تلائم نمط العصر وسوف تهزم الأسلاك وتمديداتها كما هزم الجوال الهاتف الأرضي

حتى زمن قريب كانت الهوة بين الشبكات السلكية واللاسلكية من السعة بحيث أن الشبكات اللاسلكية كانت تستخدم في مناسبات محددة أو نادرة. الا ان مثل هذا الامر شرع يتغير أخيرا استنادا الى المراقبين في هذا الميدان، اذ شرع عدد متزايد من الشركات النظر والتدقيق في أي من النوعين من الشبكات السلكية أو اللاسلكية هي الافضل في تقديم الحل المناسب لها.
ورغم أن العتاد، من المعدات والأجهزة، الخاصة بالشبكات اللاسلكية الموضعية WLAN تكلف اقل من الوصلات السلكية، الا أن الاولى تتطلب أضافة العديد من المهام اليها، فالشبكات السلكية مأمونة الاستخدام منذ أخراج معداتها من علبها في حين يتوجب على الشركات استثمار الكثير من الجهد والمال والوقت للتأكد من أن الوصلات اللاسلكية مأمونة تماما،، كما يقول كارمي ليفي المحلل الصناعي في «انفو تيك ريسيرتش غروب» المؤسسة المتخصصة بابحاث السوق.
* جاذبية لاسلكية وكانت تطويرات تقنية كبرى قد حدثت أخيرا، جعلت من الشبكات اللاسلكية الموضعية WLAN أكثر جاذبية بدعمها البرنامج العادي بمواصفات 802.11g التي تؤمن الاتصالات اللاسلكية بالنطاق العريض للإنترنت، والتي تتيح رفع سرعة التوصيل والاتصالات المتبادلة الى 54 ميغابت في الثانية. وهذه التطويرات تفي الى حد ما بمتطلبات الشركات، ففي معظم الحالات فان العاملين في المكاتب يتعاملون مع برمجيات خاصة بانتاجية المكاتب التي لا تتطلب كمية كبيرة من النطاقات العريضة، على حد قول كريغ ماثياس الرئيس في مجموعة «فاربوينت غروب» لأبحاث السوق.
وشملت الاصدارات الاولى من WLAN بعض العيوب والخروقات الأمنية التي تركزت بشكل رئيسي على أساليب الترميز والتي تعادل بعملها عملية الحفاظ على خصوصية الشبكات السلكية. وكانت هذه الاساليب ضعيفة وعرضة للتطفلات الخارجية. وكانت المواصفات هذه، لدى السماح للافراد بدخول الشبكة، تعتمد على تعريفات بالهوية معدة سلفا SSID Service Set Identifiers للتحقق من كل جزء من اجزاء الشبكة، وبالتالي يجري الكشف على المعلومات الخاصة بالاجهزة الفردية بطريقة من الطريقتين التاليتين:
الطريقة الاولى، التحقق من الهوية التي تتطلب أن يقوم الجهاز بتقديم تعريف بالهوية SSID للسماح له بدخول الشبكة. لكن المشكلة هنا أن نقطة الدخول تقوم بشكل ثابت ومستمر باذاعة هذا التعريف SSID بحيث أن بمقدور المتطفلين تحري وجوده بأجهزة خاصة مثل محللات الشبكات التي تستخدم معلومات التعريف للدخول الى الشبكة.
أما أسلوب التحقق الثاني فهو يرغم كل نقطة دخول على ارسال رزمة أختبار معلوماتية للتحقق من الهوية الى كل زبون التي ينبغي ترميزها واعادتها الى نقطة الدخول بالصيغة الملائمة. فاذا كان الزبون لايملك مفتاح ترميز، أو يملك ترميزا خاطئا، فان محاولة التحقق من أصل الزبون وهويته تفشل ولايسمح له عند ذاك بدخول الشبكة. ولمواجهة مشاكل الترميز هذه قامت الشركات المسوقة للتقنيات بتطوير مستوى جديد من الاجراءات الأمنية مثل تقنيات «حماية الدخول الى الشبكات اللاسلكية» بحيث أن مسالة العثور على منتجات تتماشى معها باتت سهلة حاليا.
* كلفة متدنية وعلاوة على التقدم العادي الحاصل هذا فان أسعار منتجات الشبكات اللاسلكية شرعت تنخفض مع ازدياد شعبيتها، اذ بات عدد متزايد من الاجهزة حاليا يأتي بمهايئات وصل الى الشبكات اللاسلكية، بحيث لايتوجب على الشركات المستخدمة لها سوى دفع كلفة نقاط الدخول الى الشبكة.
وفي حديث لمجلة «تيك نيوز ورلد» يقول ماثياس من «فاربوينت غروب» «انه توقع فعلا أن تتضمن الكومبيوترات الحضنية توصيلات للشبكات اللاسلكية مدمجة بها، لكنه دهش حقا من أن العديد من المنظمات الرقمية الشخصية «بي دي أيه» مجهزة بها حاليا».
واستنادا الى اسلوب توزيع الاجهزة ونشرها في المكان المخصص لها فان الشبكات اللاسلكية هي أرخص من السلكية، خاصة وانه لايتوجب على الشركات مد أي كابلات التي قد تكون مرتفعة الثمن وصعبة التركيب.
والمعلوم أن تصميم الشبكات اللاسلكية يلائم نمط عمل الموظفين، «اذ انه لايوجد اليوم موظفون مقيدون الى مكاتبهم، بل انهم يتجولون حول مكاتبهم من مكان الى أخر» كما يلاحظ ماثياس.
كما أن الشركات تقوم بشكل متزايد بأرسال موظفيها الى خارج مكاتبها لمقابلة الزبائن وجها الى وجه، لذلك فأن الشبكات اللاسلكية قد تساعد في ابقاء هؤلاء الموظفين المتجولين على أتصال مع المكتب الرئيسي «لكون العديد من الشركات اليوم باتت تفتح شبكاتها اللاسلكية لزوارها الذين هم بحاجة الى دخول الإنترنت، كما يقول ليفي من «انفوتيك ريسيرتش غروب».
لكن لايتفق الجميع أن الامر بمثل هذه السهولة، فالدخول الى الشبكات اللاسلكية ليس أمرا شائعا جدا كما هو الحال بالنسبة الى الاتصال السلكي بالنسبة الى معظم الشركات. والشركات عادة تملك قاعدة واسعة من الوصلات السلكية وترغب في استثمارها الى حدها الاقصى عن طريق اضافة تمديدات جديدة، على حد قول راشنا اهلاوات مديرة الابحاث في مجموعة «غارتنر غروب».
ولا تتطلب التوصيلات اللاسلكية تمديدات من الكابلات، لكنها صعبة التوزيع والنشر لأنه يتوجب على دوائر تقنيات المعلومات مواجهة العديد من المشكلات والمصاعب المتعلقة بالتشويش والتداخل واحتواء النطاق العريض. ثم أن معدلات البث والاستقبال للشبكات اللاسلكية قد تراوح، وأحيانا بشكل كبير، نظرا الى سماكة جدران الغرف وموضع افران المايكروويف وقوة هوائيات الشبكة والتداخل الحاصل من قبل الاجهزة الاخرى القريبة. ولكون مثل هذا التداخل متعلق تماما بموقع الاجهزة، يتوجب على الشركات عادة التوجه الى أجهزة التكامل في الشبكات السلكية المحلية للمكاتب LAN طلبا للمساعدة لدى تركيب شبكاتها مما يضيف الى الكلفة.
وبينما يستعر النقاش بين ايهما أفضل الشبكات السلكية أواللاسلكية، يبدو أنه لايوجد توجه عام نحو التقنية اللاسلكية في الوقت الراهن. ولكن «في الثمانينيات دخلت الشركات في نقاش كبير جول فائدة الهواتف الجوالة» كما يستخلص ليفي من مجموعة »انفو تيك ريسيرتش غروب« الذي اضاف: «لكن اليوم لا أحد يعود الى الهواتف السلكية، أو الارضية، وهذا ما يجعلنا نتوقع ان تقوم الشركات بالشيء ذاته بالنسبة الى شبكات المكاتب».

المصدر : الشرق الأوسط

ودمتم