شهدت تونس، الدولة التي أشعلت نار الثورات الشعبية في الدول العربية، ردود فعل متضاربة ومنقسمة حيال وصول وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إليها، الأربعاء، ولا غرابة في ذلك بعد خلع الرئيس التونسي السابق، زين العابدين بن علي في الرابع عشر من يناير الماضي.

فخلال شهرين انتقلت هذه الدولة من عقود من حكم الحزب الأوحد إلى عهد تعددي يوجد فيه ما لا يقل عن 30 حزباً مرخصاً.

وجاءت زيارة كلينتون إلى تونس، وهي جزء من رحلة تستغرق 4 أيام في المنطقة شملت مصر وفرنسا أيضاً، بهدف التشاور.


الشعب التونسي الذي بات يتمتع بحرية سياسية كبيرة هذه الأيام اتخذ آراء متفاوتة ومتباينة من زيارة كلينتون، فالبعض رحب بهذه الزيارة مطالباً الولايات المتحدة بمساعدة ليبيا، فيما حذر البعض الآخر كلينتون من مغبة محاولة فرض خيارات محددة بخصوص الرئيس المقبل للبلاد.

مثل هذه التحذيرات كانت قد صدرت في مصر أيضًا، بينما رفض قادة ثورة شباب 25 يناير مقابلتها.

وقالت كلينتون: إنها تريد الاستماع بشكل مباشر للشعب التونسي حول احتياجاتهم والكيفية التي يمكن للولايات المتحدة أن تساعد فيها تونس.


وفي ناحية من العاصمة التونسية كان شبان تونسيون يرفعون بشعارات مناوئة للولايات المتحدة مثل "تونس حرة أمريكا برة."

وقالت خولة همّون، البالغة من العمر 21 عاماً: "نريدها أن تبقى بعيدة" وتقصد كلينتون والولايات المتحدة.

وأضافت الفتاة التي تتحدث الإنجليزية بلكنة أمريكية صرفة: "نحن نعلم لم هي هنا.. لقد جاءت لتجد بديلاً آخر للحكومة التي أطحنا بها ولتجد شخصاً آخر يجلس هنا ويطبق الأجندة الأمريكية في تونس، بحيث يبقى الشعب التونسي تحت سيطرتهم لإفساد مستقبل البلاد."