ملاحظة: هذا الموضوع ليس لنقاش شخص بن لادن أي مشاركة ستحرف الموضوع لنقاش شخصي ستحذف.

ليس كل ما يقال يصدق، فكيف اذا كان هذا القول من طرف أبطال هوليود ومخرجيها؟

هناك من دون شك شيء ما "مريب" أو "Fishy" حسب التعبير الإنجليزي الذي يعني الريبة، كما ينطوي على معنى "المناورة" و"رائحة الخداع"، ويعني أيضا "الوجه البارد". وكلها معان أحسبها واردة في البيان الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما معلنا مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وواردة كذلك فيما تناقله تيار الإعلام العالمي الرئيسي من أنباء بشأن الحادث.

كان أوباما يحتاج بشكل خاص إلى "وجه بارد" ليؤكد مقتل بن لادن مع أنه لم يظهر دليلا واحدا يؤيد التأكيد، الذي استند فيه فقط إلى نفوذه بصفته "أقوى رجل في العالم"، غير مبال بأن يطابق سلوكه -هو رئيس الولايات المتحدة.. الديمقراطية فرضا- سلوك زمرة المستبدين العرب، كالقذافي والأسد وصالح ومبارك وبن علي من قبل، الذين لم تهتز لهم شعرة وهم يدلون بأسوأ الأكاذيب، ظانين أنهم، وبفضل منصبهم لا غير، قادرون على إخفاء "رائحة الخداع" التي تفوح من تصريحاتهم، أو أن سلطتهم تزكم أنوفنا بحيث لا نشمها!

طبقا لتصريح أوباما وما تلاه وما ارتبط به من تصريحات رسمية وأخبار، يفترض أن الرئيس الأميركي بحث مع فريقه للأمن القومي طيلة شهور المعلومات المرتبطة بتحديد مكان وجود بن لادن في مبنى من ثلاثة طوابق، داخل مجمع سكني قريب من قاعدة عسكرية، بمدينة إبت آباد، التي تبعد 60 كيلومترا شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد، ثم سمح أوباما الأسبوع الماضي لمجموعة صغيرة من العسكريين بتنفيذ عملية أدت إلى مقتل بن لادن وابنه وسيدة حاولت حماية جثته، وذلك بعد تبادل للنار استمر 40 دقيقة، ولم ينته إلا بعد أن فرغت ذخيرة بن لادن، لكنه لم يؤد إلى مقتل أو إصابة أي أميركي من الفريق الذي تحطمت إحدى 3 مروحيات استخدمها في العملية، وأنهى مهمته بأن سلم المعتقلين من حرس وأعوان زعيم "القاعدة" إلى السلطات الباكستانية، ثم حمل الجثث معه من باكستان إلى أفغانستان، قبل أن يعود ليحمل جثة بن لادن إلى بحر العرب، حيث ألقاها، أو دفنها.
لقد قاموا من قبل بعرض صور وفيديوهات لاعتقال صدام حسين وصور لجثث من قتلوهم في العراق أو في افغانستان من قادة فلماذا يترددون في عرض صور من هو عدوهم الأول؟

قالوا بأن الجثّة قد تشوّهت وتحديداً في منطقة الرأس ولكنّهم قالوا أيضاً أنّه اصيب بطلقة واحدة فماهذا التشويه الذي ستحدثه طلقة واحدة؟

ثمّ قالوا أنّهم يدرسون نشر الصور ولكنهم يوازنون ذلك مع ردّة الفعل المتوقعة على نشرها. وذكر أيضاً انهم كانوا يتابعونه منذ شهر اغسطس 2010 و في بعض الروايات من 2007!!!! الم يفكروا خلال هذا الوقت بموضوع الدفن وموضوع الصورة؟؟؟

ذكروا كما ذكر الكاتب في الاقتباس اعلاه انهم تبادلوا مع بن لادن اطلاق النّار لمدة اربعين دقيقة، ثم ذكروا اليوم بأن بن لادن لم يطلق النّار ولكن حاولت زوجته حمايته فاصابوها وقتلوه. اذاً هم قتلوا رجلاً أعزل؟ ثمّ ان كان الحال كذلك أليس من الأفضل لهم ألف مرّة أن يعتقلوه ويظهروه في مظهر الذليل أما العالم؟ هذا مع العلم ان وسائل الاعلام ذكرت ان اوباما اعطى الامر باعتقال بن لادن صبيحة يوم الجمعة وقد استخدموا كلمة Capture وهي تعني اعتقال فلماذا تحوّل الاعتقال الى قتل مع كونه اعزل؟

ثمّ جاءت بعد ذلك المحسنات

أهم المحسنات التي أدخلت على القصة، التصريح الخاص بأن طقوس الدفن الإسلامية أقيمت قبل إغراق جثة بن لادن بكيسها المثقل في البحر. وهو تصريح جاء بعد دقائق من صدور بيان لشيخ الأزهر د. أحمد الطيب يدين إلقاء الجثة في البحر، مؤكدا أنه عمل لا يقبله الإسلام.
ادعاء "الدفن" في البحر وحده جاء مذيلا بأكذوبتين أخريين، على سبيل التبرير، تقول الأولى إنه كانت هناك "صعوبة في إقناع أي بلد باستضافة الجثمان"!! حتى في "أنتركتيكا" لم تعثر "سيدة العالم وقطبه الأوحد" على مساحة "متر في متر" تجعلها قبرا لبن لادن! الدولة التي لم تستأذن ولم تهتم باستصدار أي غطاء دولي يضفي مشروعية -ولو شكلية- على احتلالها لأفغانستان تقف شديدة التهذيب عاجزة حتى عن الاستئذان للتصرف في مساحة متر مربع واحد لا غير من الدولة التي تحتلها كلها! كذا يقولون! وكذا فلنصدق!

أما الأكذوبة الأخرى فتقول على لسان مسؤول أميركي مجهول آخر: إن الهدف من إغراق الجثمان في البحر هو منع تحول قبر بن لادن إلى مزار ديني! سبحان الله، هل تتصور الإدارة الأميركية أن المسلمين -كلهم أو بعضهم- يعتقدون أن بن لادن من "أولياء الله الصالحين"، لدرجة أنهم كانوا سيشدون الرحال إلى قبره حيث كان، ولهذا لم تجعل له قبرا معلوما؟ لو صح أن هذا التصور قائم لديها فإن إغراق الجثمان يكون عملا عدائيا وتحديا واضحا لمشاعر المسلمين، الذين زعم أوباما وهو يعلن مقتل بن لادن أن إدارته لا تعاديهم!
هل هذه هي المرّة الأولى التي يكذبوا فيها؟ بالقطع لا. فعلى سبيل المثال اعطوا على حلفائهم (هولندا) حجارة على انها من القمر واتضح في ما بعد أنّها مزيفة.

من التفاصيل التي كشف النقاب عنها اليوم أنه قد عثر في المنزل الذي "قتل" فيه بن لادن على 10 اقراص صلبة، خمسة حواسيب، اكثر من 100 ذاكرة متنقلة والعديد من الاقراص المضغوطة DVD.

الصورة التالية تظهر المنزل الذي حصل فيه الاشتباك



طبعاً مساحة المنزل والذي كما هو ظاهر في الصورة مؤلف من بنايتان احدهما من ثلاث طبقات.

الاشتباك تمّ في اربعين دقيقة، هذا الوقت كان ما بين اشتباك وتبادل لاطلاق النار ومعاينة الجثث ونقل جثة بن لادن وتمشيط البنايات. ضع في الاعتبار ان الفريق الذي قام بالعملية فريق صغير وهذا ما صرّح به الامريكان انفسهم ثم اخرج بما تريد من استنتاجات.

علينا كشباب يفترض أن يكون واعياً لما يدور حوله أن نمحص الروايات ونقلبها ونفكر فيها لا أن نأخذها كما هي ونرددها لنصبح ناقلين للكذب.

هذا لا ينطبق على قصة مقتل بن لادن فقط بل على غيرها كثير، فقد رأينا كذب الأنظمة أثناء ثورات شعوبها بدون حياء أو خجل أو احترام لعقولنا فيجب أن لا نقبل أن يخدع عقولنا أحد.

المصدر: الجزيرة + وكالات اعلام اجنبية

ملاحظة 2: فكري يتعارض مع منهج وطريقة بن لادن وجماعته وترددت كثيراً في كتابة هذا الموضوع ولكن كتبته حتى يظهر الكذب والتضخيم الاعلامي الذي صاحب العملية بغض النظر عن نتيجتها.