بسم الله الرحمن الرحيم

صُعقت عندما إستيقظت على خبر تفجير الكنيسة, و هرولت لفتح القنوات الإخبارية لأتحقق من الأمر. ولا أُخفي عليكم أنني لم أدرك حقيقة مشاعري التي تاهت وسط الحزن الشديد و المفاجأة المرعبة و إنقبض قلبي لرؤية المشهد المروع, و قلت: من المجرم الذي فعل هذا ؟!

نعم لا تتعجبوا, نعتته بالمجرم و أنا لا أعلم إن كان مسلماً أو نصرانياً أو حتى يهوديّ, فمن يفعل أمراً كهذا الأمر لابد و أن يكون فاقداً لشيئين: 1. قلب يقدّر و يفهم معاناة أهل من سيقتلونهم, 2. دين و شريعة تنهاه عن فعلته تلك.

بالأمس, عًدت من الجامعة لأفاجأ مفاجأة شبيهة بالتي إستيقظت عليها صباحاً, فبينما أنا ماشياً في طريقي, رأيت سيارة إسعاف تجري بأقصى سرعة في بلدتي الهادئة التي لم تعتد شوارعها على مشاهد سيارات الإسعاف التي ينقبض القلب عند رؤيتها. و بعد ساعتين, إكتشفت أن حادثاً قد وقع؛ فقد كان عمال الصرف الصحي -أعزكم الله- يسلّكون إحدى البالوعات, و سقطوا الأربعة في البالوعة التي لم تترك اثنين منهم إلا و هم في عداد الأموات.

لا أعلم شيئاً عن الضحايا, لا أسماؤهم ولا عائلاتهم ولم أقابلهم يوماً, لكن قلبي إرتجف عندما رأيت السيارات قادمة لدفنهم, و نقلهم إلى مثواهم الأخير ... و عندها تذكرت حادثة الأسكندرية التي حدثت في نفس اليوم. عشت و قاسيت تجربة شبيهة حدثت لأبناء بلدتي رحمة الله عليهم.

صدقوني كنت أنوي الإتصال أمس بأصداقئي في المنتدى لتهنئتهم بالعيد كما هنأوني في عيدي, لكنني إستحييت من محادثتهم في مثل هذا الموقف الصعب, و أدركت تماماً الحزن الذي هم فيه, و نحن معهم فيه سواء.

لا يًمكن بأي حال من الأحوال أن يوافق أي فرد في قلبة ذرة إيمان على ما حدث, الذين ماتوا هؤلاء بشر مثلنا, و لا يمكن ألا نهتز لرؤية جراحهم و دمائهم. من فعل هذه الفعلة إما شخص إنساق وراء الكذب و الوهم, أو أشخاص خارج تلك البلدة و أرادوا إشعال نار الفتنة. الإسلام برئ من تلك الأفعال المشينة, و صدقوني أنا -الحمد لله- مسلم منذ أن أتيت هذه الدنيا, و لم أعثر في ديننا على ما يشجع على الإساءة للغير, فما بالكم بقتلهم ؟!

لن أطيل عليكم, العزاء واجب لأحبتنا و أصدقائنا أعضاء المنتدى, قلوبنا معكم يا أحباب.
و دعوني أذكركم من مقامي هذا أن عرب هاردوير لا يقبل تلك التصرفات الحمقاء, عرب هاردوير يدين تلك الأفعال بشدة.




رجاءاً عدم الخروج عن الموضوع