نظم عدد من شركات التسويق والتكنولوجيا فى مصر والعالم مؤتمر The Digital Boom المتخصص فى التسويق الإلكترونى، وكيفية استغلال الإنترنت تجارياً، وكشف المؤتمر عن أن عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر كان ٦ ملايين مستخدم فى ٢٠٠٦، ووصل إلى ١٦.٥ مليون مستخدم فى ٢٠٠٩، ويتوقع أن يصل إلى ٢٢ مليونا بنهاية عام ٢٠١٠. أوضح المؤتمر أن منطقة الشرق الأوسط تنفق ١٠٠ مليون دولار على التسويق الإلكترونى.
اجتاحت الموجة الإلكترونية الرقمية مصر لتعيد عمليا تشكيل الهوية الاقتصادية والثقافية للبلاد، ورغم بقاء عدد من التحديات، فإن مصر تبدو فى طريق لا رجوع فيه نحو اعتناق تلك التكنولوجيا، وصار الإعلام الرقمى سائدا فى جميع أوجه الحياة تقريباً فى الوقت الحاضر، كما أن شبكة الإنترنت صارت تستخدم على الصعيدين المهنى والاجتماعى.
يقول كون أودونل، العضو المنتدب وأحد مؤسسى شركة سرمدى للاتصالات «ساركوم» الرائدة فى مجال الإعلام الرقمى، إن استخدام شبكة الإنترنت تحول إلى عنصر لا يمكن الاستغناء عنه لأى جهة عمل فى الوقت الحالى. ويتابع: الناس فى يومنا هذا لا يتساءلون عما إذا كان يجب عليهم إنفاق أموالهم على التسويق الإلكترونى، بل عن مقدار ما سينفقونه وأين سيدفعونه.
يذكر أن إجمالى مستخدمى الإنترنت فى مصر قد ازداد من ١٤.٩ مليون فى نهاية الربع الثانى من ٢٠٠٩ إلى ١٩.٧ مليون فى نفس الفترة من العام ٢٠١٠، وذلك بحسب إحصائيات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية. ويعادل ذلك النمو نسبة ٣٢.٢ فى المائة.
فيما يعتقد المدير بشركة نيلسن أونلاين، دييجو سيمبرون، أن تلك الزيادة المذكورة تمثل اتجاه مصر لامتلاك مجتمع متصل بكفاءة، معبرا عن توقعه، أثناء مؤتمر «الانتعاش الرقمي»، والذى عقد الشهر الماضى لمناقشة تحديات عصر الإعلام الرقمى فى مصر، أن تصل المعدلات فى مصر إلى نظيرتها العالمية.
وتوضح دينا هاشم، العضو المنتدب بشركة «يو إم» أن ثمة نقصا فى المعلومات الدقيقة حول طبيعة مستخدمى الإنترنت، والتى تستخدمها الشركات من أجل استهداف عملائها المحتملين بحملات إعلانية وتسويقية. وتضيف أنه بالرغم من انتشار مستخدمى الفيس بوك، إلا أن هناك حاجة لمعرفة طبيعة هؤلاء المستخدمين كى يسهل تحديد الإعلانات التى قد تجذب انتباههم.
ويكشف وائل غنيم، مدير التسويق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشركة جوجل، أن نفقات المنطقة على الإعلانات الإلكترونية بلغت ١٠٠ مليون دولار خلال عام ٢٠٠٩، فيما كان إجمالى النفقات على الإعلانات بشكل عام ٨ مليارات دولار.
إلا أن تلك النسبة الضئيلة بدت قابلة للتغير. فعلى مدار السنوات القليلة الماضية، غزى الإعلام الرقمى البنوك، والمعاملات المالية، وقطاع العقارات، ومن المتوقع أن يتبع ذلك بتركيز أكبر على التسويق الرقمى. وهو ما يؤكده كريم خليفة، المدير التنفيذى لشركة ديجيتال ريبابليك، وهى وكالة إعلانية ذات فروع فى القاهرة ودبى. ويوضح خليفة أن الإعلام الرقمى الحديث يتسم بالفعالية من حيث استهداف الجمهور، والتفاعل معهم، واستخدام التشويق، بل ويتمتع بقاعدة عريضة من المتابعين.
وتعد شركتا كوكاكولا للمياه الغازية وموبينيل لاتصالات الهاتف المحمول من بين الشركات الأكثر تحقيقاً للربح بعد دمج وسائل الإعلام الإلكترونى فى خططهما التسويقية. يقول عمر مندور، المدير العام لفروع كوكاكولا فى كل من مصر، وليبيا، والسودان، متحدثا عما وصفه بقصة نجاح، إن الشركة نجحت فى الوصول إلى العملاء- خصوصا الجيل الجديد منهم - بشكل فعال وغير مسبوق. وتابع: «كان النظام فى الإعلام التقليدى المتبع فى الماضى هو توصيل رسالة إلى من المعلن إلى المستهلك، أما الآن، وبفضل وسائل التواصل الاجتماعى، صارت لدينا علاقة تفاعلية مع العميل تمكننا من الاستماع إلى آرائهم بشكل فعال وسريع».
ويقول مندور إن مثل ذلك الأسلوب يخلق أرضية خصبة للاستهلاك فى المستقبل، مؤكدا ان الإعلام الرقمى يسهل من وضع خطط طويلة الأمد تقود إلى علاقة استراتيجية مع المراهقين الذين سيقودون سوق المستهلكين فى المستقبل.
وكانت شركة كوكاكولا قد أطلقت حملة قناة خاصة بها على موقع يوتيوب فى ديسمبر من العام ٢٠٠٩، سجلت منذ ذلك الحين أربع ملايين مشاهدة. ويؤكد مندور أن اللجوء إلى شبكات التواصل الاجتماعى يعفى الشركة من الأعباء التى يفرضها الإعلان التليفزيونى.
ولكن تبقى بعض العقبات. يقول سيمبرون من شركة نيلسن إن التحديات تتركز فى تكوين وتوصيل الرسالة الإعلانية إلى المشاهدين، علاوة على تمويل استخدام الإعلام الرقمى. فيما يتعرض أودونيل من شركة سرمدى لعقبة أخرى، تكمن فى انقطاع التواصل بين الشركات والمعلنين بفعل استخدام عالم الإعلام الرقمى لمصطلحات فريدة خاصة به، مما يدفع الشركات للإعراض عن اقتحام هذا المجال.
ولكن بالرغم من تلك العقبة، يؤكد أودونيل على أهمية الإعلان الإلكترونى وضرورة وضع خطط طويلة الأمد، متابعاً: توفير الميزانيات ليس بالأمر الكافى، فعليك أن تفكر فى استراتيجية على المدى الطويل تستطيع من خلالها التعلم والتكيف فى مناخ متغير. سوف ترتكب أخطاء فى البداية، ولكنك ستتمكن لاحقاً من إدارة أمورك وتحقيق أرباح تعادل أرباح منافسيك مائة مرة. ويتوقع أودونيل انتعاش صناعة الإعلان الإلكترونى، مسببا بالتالى تهديدا للوسائل التقليدية، فيقول: «أؤمن بأن حمى متابعة المسلسلات فى شهر رمضان لن تتكرر مرة أخرى. فما حدث هو مجرد إهدار للمال وتفريق للجمهور، سوف يدخل التليفزيون باختصار فى حالة من المعاناة»، ويتابع: «سوف تمتد المعاناة كذلك إلى الصحف مالم تهتم الأخيرة بوضع استراتيجية ذكية للإعلان الرقمي».
فيما يعبر خليفة عن اعتقاده بأن الإعلام الإلكترونى لن يحل محل الوسائل التقليدية بشكل كامل، مؤكداً أن كليهما سوف يضطر لإكمال بعضهما البعض فى المستقبل.
يختلف معه غنيم من شركة جوجل، حيث يرى أن الإعلام الرقمى يمثل تهديدا حقيقيا للإعلام التقليدى، حيث تختلف العناصر ذات الشعبية فى كليهما.
شاهد فيديو مؤتمر The Digital Boom على موقع المصرى اليوم من خلال الرابط التالى:


https://www.almasryalyoum.com/ar/nod...A5%D9%A1%D9%A6