قال محللون تقنييون أن شركة “ياهو” والتي تدير محرك البحث الشهير هي بمثابة “مقبرة للمواقع والمواهب” فبمقابل تعثرها التجاري فانها قد أخفقت طوال سنوات في جميع عمليات الاستحواذ التي أنجزتها، بحيث أن الكثير من تلك الشركات التي اشترتها وهي في قمة تألقها بالأسواق منيت لاحقاً بفشل تجاري كبير.

وقال محللون إن ياهو تشبه الملك ميداس في الأساطير اليونانية، التي كان يحول كل ما يلمسه إلى ذهب، ولكنها تقوم بأمر معاكس، فتحول الذهب إلى خردة، كما فعلت مع قرابة سبعين شركة استحوذت عليها خلال 15 عاماً.

وياتي هذا الاتهام استناداً على قرارات اتخذتها ياهو ومنها قرار إدارة الشركة” بوقف مجموعة من الخدمات، بينها موقع “Delicious” الذي كان في يوم من الأيام الوسيلة الأولى عبر العالم لتبادل عناوين المواقع الإلكترونية والنطاقات وتخزينها ضمن قوائم عناوين مفضلة يمكن الوصول إليها في وقت لاحق.

ومن بين الخدمات التي ستغلق أيضاً موقع “UpComing” والذي احتل فيما مضى المركز الأول على مستوى العالم، على صعيد عرض جداول مفصلة بكافة الأحداث المرتقبة والفعاليات والاحتفالات الخاصة بكل مدينة حول العالم.

كما قامت الشركة في العام 2000 بشراء موقع “Geocities” الذي كان في ذلك الوقت أحد أقوى المواقع على شبكة الانترنت لأنه يقدم خدمة لا نظير لها، تسمح لكل شخص بإنشاء صفحته الخاصة على الشبكة، وكان يحظى باهتمام عالمي كبير.

حيث قامت الشركة بشراء الموقع مقابل ثلاثة مليارات دولار، ويقول مالكه السابق، جون ريزنر: “كان بيع الموقع أمراً مربحاً بالنسبة لي، ولكن الموقع لم يتقدم خطوة واحدة منذ ذلك الحين، بل إنه تعرض للخنق منذ اليوم الأول”.

ومثال آخر على تصرفات “ياهو” غير المدروسة كان استحواذها على موقع “Broadcast” الذي كان مخصصاً لنقل الموسيقى الحية وحقق نجاحات باهرة دفعت المستثمرين إلى التهافت على شراء أسهمه خلال الطرح الأولي، قبل أن تقوم “ياهو” بشرائه مقابل 5.7 مليارات دولار.

وعوض أن تقوم الشركة بتطوير الموقع وتقنياته، قامت بتقسيمه إلى أجزاء بدعوى التركيز على التخصص، وكانت النتيجة انتهاء تجربة “Broadcast” بفشل ذريع، وهي نفس نتيجة الاستثمار في موقع “Musicmatch” لتحميل الموسيقى الذي اشترته “ياهو” مقابل 160 مليون دولار، غير أنه انهار بعد ظهور موجة “iTunes” من “آبل.”

كما تخبطت “ياهو” في مساعيها لمنافسة “جوجل” و”مايكروسوفت” في البرمجيات، فقامت بشراء شركة “Zimbra” مقابل 350 مليون دولار، واضطرت لبيعها في يناير/كانون الثاني الماضي بمبلغ زهيد لصالح VMare.

وكان لشركة “ياهو” تجربة مماثلة مع موقع “Hotjobs” الخاص بالبحث عن الوظائف، الذي استحوذت عليه مقابل 436 مليون دولار، ولكنها فشلت في إدارته لتضطر في فبراير/شباط الماضي لصالح منافسه الأبرز في القطاع، “مانستر” بنصف السعر.

وأما على الساحة العربية فقد قامت الشركة بشراء موقع مكتوب والذي يعد الأقوى عربياً من حيث عدد الزوار والخدمات التي يقدمها، إلا أننا ننتظر أين سيصبح عليه حال الموقع بعد شراء ياهو له.






القصيم تـكنولوجي