هل سيكتب لأجهزة أندرويد النجاح في الشرق الأوسط، إن استمرت في الوصول معرّاة من متجر التطبيقات وخدمات غوغل الأخرى؟

تحقق أجهزة أندرويد تقدما كبيرا في استحواذها على حصة أكبر في سوق الهواتف الذكية عالميا، لكن هذه الأجهزة بما في ذلك الهواتف الذكية تحقق أجهزة أندرويد تقدما كبيرا في استحواذها على حصة أكبر في سوق الهواتف الذكية عالميا، لكن هذه الأجهزة بما في ذلك الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية تصل إلى منطقتنا معّراة من أهم ركائز النجاح في أندرويد، وأتحدث هنا عن متجر أندرويد لتطبيقات الهواتف الجوالة، وخدمات غوغل الأخرى التي تتوفر في العالم الغربي لكنها لم تبصر النور بعد في الشرق الأوسط.

فعندما أعلنت غوغل عن نظام التشغيل أندرويد المخصص للأجهزة الجوالة والذي ينتمي إلى فئة المصادر المفتوحة، كانت الورقة الرابحة التي اعتمد عليها محرك البحث، هي كون نظام التشغيل مجاني ومن فئة المصادر المفتوحة، وكذلك توفر الأدوات اللازمة للمبرمجين لتطوير التطبيقات الخاصة بأندرويد مجانا.

ولاشك أن أهم المستفيدين من مجانية نظام التشغيل هو المستخدم، فذلك يمنح مصنعي الهواتف الذكية الفرصة لتقديم هواتف بأسعار مقبولة لأغلبية المستخدمين، وهذا ما فعلته هواوي وإتش تي سي في بعض هواتفهم.

ويشكل السعر المقبول ووفرة تطبيقات أندرويد المحرّك الأكبر لنجاح هذا النظام في الأسواق الغربية، فقد أشارت مؤسسة غارتنر للأبحاث مؤخرا إلى أن أندرويد أصبح ثاني أكثر أنظمة تشغيل الهواتف الجوالة انتشارا في العالم بعد سيمبيان الذي لايزال في مرتبة الصدارة.

وحسب غارتنر فإن أكثر من 25.5% من الهواتف الذكية الحالية تعمل بنظام التشغيل أندرويد، ويتفوق عليها نظام التشغيل سيمبيان الذي يشغل نسبة 36.6% من الهواتف الذكية في العالم وذلك في الربع الثالث من العام الحالي. وقد كانت نسبة الهواتف الذكية التي تعمل بنظام سيمبيان في نفس الربع من العام الماضي 44.6%، بينما كانت نسبة هواتف أندرويد 3.5% فقط، أي أن نظام التشغيل أندرويد حقق في عام زيادة قدرها 22%.

وقد حافظ نظام التشغيل iOS الذي تستخدمه أبل في هواتف آي فون على المركز الثالث بنسبة 16.7%، ويشكل ذلك تراجعا طفيفا عن حصة أبل في في الربع ذاته من العام الماضي، وجاء نظام تشغيل بلاك بيري في المركز الرابع بعد تراجع طفيف أيضا إلى حصة 14.8% ، أما حصة هواتف ويندوز موبايل فهي 2.8% فقط.

أما في أسواق الشرق الأوسط فلا تزال الغلبة في مجال الهواتف الذكية لهواتف بلاك بيري حسب ما أشار خالد الكفل المدير العام لشركة ريسيرش إن موشن في المنطقة، وتنافسها كل من نوكيا وسامسونج وأبل التي تحقق هواتفها انتشارا كبيرا في أسواق الشرق الأوسط، والفضل يعود لما تقدمه أبل من نظام جوال متكامل يشمل الهاتف ومتجر التطبيقات والتحديثات المستمرة على نظام التشغيل والعروض الجذابة التي تقدمها شركات الاتصالات، مقارنة بسعر الهاتف في متاجر التجزئة الأخرى.

ولا تزال حصة أندرويد في مجال الهواتف الذكية في الشرق الأوسط متدنية، والسبب في رأيي هو عدم توفر خدمات غوغل ومتجر التطبيقات حتى الآن على الهواتف التي تتوفر في الشرق الأوسط. وفي كل مرة نسأل فيها مصنعي الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد مثل سامسونج وإتش تي سي وموتورولا عن تاريخ وصول متجر التطبيقات إلى الهواتف المحلية، يقولون بأنهم يعلمون بجد وينسقون مع غوغل لإنجاز ذلك.

والسبب في عدم وصول هذا المتجر هو احتواؤه على بعض التطبيقات التي تتنافى مع القيم الاجتماعية للمجتمع العربي. وقد أعلنت غوغل منذ أيام عن نظام يمنح تطبيقات متجر أندرويد تقييما، كما هو الحال مع الألعاب والأفلام، وربما يكون ذلك بداية لوصول هذا المتجر إلى هواتف أندرويد التي تباع في الشرق الأوسط.

تقدم غوغل مجموعة من الخدمات المجانية الرائعة، لكن أغلبها لا يتوفر في منطقتنا، وأهمهما خدمة الملاحة بالاعتماد على تحديد المواقع الجغرافية، فهي متوفرة في أمريكا وبعض دول أوروبا لكنها لم تصل بعد إلى بلادنا.

عامل آخر يشكل عائقا أمام انتشار هواتف أندرويد في المنطقة هو ضعف التعريب، إذ يجب على المستخدم لأجهزة أندرويد التي لا تدعم العربية زيارة مراكز الخدمة للشركة المصنعة للعمل على تحديث نظام التشغيل إلى آخر يدعم العربية، أو يمكن الاستعانة ببعض التطبيقات التي توفر لوحة مفاتيح عربية للكتابة وكان هذا ما فعلناه عند اختبار كمبيوتر غالاكسي تاب اللوحي، ولكن يبقى هناك مشكلة أخرى هي عرض النصوص العربية التي تحتاج إلى دعم أصيل من نظام التشغيل، وفيما يتعلق بغالاكسي تاب قالت سامسونج بأن نسخا معربة من الكمبيوتر وصلت إلى أسواقنا.

لاشك أن غوغل قدمت بالإضافة إلى خوارزميات البحث على الإنترنت، خدمات ومنتجات رائعة مثل الخرائط والملاحة والأوامر الصوتية والبحث المرئي ومستندات غوغل، ولكن وصول هذه الخدمات مع متجر التطبيقات على هواتف أندرويد، وتوفر دعم أصيل للغة العربية هو السبيل الوحيد لإكمال منظومة أندرويد وتحقيق رواج أكبر لهذه الهواتف في المنطقة العربية.




iTP النسخه العربية