قالت تقارير إخبارية نقلتها العديد من المواقع المتخصصة فى تكنولوجيا المعلومات أنه يجرى حاليا الإعداد لجيل جديد بديل للبرامج المسؤولة عن التمهيد لبدء تشغيل الحاسبات والمعروفة حاليا باسم " Bios " ويحمل الجيل الجديد اسم " UEFI " ويتوقع الخبراء أنه سيجعل الحاسبات تبدأ التشغيل في خمس ثوان فقط بدلا عن عدة دقائق حاليا‏.‏
ويعد هذا التطور المثير بداية النهاية لعصر أو حقبة‏'‏ البايوس‏'‏ الممتدة منذ عام‏1979‏ وحتي الآن‏,‏ والتي ظل خلالها برنامج البايوس مسئولا عن التمهيد لتشغيل الحاسب وإخباره بأجهزة وبرامج المدخلات والمخرجات المثبتة عليه لكي يتعرف عليها ويبدأ في تجهيزها للعمل في دقائق‏.‏
والطريف أن نظام البايوس لم يعتقد مصمموه أنه سيستمر طويلا في العمل‏,‏ إلا أن العمل به استمر منذ عام‏1979‏ حتي الآن‏,‏ أي ما يقرب من‏25‏ عاما‏,‏ وحسب الشركة المصممة‏'‏ إيه إم أي‏',‏ فإن عصر البايوس قد انتهي خاصة أن الحوسبة بنظام‏64‏ بت قد انتشر استخدامها ومعظم الحاسبات المطروحة في الأسواق جنبا إلي جنب مع أنظمة التشغيل الحديثة تعمل بنظام‏64‏ بت‏.‏
وفي الواقع فإن التحديات التي يواجهها نظام البايوس كثيرة جعلت تغييره ضرروة‏,‏ ذلك لأن حجم برامج التشغيل الموروثة من التصميم الأصلي الحاسب‏-‏ حوالي‏2‏ تيرابايت من البيانات‏-‏ أصبح في الوقت الحالي مشكلة خاصة بالنسبة للذين يستخدمون ملفات الصور والفيديو الثقيلة بكثرة علي حاسباتهم‏.‏ التحدي الآخر هو انتشار الحاسبات اللوحية الصغيرة وكذلك الأجهزة الأخري والتي تحتاج إلي سرعة في بدء التشغيل كما أن العمل عليها بنظام تحكم يؤدي إلي حدوث مشكلات‏,‏ وسببها أن نظام البايوس يتوقع من الجهاز أن يكون به نفس الإعداد الداخلي الأساسي كما كان في الحاسبات القديمة أو الأولي‏.‏




ولذلك فإنه عند توصيل أجهزة أخري بالحاسب مثل لوحات المفاتيح من خلال منافذ اليو إس بي بدلا من منافذ‏at‏ أو‏ps/2‏ التقليدية‏,‏ فلن يكون اتصال نظام التشغيل بها مباشرا من الناحية الفنية وهو ما يتسبب في أن يأخد الحاسب وقتا ليبدأ في التشغيل‏.‏ ولهذا يلجأ نظام البايوس إلي إجبار البرامج المشغلة لمنافذ اليو إس بي علي تعريف نفسها للحاسب ونفس الحال بالنسبة للفلاش ميموري أو حتي القرص المرن‏,‏ وهذا الإجبار هو ما يؤدي إلي حدوث مشكلات عند توصيل هذه الأجهزة الصغيرة بالحاسب‏,‏ وهو ما نلاحظه عند توصيل فلاش ميموري علي سبيل المثال بالحاسب ونجد الحاسب لا يتعرف عليها إلا بعد فترة‏,‏ وربما لا يتعرف عليها علي الإطلاق‏.‏
أما نظام يوفي الجديد فسيجعل الحاسب حرا تماما‏,‏ بمعني أن أية وحدة ــ ولتكن لوحة مفاتيح علي سبيل المثال ــ يتم توصيلها بالحاسب ليس شرطا أن تعرف نفسها بأنها ستعمل من خلال منفذ محدد‏,‏ بل سيقوم نظام يوفي بإخبار الحاسب ونظام تشغيله بأن هناك جهازا ما يؤدي وظيفة لوحة المفاتيح متصل بالمنفذ‏'‏ الفلاني‏'‏ وينتهي الأمر‏,‏ وبالتالي لن يستغرق الحاسب وقتا في التعرف علي لوحة المفاتيح‏,‏ ونفس الأمر مع الملحقات والوحدات الأخري‏,‏ سواء كانت فلاش ميموري أو سماعات وعيرها‏.‏
ولأن الحاجة اقتضت تعميم هذه النظام علي كل الحاسبات‏,‏ أدخل هذا النظام كمعيار يتم العمل به علي جميع الحاسبات المطروحة في العام القادم وما بعده‏,‏ ومن فوائد استخدام النظام الجديد‏,‏ قدرة مسئولي الأنظمة علي مراقبة مئات بل آلاف من الحاسبات في مراكز البيانات أو في الشركات حول العالم‏,‏ وكذلك قدرته علي العمل علي بروتوكولات الشبكات والإنترنت الأساسية مما يسهل من عملية الإدارة عن بعد لعدد هائل من الحاسبات‏.‏
أما بالنسبة للمستخدمين العاديين فالفائدة الواضحة أمامهم هي سرعة تشغيل الحاسب وكذلك سرعة توصيل أي جهاز ملحق به فبدلا من من‏25‏ إلي‏30‏ ثانية بالنسبة للأجهزة ذات الإمكانيات الجيدة وهي فترة تشغيل الحاسب قبل ظهور علامة تسجيل الدخول‏,‏ فإن الشفرة الجديدة ستؤدي إلي اختصار هذه الفترة إلي أقل من‏5‏ ثوان فقط‏.‏