طبعاً لا يختلف اثنان في هذا المنتدى على أنّ الانتحار حرام، لكن أعتقد أنّ اسم بوعزيزي أصبح يتجاوز بكثير شخص بوعزيزي و مسألة إقدامه على الانتحار من عدمها..و عن نفسي لا أنكر تعاطفي مع بوعزيزي الإنسان و ما مرّ به وصولاً إلى إقدامه على الانتحار.
كما يعلم الجّميع بوعزيزي شابّ تخرّج من الجّامعة و لم يجد عملاً بعد تخرّجه الأمر الذي دفعه بعد فترة للعمل كبائع متجوّل على عربة صغيرة يكسب من خلالها قوته و قوت عائلته اليوميّ، و في أحد الأيّام يقوم شرطيّ بمصادرة عربة بوعزيزي و التي هي مصدر رزقه الوحيد فيذهب للسّلطات المختصّة للاعتراض فتقابله الموظّفه بجفاء و تصفعه على وجهه و تطرده خارج المكتب، (تصوّروا المعاناة)، فتسودّ الدّنيا في و جهه و يقوم بسكب البنزين على نفسه و إشعال النّار في جسده..
لكن ما حدث بعد ذلك ربّما لا يعرفه كثيرون، بوعزيزي لم يمت فوراً بل نقل للمشفى و بعد عدّة أيّام من اشتعال الثّورة قام بن علي الرّئيس المخلوع بزيارته لغرض تهدئة الثّوار و استدرار تعاطفهم معه، لكن بوعزيزي لم يتفوّه بكلمة واحدة في حضور الرّئيس، و لا أحد يعرف لماذا فعل ذلك على وجه التّحديد، لكن هذا التّصرّف فهمه الكثير من التّونسيّين على أنّه دعوة من بوعزيزي للمزيد من الصّمود الامر الذي بدأوا يدعون له فعلاً عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ لتزداد الثّورة اشتعالاً..
لكن تشاء الأقدار أن تنتهي حياة بوعزيزي في نهاية الأسبوع الثّاني دون أن يرى ثمار الثّورة و دون أن يدرك ما تحقّق لعشر ملايين إنسان بموته*.
_________________________
* (العدد مرشّح للزّيادة )
المفضلات