من منّا لم يسمع هذه العبارة في حياته؟.. إن لم يكن هو قائلها فالأكيد أنه سمع بها من صديق أو زميل، وإذا ما سألته لما لا تحب الرياضيات؟ قد يجيبك بسبب غموضها أو كثرة الحساب أو قوانينها المعقدة، ولربما ذهب إلى أبعد من ذلك وأخبرك أنه لا يفهم البًّتة (إطلاقاً) عندما يتكلم أستاذ الرياضيات!!
فما سبب ذلك يا ترى ؟ هل حقاً الرياضيات مُبهَمَةٌ أم أن الأمر راجع إلى مناهجنا الدراسية وطريقة تلقينِها ؟ هل عالم الرياضيات مُعقد أم شيقٌ ممتع؟
مما لا شك فيه أن طريقة إيصال المعلومة تلعب دوراً هاماً في تحبيب المادة المدروسة بما في ذلك الرياضيات بشقيها الحساب والهندسة، فدعونا نرى أجمل الطرق وأكثرها إبداعاً في تدريس الرياضيات، وليكن خير ما نبدأ به هو ما مَرَ بنا جميعاً : ” علم الحِساب” وخاصة “جداء عددين” (ضرب عددين).
من الأساليب التقليدية في الجداء (الضرب): هو جعل التلميذ يحفظ جدول الضرب سطراً سطراً.. عموداً عموداً (زنقة زنقة) لكل الأعداد الطبيعية (من 1 إلى 9 ). انظروا مثلاً طريقة تعليم جدول الرقم 9 من دون حفظه:
والآن لو سألنا أي تلميذ في الثانوية العامة أو حتى طالب في الجامعة عن ناتج جداء 21×13 في ثواني؟… 99 بالمئة سيجيبك: ” أعطني آله حاسبة ” أو أمهلني دقيقتين فالعددين عشريين”، لكن ما يجهله هذا الطالب الجامعي أن بإمكان طفل صغير في الابتدائي (تعليم أساسي/ لا يعرف حتى جدول الضرب) أن يقوم بتلك العملية في 5 ثانية … ” غير ممكن أنت تمزح…. ”
بلى ممكن لمن أحب الرياضيات.. بإمكانه إيجاد أبسط وأسرع الحلول وهذا هو سر تميز الرياضيات، فأنت غير مُجبر على اتباع طريقة مُعينة في التفكير للوصول إلى النتيجة، وإليكم أجمل وأسرع الطرق في حساب جداء عددين عشريين بل حتى مِئـَويَين …. (لهواة التقاطعات)
أو في 3 ثوانِ (لا تستغرب شاهد روعة رياضيات):
في اليابان لاحظوا تعلق الأطفال بالألعاب ومَللهُم من الحِساب، فما كان منهم إلا أن أنشؤوا ألعاباً تستهوي الأطفال وتنمي خيالهم الرياضي، ومثال ذلك “الأعداد الأولية ” … روائع المدرسة اليابانية:
ماذا عن عالم الهندسة ؟ هل يخلو من هذه الألعاب السحرية؟
طرح معلم سؤالاً لتلاميذ صف ابتدائي: كم مثلثاً يمكنكم تشكيله بـ6 عيدان ثِقاب (كبريت) ؟ (حاول أن تجيب من دون رؤية الحل)
فأجاب أغلبهم بـ مثلثان (إن كانت هذه إجابتك تابع معنا لتعرف الحل السِحري … )
لكنه أجابهم بأنكم مخطئون بل أكثر…. فهو يعلم أن مستواهم محدود إلا أنه أراد تحفيز خيالهم، وإيصال فكرة أن الرياضيات عالم واسع الأرجاء، شيق لمن أراد الترحال، مُمتِعٌ لهُواة الألغاز والألعاب..
فأصر تلاميذه أنه لا يمكن تشكيل أكثر من مثلثين بـ 6 عيدان فقط فما كان من معلمهم إلا أن شكل لهم هرماً بتلك العِيدان ( أي أربع مثلثات )!!
في ما يخص المستقيمات والمضلعات ( الأشكال هندسية ) لاحظوا كيف بسط هذا الأب لابنته كل تلك المفاهيم في برنامج بسي ط( ثوانٍ معدودة…أقل ما يقال روعة ) :
إن حدثتكم عن كل ما يمكننا تبسيطه في الرياضيات لما كفتنا أسطر بل مجلدات، وما قول زوجة “جون ناش” (العالم الرياضي الشهير الذي هامَ عِشقًا في الرياضيات، مكتشف” نظرية الألعاب” ) إلا خير دليل حين قالت عنه إنه كان يعيش عالماً آخر!!
لذلك قبل تلقين أبنائنا أو حتى أنفسنا مفاهيم رياضية فلنعلم أن الرياضيات بحر كبير، بإمكانك اصطياد قرشٍ ضخم باستعمال سمكة صغيرة كطعم، فلا داعي لتعقيد العُدة والعتاد على هواة الصيد ( كقنابل صوتية أو شِباكٍ ضخمة من أجل اصطياده …الخ) وتذكروا قول آلبرت آنشتاين “ إذا لم تستطع شرح مفهوم رياضي لطفل ذو 6 سنوات، فهذا لأنك أنت أيضاً لم تفهمه كما يجب “!!
وفي الختام لي سؤال مُتيحاً لكم المجال للإجابة عنه : من قال ” أنا أحب الرياضيات وأين؟ ”
منقول لفائدته
ضوابط المشاركة
المفضلات