقى الحاضرين الذين لم يشكوا فى الأمر.
و الظاهرةالوحيدة التى فتحت عينى إلى ما يجرى حولنا هى موجات الصوت ذات الذبذبة بين 6 و 7ذبذبات فى الثانية (المتوافقة مع موجات ألفا) و الصادر من أجهزة تكييف الهواء. وهذاالصوت يزيد إلى حد كبير من إستعداد الحاضرين لتقبل الإيحاء.
و تؤكدالإحصائيات أن 10 إلى 25 فى المائة من الجماهير لديهم المقدرة على الوصول إلى حالةمن الوعى البديل تجعلهم يتقبلوا إيحاءات المبرمج و يأخذونها على أنها أوامر واجبةالتنفيذ.
الفيبراتو Vibrato:
الفيبراتو هو الرجفة التى تسببها بعضالأصوات أو الآلات الموسيقية ذات ذبذبة معينة تؤدى إلى إنتقال المستمع إلى حالةالوعى البديلة . و فى فترة من فترات التاريخ الإنجليزى كان كل من يتمتع بهذهالخاصية من المغنيين يمنع من الأداء أمام الجمهور لأنه كان ينقل المسمتمعين إلىحالة بديلة تؤدى بهم إلى أحلام اليقظة و التى تكون غالبا جنسية الطبع.
والذين حضروا حفلات الأوبرا و استمعوا ل"ماريو لانزا" يعرفون هذه الظاهرة و هم علىعلم بمدى تأثير هذا المغنى على الجماهير.
الموجات ذات التردد المنخفض جدا ELF) Extra low frequency)
دعونى ان أخوض فى هذه التوعية بمزيد من التعمق. الموجات ذات التردد المنخفض جدا هى موجات كهرومغناطيسية غير مسموعة. و من أهمالتطبيقات التى تستخدم فيها هى الإتصال مع الغواصات. و قد قام أحد الباحثينالمرموقين بعمل تجربة بغرض تنبيه المسئولين الأمريكيين إلى إستخدام السوفييت لهذهالموجات.
و تتلخص التجربة فى تجهيز مجموعة من المتطوعين بأجهزة رسام المخ EEG ووضعهم داخل حجرة معدنية لا تسمح للموجات العادية باختراقها ثم قام بتعريضالحجرة لموجات ال ELF. و هذه الموجات تستطيع أن تخترق الأرض و بالطبع تستطيع أن تمرخلال الجدران المعدنية. ثم قام الباحث بمراقبة الأشخاص ووجد أن 30% منهم قد تم "الإستيلاء عليهم" فى خلال 6 إلى 10 ثوانى.
و "الإستيلاء عليهم" تعنى أنتصرفاتهم تبعت ما كان متوقع منهم بالضبط!
فالموجات ذات التردد 6 ذبذبة فىالثانية أو أقل سببت إضطراب شديد فى الناحية العاطفية و الوظائف الجسدية.
والموجات ذات التردد 8,2 (ثمانية و إثنين من عشرة) ذبذبة فى الثانية سببت لهم شعوربالهدوء و السعادة و كأنهم أمضوا ساعات طويلة فى التأمل و التفكر(Meditation)
و الموجات من 11 إلى 11,3 ذبذبة أدت إلى شعور بالإكتئاب الذى أدى بدوره إلىنوع من الإثارة و الرغبة فى إحداث الشغب.
ال Neurophone
الدكتورباتريك فلانجان صديق لى أدرجته مجلة "لايف" كواحد من أكبر العلماء فى العالم فىأوائل الستينات و كان وقتها لا يزال فى سن المراهقة. و من ضمن إختراعاته جهاز أطلقعليه إسم ال Neurophone و هو عبارة عن جهاز إلكترونى يستعمل لبرمجة العقلبالإيحاءات عن طريق الجلد مباشرة. و عندما حاول تسجيل إختراعه طلبت منه الحكومةالأمريكية أن يثبت فاعلية الجهاز و لما أثبتها قامت وكالة الأمن القومى بمصادرته. وتمكن باتريك من إستعادة إختراعه بعد سنتين من المعارك القضائبة.
و هذاالجهاز لا يعتمد على صوت أم صورة فهو يوضع على الجلد. و يقول باتريك أن جلد الإنسانيتمتع بحواس خاصة و به أجهزة إستقبال تشعر بالحرارة و اللمس و الألم و و الذبذبات والمجالات الكهربية أكثر من أى عضو آخر من أعضاء الجسم البشرى.
و فى أحدالتجارب قام باتريك بتقديم ندوتين مماثلتين لمجموعتين من العسكريين فى ليلتينمتتاليتين و ذلك لأن القاعة لم تتسع للجميع فى ندوة واحدة.
المجموعة التىحضرت الندوة الأولى قابلته ببرود و لم تتجاوب معه مما دعا باتريك لتحضير شريط صوتىخاص للمجموعة الثانية حثهم فيه على أن يستقبلوه بحرارة و أن يكونوا أكثر تجاوبا معهو ان يشعروا بنوع من ال"تنميل" فى أيديهم. و تم إذاعة الشريط عن طريق ال Neurophone الذى وصله بأسلاك كهربائية علقها فى سقف الحجرة. و لم يكن هناك مكبرات صوتية فلمتكن هناك أى أصوات مسموعة إلا أن الرسالة وصلت بنجاح للمستمعين عن طريق الأسلاكالكهربائية فاستقبلوه بحرارة و شعرت أيديهم بالتنميل و استجابوا لتعليمات الندوةبطرق أخرى لا أستطيع ذكرها هنا.
ملحوظة: قمت بعمل بحث عن هذا الجهاز و هوموجود فعلا فى السوق و يباع بأسعار تتراوح بين 450 و 550 دولارأمريكى.
وسائل الإعلام و أسر الجماهير
كلما زادتمعرفتنا بكيفية عمل الجنس البشرى عن طريق التكنولوجيا الحديثة زاد علمنا بطرقالسيطرة عليه و التحكم فيه.
و أكثر ما يقلقنى الآن هو أن أسر الجماهير عنطريق وسائل الإعلام أصبح الآن حقيقة واقعة. فجهاز التليفزيون الموجود فى حجرةالمعيشة أو حجرة النوم يؤدى وظيفة تتجاوز مجرد الترفيه أو التسلية.
قبل أنأسترسل فى الحديث دعونى أن ألفت نظركم إلى أنك إذا إنتقلت إلى حالة وعى بديلة فأنتتنقل عملية التفكير إلى النصف الأيمن من المخ و هذا يؤدى إلى إفراز الجسم لموادمخدرة مثل ال Enkephalins و ال Beta-endorphins و هى تشبه لحد كبير نباتات الحشيش والأفيون. بمعنى آخر فهى تؤدى إلى الشعور بنوع من السعادة.
و قد أثبتت البحوثأن نشاط النصف الأيمن من المخ يفوق نشاط النصف الأيسر بمعدل الضعف أثناء مشاهدةالتليفزيون. أو بمعنى آخر فإن الشخص يكون فى حالة تخدير أكثر مما يكون فى حالة وعىكاملة أى أنه كان يحصل على حصته من ال Beta-endorphins.
و فى بحث بأحدمستشفيات ولاية ماساشوستس قام الباحث بتوصيل أجهزة رسام المخ EEG ببعض المشاهدينصغار السن و فى نفس الوقت و صلها بجهاز التليفزيون بحيث تقوم بإطفاء التليفزيون إذاارتفعت نسبة موجات ألفا الصادرة من المخ عن مستوى معين. و النتيجة هى أن عدد قليلجدا من المشاهدين تمكنوا من إبقاء التليفزيون شغال لأكثر من 30 ثانية. و زيادة حالة "التخدير" التى وقع فيها المشاهد تتم بوضع إطار (صورة واحدة) لونه أسود بعد كل 32إطار فى الفيلم الذى يعرض. و يؤدى ذلك إلى إرسال 45 نبضة كل دقيقة ليستقبلها العقلالباطن و تزيد من حالة التخدير.
و هذا يجعل العقل أكثر تقبلا للإعلانات ألتىتأتى بعد ذلك. و هناك نسبة مرتفعة من المشاهدين على استعداد لتقبل أى إيحاءات علىأنها أوامر إن لم يكن فيها ما يخل بمبادئهم أو معتقداتهم الدينية أو سلامتهمالشخصية.
فأسر الجماهير عن طريق وسائل الإعلام أصبح الآن حقيقة واقعة. فببلوغ الطفل سن ال 16 سنة يكون قد شاهد ما بين 10000 ال 15000 ساعة من برامجالتليفزيون حيث أن متوسط ساعات المشاهدة فى البيت الأمريكى هو 6 ساعات و 44 دقيقة وهذا المتوسط فى إرتفاع مستمر (فهو الآن 3 أضعاف المتوسط فى السبعينات).
لقدكشفت فى هذه الندوة عن قمة "جبل الجليد" فقط فإذا جمعت بين الإيحاءات الخفيةالمدسوسة فى الموسيقى و المسموعات عموما و الأفلام المرئية فيمكنك أن تدرك مدىفعالية هذه المؤثرات فى غسيل المخ و إن كنت تعتقد أن هناك قوانين ضد إستعمال هذهالطرق فأنت مخطئ لأن هناك أشخاص أقوياء فى مواقع السلطة يفضلون أن تبقى الأشياء علىما هى الآن
===================
منقول
المفضلات