يحكي أنه كان راعيا شابا يقوم برعي الغنم في سهل بجوار قريته ...وكان شابا مستهترا بأهل قريته... كذوبا يعشق الكذب ونكص العهود فخطرت له فكرة رأى أنها ستشعره بالتسلية والمرح فقرر تنفيذها ………
خرج لرعي الغنم باكرا وعند الظهيرة أخذ يركض باتجاه القرية وهو يصرخ بأن الذئب هجم على الغنم, فما كان من سكان القرية غير أن حمل كل منهم سلاحه وتوجه صوب المرعى , وعندما وصل سكان القرية لم يجدوا أى ذئب, ضحك الراعي عليهم وعادوا هم من حيث أتوا.......
وفي اليوم الثاني أعاد الراعي نفس القصة وحضر السكان ولم يجدوا الذئب وأخذ الراعي يضحك من غبائهم ومن تصديقهم له , وأعاد القصة في اليوم الثالث وحضر أيضا سكان القرية....
وانتابت الراعي ضحكة انتصار لمدى ذكائه وغباء السكان......وقرر السكان عدم تصديق الراعي مرة أخرى.....
وفي اليوم الرابع هجم ذئبا على الغنم وأخذ الراعي بالصراخ والاستنجاد بأهل القرية ومضى يركض وهو يصرخ
الذئب…….الذئب……الغنم……..الغنم………
سمعه السكان وأغلق كل واحد منزله عليه وهو مكذب له
وتمتع الذئب بقتل الغنم.... والراعي يصرخ طلبا للمساعدة
................................................
تلك هى قصة الأطفال الشهيرة التى تعلمناها كلنا فى صغرنا حتى نتعلم منها خطورة الكذب و فقدان المصداقية أمام الناس....
المشكلة أن هذا الراعى على أرض واقعنا المرير لم يكذب ثلاثة أيام فحسب كما فعل هذا الصبى الصغير....بل استمر فى كذبه علينا ووعوده الكاذبة ثلاثون عاما....
و زاده تصديقنا له فى كل مرة صلفا وغرورا.... فعاث فى ثرواتنا فسادا.... وفى أبنائنا تنكيلا.....
و هاهو الآن يجابه نفس الموقف
ولكن المشكلة هذه المرة أن الخاسر هو نحن و ليس هو !!!
نحن وليس هو .......لأنه ببساطة أصبح مجرد كارت محروق أيامه فى الحياة معدودة........
الذئب المتربص بنا هو أمريكا بعد أن أصبح الراعى الفاشل لهم مجرد كارت محروق...فكان لابد من أن يحرقوه" بأيدينا نحن".... حتى لا يفضح ما تم فى الخفاء بينهم ضد أمتنا طيلة ثلاثين عاما.....
أليس حسنى مبارك كما قالوا عنه دائما شريكهم الاستراتيجى الذى أغروه بالمال والمعونات حتى وافقهم مثل باقى عملائهم من زعماء العرب فى اسقاط صدام واسقاط الجيش العراقى الذى كان فى حينها رابع أكبر جيش برى بالعالم؟
و من قبله طبعا فعلوا نفس الفعلة بصدام غفر الله له حتى قسموا العراق الى دويلات متناحرة بعد أن اكتشف هو أيضا بعد طول عناد وغباء حقيقة مخططهم.
أليس حسنى مبارك هو شريكهم فى التفاوض لتقطيع فلسطين الجريحة قطعة قطعة ضد رغبات كل مواطن مسلم من سكان وطننا العربى؟
أليس حسنى مبارك هو شريكهم فى كل اتفاقيات التركيع مع العدو الاسرائيلى؟
أليس حسنى مبارك هو شريكهم فى الحرب على الارهاب والتى مات باسمها الآلاف من أبنائنا المسلمين فى المعتقلات مابين تعذيب واستجواب؟
ألم يكن حسنى مبارك الحليف الاستراتيجى فى المنطقة لبوش الأب وبوش الابن؟
ألم يكن حسنى مبارك هو عنوان الحكمة والريادة فى الشرق الأوسط والحليف السياسى والعسكرى القوى الذى لابد و أن يسترشدوا بحكمته قبل اتخاذ أى قرار جائر بحق منطقتنا؟؟؟
سبحان الله.....
ياأوروبا وياأمريكا......أين تبخرت حكمة و ريادة مبارك هكذا فجأة؟ !!!!!
سبحان الله....اليوم عندما رأيت هيلارى كلينتون فى أحد المؤتمرات بوجهها اللئيم ترغى وتزبد وتتوعد حسنى مبارك ان لم يترك السلطة "الآن و فورا" كما يريد شعبه المسكين...الصديق للولايات المتحدة...عادت بى الذاكرة للتسعينيات أيام رئاسة زوجها.... لأمر يبعد قليلا عن أمور السياسة....
لما فكرت فى زيارة مصر هى وابنتها بغرض السياحة.....واستضافتهم زوجة مبارك فى القصر الرئاسى استقبال الفاتحين و أكرمت وفادتهم أيما كرم.... وأشرفت بنفسها على كل رحلاتهم السياحية فى ربوع مصر....
ومن أموال مصر.....
نحن العرب من أمثلتنا الشهيرة أن من نأكل طعامه لابد وأن نحفظ زمامه
سبحان الله....تذكرت كل هذا اليوم وهى ترد الجميل لحليف دولتهم الاستراتيجى فى قتل أبناء شعبه و سرقة مقدرات وطنه...
فلم انقلبوا عليه اليوم؟؟؟؟
ما يوجع قلبى أننا وبمنتهى البلاهة والغباء لم نرض لأنفسنا الا وأن نقف الآن فى نفس المكان الذى وقف فيه قبلنا السادات وصدام ومبارك....
هل رضينا الآن أن تلعب أمريكا دور المخلص لنا من براثن مبارك؟
هل نستأسد الآن على حسنى بأمريكا؟
هل سترضى القوى الوطنية المصرية الآن بالجلوس مع هؤلاء الخنازير أعداء الأمس ....وأصدقاء اليوم.....و خونة الغد لاسقاط الطاغية مبارك؟
نعم لقد قتل مبارك من شعبنا الآلاف....
نعم لقد فرط باتفاقياته مع اليهود وأمريكا فى تراب فلسطين....
نعم دمر اقتصادنا....
نعم ....نعم ....نعم
ولكن لم لا نلملم أشلاءنا الآن و ننظر نحن الى مصلحتنا الحقيقية و ننسى مبارك الذى أصبحت أيامه معدودة....ونواجه عدونا الحقيقى .....
اسرائيل تتربص على الحدود....
وأمريكا تلعب لعبتها الحقيرة المحفوووووووووووووووووووووووووظة و تتفاوض من الآن مع كل من تتوقع أن يمسك بالحكم بعد مبارك....لاكمال مخططها فى دفن الأمة....بأيدى أبنائها
هل أدركتم الآن محل اعرابنا من قصة الراعى والذئب؟
.
.
.
.
نحن الغنم
المفضلات