خبير "إسرائيلي": إذا خضنا حربًا ضد مصر سنخسرها


مفكرة الاسلام: توقع خبير عسكري "إسرائيلي"، أنه في حال خاصت "إسرائيل" الحرب مجددًا ضد مصر ستلقى الهزيمة ثانية كما حصل في أكتوبر 1973، بعدما أشار إلى أن حالة الفوضى واللامسئولية التي تميزت بها القيادة السياسية والعسكرية "الإسرائيلية" في تلك الحرب وتسببت في هزيمتها أمام المصريين لا تزال قائمة.
وذكر اوري بار يوسف من قسم العلاقات الدولية بجامعة حيفا، في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يعنوان "ربيع 1973 وخريف 2010": "لو أن لجنة جديدة عقدت اجتماعًا عام 2010 أو 2011 لمراقبة سلوك المؤسستين "الإسرائيلييتين" سيتبين أنهما لا يختلفان عما كانت تفعله رئيسة الوزراء الأسبق جولدا مائير ووزير دفاعها موشي ديان منذ اكثر من 30 عامًا".
وأضاف إنه خلال المجلس الأمني المصغر برئاسة جولدا مائير رئيسة الحكومة "الإسرائيلية" الأسبق عقد في 18 أبريل 1973 دار سؤال هام حول كيفية تقييم معلومات وصلت آنذاك من عملاء جهاز المخابرات "الموساد" في مصر والتي كانت تدور حول أن الرئيس المصري آنذاك أنور السادات يستعد لخوض الحرب ضد "إسرائيل" وأن توقيت الحرب سيكون في 15 مايو من ذلك العام.
ورأى كل الحاضرين فيما عدا إيلي زاعيرا رئيس هيئة الأركان العسكرية حينئذ في تلك المعلومات نية مصرية مبيتة للهجوم على "إسرائيل"، لهذا لم يكن السؤال وقتها هل: ستقوم الحرب بل متى ستقوم؟، وأجمعت كل الآراء على ان الحرب ستبدأ في نهاية الربيع أو خلال الصيف، على حد ما ذكر الخبر العسكري.
وأشار إلى أن حوارًا دار بين جولدا وديان والوزير يسرائيل جليلي، لم يهتم بسؤال هل نتخذ طريق السلام والانسحاب لخط الحدود الدولي بدلاً من الحرب، بل أنه كان يدور حول أمر بسيط للغاية، وهو: كيف يمكن أن نفسر للجمهور "الإسرائيلي" العريض بعد الحرب أن قادته اختاروا الحرب على السلام، وكيف يمكن نقل المعلومات عن الحرب القادمة للأمريكيين دون أن تقوم واشنطن بالضغط على تل أبيب لاختيار الطريق السلمي مع القاهرة.
وأوضح أنه عندما اختارت مائير ومن معها خيار الحرب عمدا كانوا مقتنعين أن "إسرائيل" هي التي ستنتصر كما حدث عام 1967 ولم يعتقدوا أبدا أن مصر ستوقع اتفاقية سلام مع "اسرائيل" لهذا قاموا بتفضيل خط العريش رأس محمد بدون سلام بدلا من السلام والانسحاب من سيناء، لكن التاريخ صفع كل من مئاير وديان على وجهيهما وأثبت خطأ نظريتهما.
واستطرد بار يوسف أنه الآن في خريف 2010 اذا ما عاودت عجلة التاريخ دورانها ودخلت المنطقة في حرب شرسة لن نجد اختلافات بين العقلية التي كان يفكر بها قادة تل أبيب وعلى رأسهما جولدا وديان وبين الموجودين الآن في السلطة وذلك لثلاثة أسباب؛ أولها أنه في عام 1973 كان هناك اقتناع بأن الجيش "الإسرائيلي" سينتصر بمنتهى السهولة وبأقل ثمن من الضحايا في أي حرب جديدة مع مصر، أما الآن فالصورة قاتمة ومن المتوقع سقوط العديد من الضحايا على مستوى الجبهة الداخلية.
وتوقع التقرير أنه في حال دخلت "إسرائيل" حربًا جديدة وانهزمت بها ستقوم بالانسحاب حتى آخر سنتيمتر من الأراضي التي احتلتها كما فعلت مع شبه جزيرة سيناء وساعتها سيكون الانسحاب في نهاية الأمر لحدود 1967.