فماذا صبرنا نحن ؟ موقف أثر في نفسي في بلاد الغرب

[رياح النصر]

أي مصاب مصابه
إنه المٌ في صورة إنسان
إنه خريطة أسىً , الله وحده يعلم طولها و عمقها و تعقيدها , عمرها عشرات السنين, لونها أشد حمرة ً من الدم , كتبت بأسى الأيام و الليالي , لـُونت بأشكال الألم حتى صارت ألماً خالصا ً , يبكي قسوة الرجال و ظلم الإنسان و الحقد الدفين ..
من رحمة الله علينا أن أكرمنا بنعمة النسيان , لكن هذا الرجل لم يستطع أن ينسى من حياته إلا السعادة و معناها , و الإبتسامة و محياها الجميل , و كل ما هو جميل , أشياء ٌ ضاعت في سلة النسيان حتى أسماؤها لم يعد لها وجودٌ في قاموس حياته !..
و في يوم ٍ من أيام عمره كان قائداً , يأمر فيطاع , و يتكلم فيسمع لكلامه , يعطي الأوامر و يحرك الكتائب و يقود المعارك الطوال , و بحركةٍ من قلمه تتحرك رجال و تنطلق أعيرةٌ و تـُدك سهول و تهتز جبال .
و يوماً آخر من أيام عمره يأتيه و هو أسيرٌ تحت أيدي الأحتلال ..
فيعذب و يهان ..
و تقتل زوجته و يقتل ولده ..
و يخترق صدره ثلاث رصاصاتٍ و يصاب بمرضٍ في الأعصاب ..
و يطول معه الطريق فلا ينفع مع طريقه صبرٌ و لا رجوله
يعيش حياة التعب منذ أن شاء القدر له أن يحيا على هذا الكوكب , ليشهد أرضه و قد وطأتها قدم العدو الكافر , و يشهد اهله و قد مزقهم حقد ******* الصربيين , و يشهد دينه في مستنقع الهزيمه المره .
و اليوم أمامي يحتاج من يضع له الكرسي حتى يصلي صلاة ربه , يطوف البلاد و يطرق المساجد , يستجدي عطف أبناء جلدته بما تجوده نفوسهم من مال الله , بكى ذلة المسأله و الإمام يسأل له المساعده من المصلين , بكى جرحه الغائر ..
بكى كما يبكي الصغير , و بيده التي لطالما حملت السلاح لترد به الطغيان دفاعاً عن أرض الله , بيده التي لطالما جهدت ترفع راية لا إله إلا الله , بيده يستر وجهه , و أصابعها التي لطالمت ضغطت زناد الجهاد يمسح بها دمعه , و صوته الزائر اصبح خنيناً و فحيحا ً , يقول من بين الدمع و الأمتنان و لحنه مرّ َ الصبر و طول الحرمان : شكراً جماعة !..
عيبٌ أن تبكي الرجال , غير أن زمانه الذي ما عرف فيه قومه معنى الكرامة و لا ذاقوا طعم العزه , أبكى فيه الرجولة المضيعه , التي ضاعت يوم اضاع القوم تاريخهم و استبدلوا عزة دينهم بذلة العبيد , فمضى الفرس من غير فارس و غدا الحق بلا حارس , و غابت في الميدان أفعال الرجال , فلا قوس ٌ و لا وتر , و لا سيف ٌ و لا حجر.. بل بكاءٌ .. و عويلٌ .. و نواح الثكالى و دموع اليتامى , و مخنثين أشباه الرجال , يدفعون الباغي و يلوذون عن الحمى بالتيتم !.. بالمسكنه !.. بحياء العذارى و ثياب المتوسلين , بمعاصي الغافلين , و شعارات الكاذبين , و سلام الخائنين.. أصبحنا أمة نفاق ٍ و تلفيق , أصبحنا أمة شعارات ٍ و هتافات ٍ و تصفيق , أمة تجيد الرقص على الأوتار , و تجيد تمثيل الأدوار , إلا أدوار الرجال ..
إن نفوسا ً ماتت على غير عز ٍ شهدته بأعينها , فلتلعنها الأجيال في قبورها ..
إن نفوسا ً أمكنها أن تقيم في غير القمم فلتباركها لعنة السماء ..
إن الغاصب لا يعود إحسانا ً , و الرجال لا تستحي حياءً و إنما تخوف تخويفا ً.. و لن تعود الكرامة المضيعه و لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها , حتى يعود أرباب الجهاد , و تسيح راياته في البلاد , حتى يَدقّ الحديدُ الحديد , حتى يرغم أنف كل جبار ٍ عنيد , و يعود كتاب الله ليحكم من جديد , و ترضع لدينا الصغار لبن التوحيد , حتى تعود صيحات الموحدين تدوي في المكان , حتى تعمّ َ الأرض أصداء الأذان , حتى تسجد لله جباه الموحدين , لتهتز بها الأرض تحت أقدام اليهود الغاصبين و تضيع أحلام عباد الصليب , حتى يعود أعداء الله بحد السيف صاغرين , حتى تذل كل رقاب الكافرين , حتى تعود الأمة ولودٌ , و تحمل أرحام المؤمنات بالفاتحين ..
لكنّ وعد الإله حقٌ و سيحيا هذا الدين ..
رغم أنف الجاحدين و رغم أنف الملحدين ..
و سيأتي الفرج من عند الإله .. و سيأتي النصر المبين ..
و لكن بنو الإسلام صبرا ً ..
إن الله مع الصابرين .

[أم سامر]

قال صلى الله عليه وسلم : (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قيل : يا رسول الله فمن قلة يومئذ قال : لا ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، يجعل الوهن في قلوبكم ، وينزع الرعب من قلوب عدوكم ، لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت) .

----------------





يا عابد الحرمين لو أبصرتنا --- لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه---فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل----فخيولنا يوم الكريهة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا----رهج السنابك و الغبار الأطيب
ولقد أتانا من حديث نبينا----قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في---أنف امرئ ودخان نار تلهب

[رامي الزهراني]

الحمد لله على نعمة الإسلام

وشكرا لكم

[رياح النصر]

بارك الله فيك الأخت ام سامر
بحثت عن الحديث الذي ذكرتيه فلم أجده إلا في مسند الإمام أحمد و هو :
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا ابن المبارك ثنا مرزوق أبو عبد الله الحمصي أنا أبو أسماء الرحبي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : : (قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها ، قال : قلنا : يا رسول الله ، أمن قلة بنا يومئذ ؟ قال : أنتم يومئذ كثير و لكن تكونون غثاء كغثاء السيل ، تنتزع المهابة من قلوب عدوكم ، و يجعل في قلوبكم الوهن ، قال : قلنا : و ما الوهن ؟ قال : حب الحياة ، و كراهية الموت .).


و إن كان الحديث موجود عند راوٍ آخر فاعذروني على تقصيري في البحث و شكراً.

[رياح النصر]

هذه المقاله كتبتها بعد أن دخل المسجد رجلٌ من البوسنه و معه أوراقه الثبوتيه يطلب المساعده من المصلين ..
حاله كان يرثى له من شدة ما نزل به من التعب و الأوجاع فلا يستطيع السير بشكل طبيعي و لا الحديث الطلق و لا الكلام الواضح و لا بستطيع الجلوس و القيام بمفرده إلا مع عنتٍ و شقاء ٍ شديدين !..
و عندما وصلت المسجد على صلاة الظهر وجدته وحده ينتظر أما المسجد و الباب مغلق , ساعدته بدخوله المسجد و أحضرت له الكرسي و رفعت اآذان داخل المسجد ثم صلى المسلمون صلاتهم و كنا جميعاً أربعة و البوسنوي خامسنا
قد أجريت له عمليتين و مقرر له ثالثه و الله وحده يعلم كم يبقى له حتى نهاية مشوار العمليات .
تحتاج العمليه ما يقرب من خمسة عشر ألف يورو و هو لم يستطع أن يجمع الألف الأولى بعد !..
وصلت لغرفتي مساءً و الحزن قد ملكني و لا أملك حيلةً لمساعدة الرجل و لا أجد من أشكو له حالي فأمسكت بالقلم و جرى القلم على دفتري و كان ما قرأتم.


أسأل الله ان يتغمده و المسلمين خصوصاً و البشرية جمعاء برحمته .

[أم سامر]

طيب الا تستطيع اخي الفاضل ان تفضي صندوقا خاصا له بالمشفى او المسجد لجمع التبرعات له او تخبر احد العوائل المقتدره على تخصيص الزكاة له في كل عام ..او اجراء العمليه لوجه الله دون اي مقابل ..؟ وجزاك الله خير ..

[رياح النصر]

و الله يا أختي الكريمه الفكره جميله جداً لكن تطبيقها في المكان المقيم فيه انا صعب جداً للأسف
أن أدرس في إحدى مدن ألمانيا الشرقيه , و هذه المدينه و غالب المدن الشرقيه مشهوره بالفقر و الجهل قياساً بالغربيه ..
المسلمين في هذه المدينه بعددهم القليل و التزامهم المتواضع لا يعول عليهم في مثل هذا الأمر
زكاة المال بالكاد تجمع , و هي لا تسد حاجةً و لا تروي ظمئاً و عادة ً لا تتجاوز الألف يورو بكثير , و مستحقوها من المسلمين هنا كثر
الرجل يطوف على المساجد طوال وقته و ينتقل من مدينةٍ لأخرى و سيجد في المدن الكبيرة يد بيضاء تمتد لإعانته .. و قد أجرى فعلاً عمليتين في القلب و الحمد لله.
لا شك أن هذا سيطول معه و لكن ربما لا يوجد حل ٌ بديل و الله تعالى أعلم .
أسأل الله له و لنا و لكل المسلمين العافيه و دوام العافيه و الشكر على العافيه .

[أم سامر]

سبحان الله..بالفعل مأساة...بل انها كارثه تحل بين المسملين ...نسأل الله له العافيه و المدد والعون والصبر..وان يجيزه خيرا على هذا الابتلاء العظيم..وان يكفر الله عنه وياجره أجرا عظيما..واعتقد انه ممن يمر بحالته كثير..ولكن نسأل الله لاخواننا الصبر..فوالله ما وهن المسملين الا ترك دينهم ..وما كثرت هذه الحالات الا لقله اهتمام المسملين ببعضهم ..وتهميش قضايا بعضنا وعدم نصرة اخواننا ومد يد العون لهم ...ولاحول ولا قوة الا بالله ....وما الشكوى الا لله..


أم سامر

[Om51]

في الحقيقة الواحد منا يعجز عن التعليق على مثل هذه القصص
فعلا قصص وعبر , تجعلك تستخف بالدنيا ومن فيها ..
اللهم أحينا مادامت الحياة خيرا لنا وأمتنا مادام الموت خيرا لنا ...

[reeadh]

انصحه بالتوجه الى فرنسا فهناك سيعالجونه مجانا عند حصوله على L'Aide médicale de l'Etat (AME)

وهي سهلة كل ما عليه هو اثبات عدم ملكيته للاقامة بفرنسا واقامته غير شرعية
https://www.ameli.fr/212/DOC/704/fiche.html
الترجمة
https://translate.google.com/transla...language_tools

[أم سامر]

اخي Om15 ما هذا الدعاء ؟ فالموت خير والحياة خير..وليس بينهما تخيير..فكيف تدعي بموتك اذا كنت حي..وقد ابتلاك الله ليرى ايمانك وصبرك ويكفر عنك ويجزيك ..وكيف تدعي بموتك وانت لا تعلم حالك منه؟ فنبينا ايوب عليه السلام حين ابتلاه الله..لم يدعو الله ان يميته وانما صبر على بلواه لان في يقينه ان هناك فرج ات من الله وان الله يبتليه في نعمه له..ودعى ربه ان يفرج عنه كربته..فالحمدلله على كل حال ...
ومثل هذه القصص لا تحتاج الى تعليق ..بل الى نظرة فيما نفعل اتجاه ممن يعانون مثلهم ولا يلقون اهتمام..وهذه القصة ليس بها عبرة وانما..تحكي حالنا فقط..اللهم انا نسألك الثبات والصبر وحب المساكين وعونهم..اللهم امين..

[رياح النصر]

سبحان الله يا جماعه ..
المصيبه أن الأمه بعد كل ما أصاب بها تراها تجري خلف الغناء و الرقص و الكرة و خلف اللهو المباح منه و غير المباح و كأن حالها أنهها الأمة المنتصرة في زمانها !....
فإذا علمت أن تعداد سكان كوسوفا 2 مليون و 90% بالمئه منهم مسلمين , و أن 70 % من سكانها نزحو في فترة قصف قوات حلف الأطلسي للمنطقه و التي استمرت قرابة الثماني و الستين يوماً بحجة الدفاع عن سكان البوسنه , فتخيل معي كم عدد العائلات المصابه رجالها بحالات مشابه , هذا إذا كانت رجالها ما زالت على قيد الحياة !...
ناهيك عن مصائب الأعراض التي سمعنا بها و التي تشيب لها الولدان والله
ناهيك عن عن مقابر المسلمين الجماعيه التي اكتشفت و ما تزال تكتشف إلى اليوم !...


إن كنت تعلم فتلك مصيبة ٌ و إن لم تكن تعلم فتلك أعظم

سبحان الله يا جماعه ..مدينه كامله لم أجد فيها بين المسلمين من اصارحه بما جال في خلدي و حاك في صدري من ألم و أسى ..

[رياح النصر]

إن الأمة التي تحيط بها ظروف كظروفنا وتنهض لمهمة كمهمتنا، وتواجه واجبات كتلك التي نواجهها لا ينفعها أن تتسلى بالمسكنات أو تتعلل بالآمال والأماني، وإنما عليها أن تعد نفسها لكفاح طويل عنيف، وصراع قوي شديد بين الحق والباطل، وبين النافع والضار، وبين صاحب الحق وغاصبه، وسالك الطريق وناكبه، وبين المخلصين الغيورين والأدعياء المزيفين، وإن عليها أن تعلم أن الجهاد من الجَهد، والجهد من التعب، والعناء، وليس مع الجهاد راحة حتى يضع النضال أوزاره، وعند الصباح يحمد القوم السرى.
(مصطفى السباعي)

[TeT_TaT]

أيا عمر الفاروق هل لك عـــودةً-- فإن جـــيوش الروم تنـــهى وتأمرُ
رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم -- وجيشك في البلقان صلوا وكبروا
نســــاء ســــرايفو تكحلن بالأسى -- وفي بيت لحم قاصـــرات وقصّرُ
أيـــــا عمر الفاروق هل لك عودة-- فإن جيوش الروم تنـــهى وتأمرُ

[محمد الأصبحي]

في الحقيقة الواحد منا يعجز عن التعليق على مثل هذه القصص
فعلا قصص وعبر , تجعلك تستخف بالدنيا ومن فيها ..
اللهم أحينا مادامت الحياة خيرا لنا وأمتنا مادام الموت خيرا لنا ...

:up:
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين