رحب محللون ومراقبون بخطة إسرائيلية اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بالاتفاق مع الدول الكبرى تقضي بالانسحاب
من هضبة الجولان السورية المحتلة. وقال أولئك المحللون إن من شأن المضي في ذلك الخيار أن يخفف من الضغوط
على تل أبيب بشأن تعثر العملية السلمية علاوة على تبديد المخاطر العسكرية والتهديد الإستراتيجي في الجبهة
الشمالية.
وكان موقع "دبكا" الإلكتروني المقرب من المخابرات الإسرائيلية قد كشف النقاب مؤخرا عن قيام المبعوث الأميركي
جورج ميتشل خلال زيارته سوريا في 17 سبتمبر/أيلول الجاري بتسليم الرئيس السوري بشار الأسد خريطة للانسحاب
من هضبة الجولان قام بصياغتها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وبحسب الموقع، فإن نتنياهو أعد الخريطة بالتنسيق مع وزير الدفاع إيهود باراك، وقام نتنياهو بعرضها على الرئيس
الأميركي باراك أوباما خلال لقائهما في السادس من يوليو/تموز بواشنطن، ثم عرضها على الرئيس الفرنسي نيكولا
ساركوزي.
ووفقا للخريطة، سينسحب الجيش الإسرائيلي من الجولان حتى "خط التلال"، والذي يعتبر من الناحية السياسية
انسحابا، أما من الناحية العسكرية فيبقى الانسحاب حتى هذه النقطة خيارا تكتيكيا بيد إسرائيل، وهو السيطرة
العسكرية على الهضبة مجددا وبسرعة فائقة، إذا ما انهارت التسويات السياسية والعسكرية بين البلدين.
مصلحة إسرائيلية
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي يؤاف شطيرن للجزيرة نت إن "أغلبية ساحقة من الجمهور الإسرائيلي يعتقدون
بأن حل القضية الفلسطينية مستحيل، وعليه يفضلون المسار السوري كونهم لا يعتبرون الاحتلال للجولان أيديولوجيا،
وبموجب ذلك فالتوصل لسلام مع سوريا في غاية السهولة".
وأضاف "بالذات في هذه الظروف، فإن من مصلحة إسرائيل التوجه لسوريا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، خصوصا أنه
يمكن التوصل إلى اتفاق دون دفع ثمن مؤلم مقارنة مع المسار الفلسطيني".
وأشار شطيرن إلى أن أوساطا كثيرة بإسرائيل تؤيد التوجه لسوريا خصوصا المؤسستين الأمنية والعسكرية، كون ذلك
سيبدد المخاطر العسكرية والتهديد الإستراتيجي من لبنان.
وأكد أن "المجتمع الإسرائيلي على يقين بأن السلام مع سوريا ليس بديلا عن المفاوضات مع الفلسطينيين، لكن ذلك
من شأنه تخفيف الضغوطات عن إسرائيل وتعزيز موقفها دوليا. ورغم عدم وضوح مواقف نتنياهو من المسار السوري،
كنت سأستغل هذه الفرصة لوضعه بامتحان حقيقي".
بدوره أعرب الناشط الاجتماعي بالجولان المحتل المحامي مجيد القضماني عن ثقته بأن السلام مع سوريا هو مصلحة
إسرائيلية قبل أن تكون عربية، لكن لا يوجد أمام الجانب الإسرائيلي الكثير من الخيارات، على حد قوله.
وأضاف أن أمامه طرحين: إما التوصل لسلام وفق القرارات والشرعية الدولية، أو استعادة الجولان كاملا بالحرب، معربا
عن اعتقاده أن الإسرائيليين درسوا الأمر، وأيقنوا بأن فرصة من هذا القبيل قد لا تسنح دائما، فالتوصل لآي حل سيتم
فقط في إطار عربي شامل، ولا يمكن تجزئة الصراع مثلما تسعى إسرائيل.
شرط السلام
وخلص القضماني إلى أن التصريحات لوحدها غير كافية، ويجب أن تختبر على أرض الواقع، فالشيء المؤكد أن سوريا ما
زالت ثابتة على مواقفها، وهو استعادة الجولان كشرط للسلام.
يذكر أنه وعقب زيارته لسوريا، صرح ميتشل لإذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن الفرصة سانحة أكثر من أي وقت مضى
للتفاوض مع سوريا، والتي ستؤدي في نهاية المطاف إلى الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من الجولان.
كما زار المبعوث الفرنسي جان كلود كور سان سوريا في الثالث عشر من الشهر الجاري، والتقى وزير الخارجية وليد
المعلم، وفور انتهاء اللقاء أبلغ قصر الإليزيه والبيت الأبيض، بأن الطريق مفتوحة أمام ميتشل لزيارة دمشق، لاستئناف
المباحثات بشأن الخريطة.
وذكرت تقارير أن نتنياهو جدد شروطه على دمشق بضرورة وضع حد لتحالفها السياسي والعسكري مع إيران، ووقف
تأييد حزب الله، وحركات المقاومة الفلسطينية التي تمارس نشاطها في دمشق.
https://www.aljazeera.net/NR/exeres/...GoogleStatID=9
المفضلات