بسم الله الرحمن الرحيم
اثناء بحثى على الانترنت وجدت هذه المقاله بالصدفه و قلت اشاركم به فانا اول مرة اسمع عن
هذا المجال و ادهشنى كثيراا

الحشرات الشاهد الاول فى جرائم القتل

أول من يحضر إلى الجثة من الحشرات بعد دقائق من الموت، هي الذبابة المنزلية العادية، وهي ستحدد بسرعة ما إذا كانت الجثة مكاناً مناسباً لوضع بيضها، وإن كان مصدراً جيداً لغذاء اليرقات بعد التفقيس، وهي على وشك أن تقوم بعملية لها أهمية أساسية بالنسبة لعالم الحشرات الجنائي.

عندما تضع الذبابة بيضها يبدأ توقيت الساعة الحيوية، وهو الفترة الزمنية المطلوبة لنمو البيضة لتصبح يرقة، ومن ثم ذبابة راشدة وهي فترة زمنية معلومة.
عادة ما تستغرق عشرة أيام، يمكن لعوامل كالحرارة أن تؤثر على هذه العملية، ولكن بتحديد مرحلة نمو الحشرة يمكن للخبراء أن يقدروا عمرها، ويربطوها بالفترة الزمنية لموت صاحب الجثة.
إذا ما وُجدت جثة مغطاة باليرقات يمكننا عندئذ تحليل وتحديد نوع اليرقات، ويمكننا تحديد عمر هذه اليرقات، وبالتالي تحديد الوقت الذي استعمرت فيه الجثة.
تعطينا مخلوقات مثل الذباب الفرصة لتحديد وقت الموت، وإن كان متأخراً.
إن عالم الأمراض يستطيع تحديد وقت الموت بدقة إذا لم يمضِ عليه اثنتان وسبعون ساعة، ومن هنا يستطيع عالم الحشرات زيادة بُعد إضافي.


عندما تعثر ذبابة ما على إحدى الجثث فإنه ستبحث عن مكان مناسب لوضع بيضها بما في ذلك الفتحات كالفم والأنف وما إلى ذلك، ولكن إذا كان الشخص قد أصيب بجروح نتيجة عيار ناري أو طعنة سكين فمن المرجح أن تضع الذبابة بيضها في موضع الجرح.
عندما ترى شيئاً غير طبيعي كأن تصبح راحة اليدين فجأة مركزاً لحركة الحشرات هذا غير طبيعي، لابد أن شيئاً قد حل بها.
الذبابة لن تضع بيضها هناك، ولن تتمكن اليرقات من اختراق الجلد، فسنرى في الغالب هذا الغزو المستمر المرتبط بالجراح الدفاعية.
هذا هو الجيل الأول الذي التهم الجثة.
المشوق هو أنه على الرغم من المعرفة الكثيرة عن مراحل البلوغ عند الذباب فإن مراحل النمو بما في تلك اليرقات ليس معروفة بالكامل، لذلك هناك الكثير من البحوث من أجل تطوير معرفتنا بهذه المراحل، من خلال علم التشكيل والنظر في مجهر كهذا، وباستخدام الأساليب الجزئية الحديثة.
ربح علم الحشرات الجنائي معركته ونال الاعتراف الذي يستحقه، وستستمر الأبحاث العلمية.
أصبحت الشرطة والمحاكم تقبل مدلولاته، وربما سيصبح علماً شائعاً لدرجة أن عناصر الشرطة سيتمكنون من تحليل العينات على الأرض بأنفسهم.

ونعرف جميعنا مدي تعقيد وظيفة الطبيب الشرعي و خاصة في جرائم القتل
وتحديد زمن الوفاة و أداة الجريمة و غير ذلك مما يفيد البحث الجنائي....

و لكن هل سمعتم من قبل عن علم الحشرات الجنائي Forensic Entomology؟ والذي يعتبر فتحا في مجال الكشف عن الجرائم .. أي نوع من الجرائم؟ و كيف يقومون بالكشف عنها؟ هذا هو موضوعنا ياسادة......

عالم الحشرات الجنائي عادة يعمل في ثلاثة جوانب : الطب الشرعي ,و الطب المدني ,و تلوث المواد المحفوظة.... نتحدث منها عن الجانب الأول.....

في الطب الشرعي عمله يتعلق بتعفن الجثث و أنواع الحشرات التي يمكن أن تجدها , بمعني أدق أن عملهم يعتمد بالدرجه الأولي علي ظاهرة التدويد وتعفن الأنسجة و لذلك تجد أنه من الصعب أن يجيد أحدهم عمله في المناطق البارده المتجمدة......

كيف يستطيع عالم الحشرات الجنائي الكشف عن زمن الوفاة ؟ إن هذا يتعلق بالجزء الخاص بتحولات النمو و وزن اليرقات ... و لذلك تلزم الدقة في التعامل اليرقات ...فلابد أن توضع اليرقة في ماء مغلي لمدة عشر ثوان ثم تغمس في الإيثانول..... ثم بعد ذلك يدخل العالم في سلسلة من من الحسابات المعقدة ليصل في النهاية لتحديد وقت الوفاة بدقة متناهية.......

طبعا - و ككل علم - فإن علم الحشرات الجنائي له محاذير يجب أن توضع في الإعتبار فالجثة التي تحتوي علي الكوكايين تنمو اليرقات فيها بشكل أسرع....و أيضا هناك من يدهن جثة القتيل بالمراهم ليعطل من نمو اليرقات .

و هناك أيضا فنيات خاصة مفيدة جدا فمثلا :بعض أنواع الذباب لا يضع بيضه إلا في أما كن مغلقة ... فلو وجدت جثة في العراء وعليها بيض هذا الذباب فهذا دليل واضح علي أن الجريمة تمت في مكان مغلق ثم تم نقل الجثة للعراء ... و كذلك العكس الجثة التي تنقل من العراء لمكان مغلق هذه أشياء يكتشفها عالم الحشرات الجنائي بسهولة مطلقة ... و كذلك الجثة التي يتم تجميدها ثم نقلها تفتضح بسهولة لأنه لا تنمو بها يرقات ولا يوجد عليها بيض.

و هناك نقطة أخري خاصة بهذا العلم وهي حوادث السير مثل الحوادث التي تنتج من دخول نحلة إلي السيارة.. عالم الحشرات الجنائي يستطيع الكشف عن هذا ..

و أيضا قدرتهم علي تحديد المناطق التي مشت بها السيارة عن طريق الحشرات الملتصقة بالزجاج و الرادياتور...

و أيضا جزء متعلق بالكشف عن المخدرات و ذلك عند ضبط حشيش أو بانجو ( مخدرات مزروعة) يمكن تحديد مكان الزراعة بالضبط عن طريق الحشرات...

بقي أن أقول أن أول من إستخدم هذا العلم هم - طبعا - سكوتلانديارد ( الشرطة البريطانية) سنة 1935....


هكذا نري أن العلم لا يتوقف عن أي حدود و سنظل منبهرين بكل جديد فيه إلي أن نموت!!