كنت اتابع اخبار ادعاءا الحكومة الاخيرة بشأن تفجيرات كنيسة القديسين لكن استوقفني هذا التعليق اكثر من الخبر.

رابط



سكوتلاند يارد لاظوغلى


أنا هحكيلكم قصة سريعة توضح كيفية تعامل البوليس المصرى مع الحالات الجنائية
من 5 سنين تقريبا حصل انفجار صغير فى مقلب زبالة كبير أدام كنيسة فى الشارع اللى ورانا
الكنيسة نفسها صغيرة ووسط منطقة سكنية، والحادث مات فيه واحد بس وكان مسلم
الكلام ده كان فى ليلة عيد الأضحي
ناس قالت ده بسبب التفاعلات اللى بتحصل فى الزبالة خصوصا إن الجو كان حر وقتها
ناس قالت دى كانت قنبلة مولوتوف صغيرة

المهم، اللى عرفته بعد كده إن أمن الدولة جه بهدل الشارع كله على أساس إن اللى عمل كده هيكون جار للكنيسة أو إنهم مش هيتعبوا ويدوروا بره


مسكوا وقتها ستة افراد ، أنا أعرفهم كلهم والكلام ده من بقهم شخصيا، منهم ولد صغير كان فى ثانوى وقتها وكان رايح يرمى زبالة الخروف بتاع العيد وبيقولى لقيت الشارع مليان حكومة وأول ما دخل المقلب مسكوه

والباقيين كانوا أب وأربعة صبيان هما كل عياله، والراجل لما مسكوه اتهموه بإنه هو اللى عمل زجاجة المولوتوف على أساس إنه كان بيبيع عسل وغذاء ملكات نحل وبيعبيهم فى برطمانات زجاج، آه والله
المهم، الولد الأولانى خرج بعد سنة
الأب وعياله فضلوا أربع سنين محبوسين بدون قضية أو محاكمة، مجرد أوامر اعتقال بتتجد تلقائى كل ستة أشهر بموجب قانون الطوارئ العظيم
الأب كان مدرس، أصيب بانفصال فى الشبكية وهو جوه من الهم اللى كان فيه، والحمد لله فقد بصره نهائى وطلعوه رحمة بيه
وبعدها طلعوا 3 من عياله واحد ورا واحد، ولسه فى واحد جوه حتى وقت كتابة هذه الكلمات

واللى دخل مش عارف هو كان متهم بإيه ، واللى خرج مش عارف هو خرج ليه يعنى هل طلع برئ فى الآخر ولا مكنش فيه تهمة من الأصل


أنا زرت الراجل فى بيته بنفسى والله كنت هبكي بالدموع، أنا أعرف الراجل ده من زمان، صعب عليا أوى إنه مش شايفنى ، الراجل بقى أعمى فعلا، وعياله شكلهم اتغير بشكل رهيب

مبقتش عارف أقوله إيه ، كل مشكلته دلوقت إن ابنه الرابع لسه محبوس فى سجن فى دمنهور وبتطلع عينهم علشان يسافروا يزوروه كل شوية
والله بقيت مخنوق والكلام واقف فى زورى ، مش عارف أقوله إيه
طب إيه ذنبه؟ مستقبل عياله ضاع، كلهم كانوا فى التعليم وعيال زى الفل، اللى فى ثانوى واللى فى اعدادى

أربع سنين من عمرهم، وأمهم محدش عارف كانت بتصرف منين ولا عاملة إيه ولا بتجرى عليهم علشان تزورهم إزاى

مرة واحده كل عيالها يتحبسوا وأبوهم قبلهم، محدش من السكان كان قادر يزورها أصلا ، كله خايف، كان في مخبر واقف تحت البيت ليل نهار، حاجه رعب
الراجل اللى اتعمى ده وهيقضى حياته كلها أعمى، ذنب مين ده
العيال اللى اتكهربوا فى أمن الدولة علشان يعترفوا على حاجه، وهما مش فاهمين أصلا إيه اللى بيحصل
عيل فى إعدادى لسه معندوش بطاقة ولا دخل قسم قبل كده، مش فاهم بيكهربوه ليه
ولا فاهم اخواته اتعلقوا ليه، وبالعافية أصلا فهم يعنى إيه تعليق وخازوق والكلام الحلو ده كله
حاجه تخلى الواحد بجد يكره إنه مصرى، ويكره إنه مش عارف ياخد حقه فى البلد دى

الكنيسة دى كانت فى الجيزة عند كوبرى الجيزة وكل السكان هناك عارفين القصة دى كويس علشان محدش يفتكر إنى بالف أو واحد من الحزب الواطى يقولك إثبت إن ده حصل وإن ده كله كلام مرسل، وناس تانية هتقول طب ليه معملش محضر فى القسم وكان أكيد هيحبسوا جهاز أمن الدولة كله


المحزن إن فى ناس كتير جوه السجون بقصص مشابهه، ومحدش يعرف حاجه عن الشعب الغلبان ده ، ربنا يتوب علينا ويخلصنا من القهر اللى إحنا فيه.


والناس اللي في المنطقة وعارفة الحكاية دي عملوا ايه ؟!!! .. ولاحاجة . ليه ؟؟ مجرد انك تقبل أسباب لسكوتهم يبقى انتهت القصة على كده ومفيش معنى لأي كلام عنها. لانه مفيش أي سبب مقبول مهما كان. بعد كده لما الدور يوصل لحد تاني و تتكرر نفس الحكاية مع ناس تانية يبقى مش من حق حد انه يغضب أو يثور أو حتى يزعل. لانه في الحقيقة شريك في اللي بيحصل بسكوته و "السكوت علامة الرضا" سواء كان سكوت خوف أو موافقة. أنا شخصيا خلصت ومش عاوز ابقى مصري. ده اختياري. مش علشان الحكومة وللا الحكايات اللي بتسمعها و بنسمعها كلنا دي. لا .. لان الانتماء لناس مفيش عندهم انتماء اصلا يبقى غباء. مش قصدي انتماء لمصر ولا للوطن ولا الكلام الرمزي المجعلص ده ! .. لا. قصدي انتماء لبعض و احساس بأن الكل كيان واحد و انسان واحد. في العالم اللي احنا بنقول عليه متحضر و متقدم لما بيعرفوا ان فيه واحد - مش مهم دينه ولا لونه ولا جنسه ولا عمره ولا أصله - اتهان أو اتعرض لامتهان في حق من حقوقه , الشعب كله بيقوم ثورة لحد ما حقه يرجع. مش ثورة طوب ولا حجارة ولا حد بيحرق نفسه. لا .. ثورة في الاعلام و بين رجال السياسة و الاقتصاد و الدين و الفن و المجتمع كله. في مصر بقى شعار المصريين "خلليك في حالك" - " ياعم وانا مالي" - "ربنا ياخد لهم حقهم انشاء الله" - "والله حاجة تحزن , شفت الماتش ؟" !! .. ده شعب انا أرفض الانتماء ليه. ولما اسمع حكاية زي اللي قلتها دي وغيرها كتير. فيه حاجة - مش عارف ايه - بتمنعني اني أشعر باي حزن أو شفقة أو أي احساس من أي نوع. ليه ؟ مش عارف. يمكن لان الراجل ده في يوم سمع عن حكاية زي حكابته دي وقال "وانا مالي". يمكن الله اعلم. اللي انا متأكد منه حاجة واحدة, ان أولاد الراجل ده و غيره هما المستقبل. تخيل مستقبل مصر بقى شكله ايه. الغريب جدا انك تلاقي ناس بعد كده تسأل : ازاي مصريين ممكن يعملوا عمليات ارهابية أو يضروا البلد ؟!!!! .. اكيد مش مصريين أكيد صهاينة اكيد عملاء أكيد مش مسلمين. في رأيي لأ .. دول مصريين جدا. و دفعوا تمن مصريتهم تمام زي ولاد الراجل اللي بتحكي عنه و خرجوا يردوا الجميل لمصر و للمصريين ولاد بلدهم الجدعان الرجالة الوطنيين .. الساكتين