يارب ارحمنا برحمتك

يارب نتضرع اليك توسلا ان ترحمنا

لا اجد افضل مما قاله أخونا مبارك لنبدء به هذا الموضوع

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Mubarak مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)، وقال تعالى (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم)، إن ما يفعله هؤلاء الطواغيت ما هو إلا إفساد في الأرض، وتقطيع للأرحام، ولا أراهم إلا قد أصم الله أسماعهم فلا يسمعون لقول الحق، وأعمى أبصارهم فلا يرون الناس وقد هاجت عليهم، وأعمى الله بصيرتهم فلا يتبعون الحق.

وهذا الرجل استخف بقومه كفرعون على مدى ثلاثين عاما، فأذاقهم الله لباس الجوع والخوف، الفقر والفاقة والحاجة، 40% من الشعب دون مستوى الفقر، ولباس الخوف، الخوف من الجار، الخوف من البلطجية، الخوف من عصابات المخدرات، الخوف من رجال الأمن الذين أنيط بهم تحقيق الأمن فأضاعوه على مدى 30 عاما، وأما الآن فهذا جيل نشأ، نشأ وهو يشاهد العالم يتحرك من حوله بحرية، لا يخافون، نشأ جيل أصبح الموت أقرب إلى قلبه من الذل والهوان والعار، نشأ جيل يسمع الشيخ محمد حسان والشيخ صفوت حجازي والشيخ الحويني والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ عمر عبدالكافي، ظهر جيل شبابي متميز، يحترم دينه، ويبر والديه، يستخف بالمسلسلات والأفلام التي ضيعت أجيالا على مدار عقود، جيل سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول "والله لا يؤمن أحدكم حتى يكون هوات تباعا لما جئت به"، فتشرب حب النبي صلى الله عليه وسلم، رأى الحسين عليه السلام يستشهد في مظلمته، ورأى شجاعة سعيد بن جبير في الرد على الحجاج، ورأى صمود الإمام أبي حنيفة حينما رفض القضاء، وصمود الإمام مالك حينما ضرب بسبب قوله "ليس على مستكره طلاق"، وصمود الإمام أحمد بن حنبل في فتة خلق القرآن حتى لُقب بإمام أهل السنة، وصمود شيخ الإسلام ابن تيمية في مواجهة فقهاء عصره ممن ظلمه.

جيل ترآي بين عينيه صعود الأمة، جيل سمع الأدب من الشيخ علي الطنطاوي ولم يسمعه من طه حسين، جيل سمع الشعر من قصائد عمر أبو ريشة و يوسف العظم و وهاشم الرفاعي (قتل بأمر جمال عبدالناصر) و عبدالرحمن صالح العشماوي، وداس قصائد ليلى والعشق والناي، جيل تربى يسمع الدكتور راغب السرجاني يذكره بمعركة ملاذكرد وهزيمة الجيوش البيزنطية على يد ألب أرسلان، استمع له وهو يروي دور شعب مصر في دحر المغول عن أرض الإسلام.

يا شعب مصر الأبي، لقد نهضتم فلا جلوس، وانطلقتم قدما فلا تراجع، وقد غدى فجركم سحر الأمة، وصباحكم فجر الأمة، وضحاكم صباح الأمة، فليكن فجركم مع طلوع شمس يوم الجمعة، والله لا يخذل الله أمثالكم... (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) ... ها قد مرت بكم حالات من اليأس، حالات من الخوف على ثمرة الثورة، لكن الله لا يخزيكم، ونصر الله قريب، إنما النصر صبر ساعة.

يا أحبابنا في مصر، لقد نهضتم لقيادتكم وقلتم لهم أن لا يفتروا كذبا فيسحتهم الله بعذاب، فها هم قد أجمعوا أمرهم وجاؤكم صفا، فليكن يقينكم بالله أن من مات مؤمنا بالله، مقبلا غير مدبر، مدافعا عن حقه وحق الضعفاء، مخلصا لوجه الله، متجنبا الفتنة، فمات دون ذلك فليس له سوى الجنة، وما أعظمها من منحة، فإن أصيب بجراح فشفاؤه على الله، في جسده وقلبه ودينه، وإن سلم فإنما هو عمود من أعمدة هذا الصرح العظيم الذي ستنهض بعده الأمة.

يا أحبابنا في مصر، العبرة بالخواتيم، إن أحسنتم أحسن الله إليكم، وإن أسئتم فلعل الله أن يُعيد الكرة عليكم كما أعادها على بني إسرائيل، فاتقوا الله، والزموا شرعه، واعلموا أن الذي نصركم ليس قوتكم، وليس النصر سوى من عند الله، وإنما أمرنا بأخذ الأسباب اختبارا لنا، وها أنتم أخذتم بالأسباب، فاستمروا إلى نهاية أمركم، فلا صلاة بلا تسليم، ولا حج بلا طواف إفاضة، فأتموا أعمالكم، وهذا الذي تقومون به إنما هو من أعظم أعمالكم، لقد فوته أهل مصر لعقود مضت، وها قد جائت لكم الفرصة، وتذكروا مقولة الشيخ التونسي الذي قال "إنها فرصتكم لتقدموا لتونس ما لم نقدمه نحن لأننا هرمنا من أجل هذه اللحظة" وكلما شاهدته غرقت عيني في الدمع، لأن الرجل شاخ في الظلم والضيم واستشعر في نهاية الأمر أنه لم يقدم شيئا، لكن حسابه عند ربه الذي يعلم السر وأخفى.

يا احابنا في مصر، الفتنة، والتحزب، والتقوقع، والعنصرية، والطائفية، آفات معاصرة، الكل يضع يده في يد الآخر، المسلم في يد القبطي، القبلي في يد البحري، الصعيدي في يد الاسكندراني، والبدوي في سيناء في يد الحضري في القاهرة، والصوفي في يد السلفي في يد الاخواني، الفقير في يد الغني، البلطجي في يد المحترم، خلاص، هذه بلدكم، لا تمزقوها، ومن جائكم معتذرا اقبلوه، الآن يجب أن ترسخوا البنيان، بعد أن يرسخ البنيان وتثبت القوانين، وتتقوى القواعد، بعد ذلك يحكم علاقتكم ببعض القوانين، يحكم خلافاتكم واتفاقاتكم القوانين، فلا وقت للفرقة الآن، ولا وقت لسفاسف الأمور، اعزموا وتوكلوا على الله.

جيش مصر لن يحاربكم، قد يحاول بعض قادته الضغط على الجماهير، لكنهم لن يحاربوكم، الضباط والأفراد إذا رأوكم سيأخذونكم في الأحضان، لأنكم خلصتموهم من فرعون، وأي فرعون؟
سنراكم غدا تتبادلون القبلات وتحضنون بعضكم البعض، لن يحاربكم الجيش، ليس لأن فيه شرفاء، ولكن لأن جميعهم شرفاء بإذن الله.

وأما أؤلئك الذين يريدون زيادة الرواتب من العمال، فالآن ليس هو وقت زيادة الرواتب، بل الآن يجب ترميم ما أفسده النظام السابق، ستحتاجون لشهور، وربما أعوام قليلة، حتى تجدوا الثمرة الاقتصادية التي لن تظهر في البداية، الثمرة السياسية وحرية الرأي ورسوخ دولة القانون هي أول الثمرات، بعدها بأعوام يأتي الخير، حينما لا يظلم الراعي ولا يظلم الرعية، حينها لن تكونوا محتاجين حتى لزيادة الرواتب لأنكم ستستشعرون قيمة دولة العدل والمساواة، الدولة القائمة على الحق، ستكونوا على ثقة بأنكم إذا لم تستردوا إلا القليل من حقوقكم إلا أبنائكم سيعيشون حياة أفضل بكثير مما عشتم.

إذا ظهرت بوادر الخير، فلا تتعجلوه، كما صبرتم في ميدان الثورة أياما ثقيلة، فإن الصبر في سنوات السياسة سيكون أثقل، إن ارجاع مصر سهل صعب، سهل إذا صبرتم، صعب إذا تخاذلتم وتفرقتم.

صباحك جميل غدا يا مصر.
صباح الجمعة سحر وفجر.
صباح التل والترعة والنهر.

صباحك يا مصر بكرا فل وياسمين، صباح الخير يا بلادي....


غدا شغلوا هذه الأنشودة وهي وإن كانت في فلسطين، لكن مصر تستحقها، فهم اخوانكم رزحوا تحت الاحتلال الصهيوني كما رزحتم تحت احتلال أسرة فرعون هذا الزمان:

https://www.youtube.com/watch?v=E9_aqmx6LOU

أسأل الله أن يحقق أمانيكم عاجلا غير آجل... وأترككم للصباح.