هذا الشهيد لا بد ان يكرس في التاريخ وهو ابن عمي الشهيد كمال ابو طعيمة الطيطي

بدأت فصول الحكاية في رحلة شهادة المختطف الشيخ كمال أبو طعيمة عندما باغته عناصر الأمن الوقائي دون مراعاة لحرمة شهر رمضان ولا لحرمة القضاء باقتحام محكمة الصلح في بلدة دورا جنوب مدينة الخليل المحتلة ، وقاموا باختطافه بشكل همجي ونقل إلى مسلخ الامن الوقائي في المدينه
وهنا رحلة أخرى مع التعذيب والتحقيق التي أظهر فيها هؤلاء الأجهزة قمة الوحشية والإجرام في تعذيب المجاهد أبو طعيمة، وكان صموده في التحقيق الذي اعتاد عليه من قبل في سجون الاحتلال ظاهرة أقلقت مختطفيه فأحضروا طاقمين من المحققي من سجني جنيد في نابلس وسجن بيتونيا برام الله خصيصا للتحقيق معه لكن عزيمته كانت أصلب من تلك القوة الورقية.
ومرت الأيام حتى أتم شهرا ونصف في أقبية التعذيب الوحشي والتحقيق الطويل دون جدوى في النيل من صمته، فكرروا رحلة التعذيب ضده من جديد وهنا كانت بداية ظهور أعراض التدهور الصحي حيث أصيب بأول جلطة دماغية.
الشهيد أبو طعيمة الذي يعتبر نائب الأمير العام لحركة حماس في مخيم الفوار مسقط رأسه ومنسقا داخليا، وكان جديرا بمن يشغل هكذا موقع أن يردد دائما مقولة أبو طعيمة من داخل الزنزانة:'نحن وقود لمرحلة قادمة، لا بد ان ندفع الفاتورة، محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه دفعوها سابقا ومن نحن حتى تنتصر دعوتنا دون ان نزهق لها الارواح'.
لله درك يا أبا سياف ما لنت لباطل يوما، فموقفه من داخل السجن لدى الوقائي كانت خير شاهد على صلابة الرجل الشهيد، فحينما كان بعض المختطفين يطلبون منه أن يبتعد عن مناكفة المحققين وقادة سجن الظاهرية من وقائي عباس أمثال سامي حساسنة مدير دائرة الامن السياسي في وقائي الخليل ومجاهد علاونة مدير التحقيق في وقائي الخليل، كان يرد برباطة جأش المجاهد:'انعط الدنيا ونحن تحت السياط، والله انهم أحقر من ان استلطفهم فشرف لي ان أموت على يد ابناء فتح والوقائي'.
ويعتبر المدعو مجاهد علاونة مدير التحقيق في وقائي الخليل المسؤول الأول والرئيسي عن تعذيب وقتل المجاهد أبو طعيمة، حيث تركز التحقيق معه على انتمائه للحركة ودوره في تقوية بنائها التنظيمي بمخيم الفوار وفترة إبعاد إلى مرج الزهور في لبنان مع قادة حماس والجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى إشرافه على دور القرآن في المخيم، وجمع التبرعات لصالح الأيتام والمحتاجين ودور القرآن، ودوره الاجتماعي في المخيم، حتى وصل الأمر خلال التحقيق بالسؤال عن سبب تسميته لابنته البكر 'دجانة وابنه 'سياف' وحفظهما للقرآن الكريم

ولم يتوقف عند هذا الحد بل عن علاقته بالشيخ خليل ربعي النائب في التشريعي عن حماس وعلاقته مع المكتب الإداري ومكتب الشورى لحماس في المحافظة.

كما يعتبر المدعو سامي حساسنة مدير دائرة الامن السياسي في الخليل عدوا شخصيا للمجاهد ابو طعيمة حيث تفنن في تعذيبه ويخبر المختطفين من مخيم الفوار بالقول :'أسطورتكم حطمناها'، حتى أن الشهيد كان يرد خلال فترة غيبوبته قبل استشهاده عبارة 'حسبي الله عليك يا سامي حساسنة ويا مجاهد علاونة'، وأكد مختطفون أن حساسنة كان يتعمد إهانة الشيخ من خلال الدوس على قدمه ويده وتحريكها بشكل وحشي.

ومن أبرز طرق التعذيب التي تعرض لها الشهيد بإشراف وتنفيذ مجاهد علاونة وأذنابه في الوقائي، بالشبح والضرب والفلقة والهروات السميكة و'الشاكوش'، وتم حبسه مدة 98 يوما في العزل الانفرادي.

ورحل الشيخ أبو طعيمة لكن دمائه الطاهرة مازالت تلعن كل من شارك في قتله وتعذيبه، ومرور الزمن لا يمسح ذاكرة كل حر شريف أن دمائه أمانة تستوجب الثأر.