السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد صلى وعلى آله الطيبين

وبعد،،


مخالفة العادات


مخالفة العادات عند كثير من الناس أمر صعب جدا ويكاد يكون مستحيل
وهذا من أبواب عدم الصدوع بالحق والتسليم له والانقياد لأوامر الشرع

إن المشركين في كل زمان كان من ضمن الأسباب التي منعتهم عن الإيمان إلْف العادة أي أنهم ألِفُوا العادة فقد قالوا لنبي الله هود {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} [الأعراف: 70]

وقالوا لنبي الله موسى {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا } [يونس: 78]

وقالوا لنبي الله ابراهيم لما سألهم عن الأصنام التي يعبدونها {وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ} [الأنبياء: 53]

ولما أقام عليهم الحجة ففي بداية الأمر اقتنعوا لكن سرعان ما جريت عليهم عادتهم فألقوه في النار {فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65)} [الأنبياء: 64، 65]


وقالوا لنبي الله شعيب {يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ } [هود: 87]

" وقولهم: { إِنَّكَ لأنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ } قال ابن عباس، وميمون بن مِهْرَان، وابن جُرَيْج، وابن أسلم، وابن جرير: يقولون ذلك على سبيل الاستهزاء، قبحهم الله ولعنهم عن رحمته، وقد فَعَلْ.
" ا.هـ من تفسير القرآن لابن كثير [4 /344]


وقالوا لنبينا عليه الصلاة والسلام { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3]


فهذا ديدنهم {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [البقرة: 170]

وقوله:"ألفينا عَليه آباءنا"، يعني وَجدنا، كما قال الشاعر:
فَأَلْفَيْتُهُ غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ... وَلا ذَاكِرِ اللهَ إلا قَلِيلا " ا.هـ من تفسير الطبري [3 /306]

فكانوا لا يريدون أن يحيدوا عما وجدوا آبائهم عليه واعتادوه

فحالت عادتهم دون الإيمان بالأنبياء والرسل والصدوع بالحق

وكذلك كثير من الناس عندهم عادات تصطدم اصطادم مباشر مع الشرع أو اصطدام غير مباشر، أو أمور مكروهة في الشرع ويحث على التخلص منها

فتقول لواحد يا أخي يعني لا تكثر من قيل وقال والثرثرة فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول " إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا قِيلَ وَقَالَ.. الحديث " أخرجه البخاري ومسلم صحيح مسلم

أي الثرثرة فيما لا يفيد ولا ينفع ولا طائل من وراءه
فيقول يا أخي لا تعقد الأمور!!

سبحان ربي أفمن يدعوك لكلام الله ورسوله يعقد لك الأمور، أفمن يدعوك لمكارم الأخلاق والتي منها الصمت الجميل في موضعه يعقد الأمور؟؟


اخر تقول له ربنا يبارك فيك ماذا لو تركت التدخين ؟
يقول " مقدرش أبطلها، ده ممكن يجرالي حاجة "!

وإن كان أقل وطئة يقول " يا عم أهي لو حلال أدينا بنشربها، ولو حرام أدينا بنحرقها "!

طيب يا عم الحج صحتك ومالك يقول " عارف بس اعمل ايه هي الدماغ ومزاجها مقدرش اتحكم فيها " !


ثالث تقول له انتهي عن الكلام مع البنات بأي وسيلة كانت ونفس الكلام تقوله للبنت

فيقول وتقول " وفيها ايه لما نكلم بعد طالما باحترامنا وزي الاخوات " !!


ورابع تقول له الأغاني والأفلام والمسلسلات فيقول " بطلوا تشدد وتخلف بقى، الموسيقى دي غذاء الروح، والأفلام والمسلسلات وسيلة للتثقيف " !!!!
سبحان ربي

يا أخي أقول لك الله عز وجل حرم الغناء والنبي صلى الله عليه وسلم حرم الغناء، وهناك إجماع منعقد على ذلك عند العلماء قديما وحديث ولم يخالف في ذلك غير القليل ، والمسلسلات حالها حال سوء لما فيها من كذب واختلاط وكشف عورات ومضيعة للوقت

ثم يقال " بطلوا تشدد" !!


وخامس في مصلحة حكومية يفتح الدرج فتقول له اتقي الله واغلق الدرج ولا ترتشي فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لَعَنَ اللهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ " رواه أحمد وغيره ، زاد الطبراني في معجمه الكبير " والرائش " أي الذي يسعى بين الراشي والمرتشي

يقول " لا دي مش رشوة، دي إكرامية أو حلاوة ... إلخ " !

سبحان ربي
يغير المسمى ليهرب من اللعن ولكن هيهات فتغيير المسمى لا يغير في الحكم

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " يَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِى الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا " رواه النسائي وابن ماجة وأبي داود وغيرهم

فهم يقولون مثلا مشروبات روحية بدلا من كلمة خمر
فهل هذا يصيرها حلالا ؟

بالطبع لا


في عالم المنتديات تقول لشخص الصورة الرمزية احفظها من ما يخالف الشرع وكذا التوقيع فإذا به وكأنك طعنته بسيف أو قتلته بالرشاش البلجيكي " ps90 " - وهو رشاش قوي جدا من أقوى الرشاشات وأكثرها طلقا في الدقيقة - !


وعلى هذا فقس فلست بمستقص لك إنما هي إلماحات وإشارات


وكما قلنا يصعب ترك مثل هذه الأمور بسبب إلف العادة المخالفة للشرع وأن الشخص يتخيل أنه لن يستطيع أن يحيى بدون هذه العادة، وأنه لا يتخيل أبدا أنه ينفك عنها، وأنه لا يتخيل أبدا أن تنتهي هذه العادة المخالفة للشرع من حياته لأنها تخالطه ولا يقدر على نزعها من نفسه، أو يرى أنه لو تركها سيكون موضع انتقاد من الناس ..أو أو أو .... إلخ

ولو أننا فعلنا القانون الأعظم ألا وهو قانون {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [البقرة: 285]

لهان علينا الأمر وسهل وحتى لو كان صعب سنظل نجاهد هذا الأمر وهذه العادة حتى نتركها ونتغلب عليها


وإنما يكون هذا بالحب، والمحب متبع " {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} [آل عمران: 31، 32]"



أسأل الله أن يجعل ما قلته زاد إلى حسن المصير إليه
وعتادا إلى يمن القدوم عليه
إنه بكل جميل كفيل
وهو حسبنا ونعم الوكيل



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته