بسم الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




سأتناول في مقال اليوم مشتت مائي ذو دائرة تبريد مغلقة من الشركة الرائدة Antec و هو طراز Kuhler H2O 620 الأخ الأصغر للمشتت Kuhler H2O 920.




أدعوكم أولاً لمشاهدة فيديو المراجعة و فتح الصندوق, الفيديو متوفر بدقة HD









و هذا الفيديو يشرح طريقة تركيب المشتت بالتفصيل









لا شك أن أموراً كثيرة تغيرت على الساحة التقنية خلال السنوات القليلة الماضية, أستطيع القول أن كثير من الأفكار تغيرت جملة و تفصيلاً خلال تلك المدة. تبريد الحاسوب واحد من الأمور التي شهدت تغيرات واسعة, و قبل أن أتحدث عن تلك التغيرات دعونا نعود بالذاكرة عشر سنوات. لم يكن تبريد الحاسوب في الماضي محل اهتمام كما هو اليوم, إذا ذهبت قبيل الألفية الثالثة لتشتري حاسوب جديد, فإن كل ما تحظى به هو مروحة صغيرة يتم تركيبها على المعالج لتبريده, و لم يكن معظمنا على علم بكسر السرعة و رفع الترددات. كان دور المشتت الحراريّ هو الحفاظ على حرارة المعالج (أو أي مكوّن آخر) ضمن الحدود الآمنة و لم تدعُ الحاجة لاستحداث أي طرق تبريد جديدة, و حتى إن وُجدت فكان يُنظر إليها باعتبارها ترف زائد, و كان المقبلون على هذا النوع من التبريد منحصرين على محترفي كسر السرعة. بعد مضي سنوات, ظهرت المعالجات و المكونات الحديثة التي حملت مواصفات جديدة جعلتها تغازل المستخدم بنشاط جديد اسمه "كسر السرعة" لتقدم له تجربة ممتعة قلما شهدها خلال سنوات امتلاكه للحاسوب, باختصار كسر السرعة يتطلب مد المعالج (او بطاقة الرسوميات أو الذاكرة العشوائية) بدفعة من الطاقة (الفولت), و لعلكم تتذكرون أيام المرحلة الإعدادية عندما كان مدرس العلوم يذكرنا كل حصة بأن "الطاقة لا تفنى و لا تُستحدث من العدم"؛ لذا نجد أن الطاقة الكهربائية الزائدة التي مددنا المعالج بها تتحول إلى طاقة حرارية, و لما كانت الحرارة هي أحد أعداء المكونات الإلكترونية, وجب محاربة تلك الحرارة و تقليل حدتها ( و لا أقول القضاء عليها).


بات من الضروريّ استخدام طرق جديدة للتبريد, لا أعني هنا أن تلك الطرق (التبريد الهوائيّ و المائيّ و التبريد الاحترافيّ باستخدام النيتروجين و غيرها) لم تكن موجودة قبل, و إنما أقصد أنه أصبح لزاماً إتاحتها للجماهير و تسهيل الحصول عليها لتشجيع هؤلاء المستخدمين على خوض غمار تجارب كسر السرعة المثيرة. حتى لا أسهب في الحديث أذكركم أن التبريد الهوائيّ ظل هو الملك لفترة طويلة, و كان التبريد المائيّ مقتصر على المحترفين و أصحاب الميزانيات الكبيرة من الأثرياء. و حتى المحترفين كان عليهم توخي الحذر عند التعامل مع انظمة التبريد المائيّ؛ ذلك لأن أجزاء النظام المتعددة يجب أن تكون متوافقة مع بعضها البعض, كما أن تسرب الماء كان الكابوس الذي لطالما أزعج الجميع. و لأن التطوير يطرأ على كل ما يتعلق بالتقنية ظهرت أنظمة التبريد المائيّ المُغلقة و تعرف باسم Self-Contained و هي أنظمة تأتي من المصنع مُركبة مسبقاً, و تكون اجزاءها مُوصلة ببعضها البعض و جاهزة للعمل بعد تركيبها مباشرة, و هي أنظمة سهلة التركيب, ربما أسهل من المشتتات الهوائية التقليدية, كما أنك لن تحتاج لصيانتها أو تغيير السائل حتى. قضت تلك الأنظمة على معظم عيوب التبريد المائيّ مثل تسرب السائل؛ فلم أسمع عن حادثة تسرب إلا مرة واحدة فقط. كما أن القطع تأتي متوافقة مع بعضها و لا حاجة للتغيير او التعديل (بعض الناس يجرون تعديلات على المضخة و الخراطيم للحصول على أداء مُحسن), ناهيكم عن السعر الذي أصبح في المتناول بعد أن أصبحت أسعارها مقاربة لأنظمة التبريد الهوائيّ و ربما أقل.


دعونا نتعرف على المشتت عن قرب قبل أن ننتقل لنلقي نظرة على الأداء.


التغليف





علبة المشتت متوسطة الحجم عليها صورة كبيرة للمشتت و شعار أسفل اليمين يدل على توافقه مع منصات LGA2100 لذا فهو مناسب لأصحاب منصات X79. أهم ما يميز المشتت هو أنه Quick install أي يتم تركيبه بسرعة و سهولة, كما أنه Zero Maintenance أي لا يحتاج لأي عمليات صيانة و إصلاح, فهو مشتت ذو دائرة تبريد مغلقة كما ذكرت من قبل.







ظهر العلبة عليه شرح لأهم مواصفات و خصائص المشتت بالتفصيل.







على الجانب يوجد جدولان واحد لشرح أهم المواصفات التقنية و الآخر لسرد محتويات الكرتونة.





الجانب الآخر يحمل صورة مثيرة للاهتمام حقاً, حيث توجد مقارنة بين اداء المشتت و بين مشتت إنتل الهوائيّ الافتراضي و أحد المشتتات المائية من الجيل الأول, لا أعلم الجيل الأول للشركة أم الجيل الأول لشركات اخرى!



أعلى الكرتونة مكتوب عليه Quick Install | Zero Maintenance بستة لغات مختلفة (العربية ليست منهم بكل أسف), كما توجد صورة للمشتت و هو موجود داخل أحد الصناديق.




فتح الصندوق






تجدر الإشارة إلى أن الصندوق يأتي مُغلفاً بالكامل بطبقة رقيقة من البلاستيك (يمكنكم مشاهدة الفيديو فهو يُظهر الصندوق بشكل أوضح). بعد فتح العلبة وجدت صندوق آخر كبير مُصنع من كرتون قابل لإعادة التصنيع, صديق للبيئة.





استخرجت الكرتونة و وجدتها مُغطاة بطبقة من الفلين الأبيض.





وجدت المشتت مع كافة المتعلقات سواء المروحة أو قطع التثبيت للمنصات المختلفة, كلهم موجودين داخل غُرف مُخصصة داخل الكرتونة, و هذا يُساهم في تقليل الاهتزازات أثناء النقل و الشحن لكي لا يتعرض المشتت و باقي القطع للكسر. التغليف رائع و يستحق الثناء عليه.





المتعلقات التي تأتي مع المشتت تشمل كتيب تشغيل جيد جداً به طريقة التركيب و توضيح لكافة المتعلقات بالتفصيل, و مروحة, و قطع التثبيت الخاصة بالمنصات المختلفة.






المروحة من تصنيع Antec ذات لون أسود و غير مضيئة, تعمل في منتهى الصمت و السلاسة و لا يصدر عنها أي صوت مزعج, قد يكون الصوت بالنسبة لمحبي الهدوء مسموع, و لكنه لا يقترب لدرجة الإزعاج بأي شكل.







يتم توصيل رأس المروحة 3 بن بالوصلة الخارجة من جسم مضخة المشتت, و من ثم توصيل الوصلة الثانية الخارجة من جسم المضخة باللوحة الأم. أي أنك لن تحتاج لأكثر من مخرج واحد 3 بن على لوحتك الأم و هو موجود بكل تأكيد.







قطع التثبيت الخاصة بإنتل و AMD و المسامير الخاصة بتثبيت المشتت على منصات LGA2011. لاحظت أن بعض قطع التثبيت من تصنيع Asetek و عليها شعار الشركة. الأمر الثاني الذي لاحظته هو تغيير قطع التثبيت البلاستيكية التي استكى منها كثير من المستخدمين بسبب تعرضها للكسر عند إحكام غلق المسامير عليها عند التركيب, نظام التركيب هنا تم تحسينه. كما تم إضافة مسامير خاصة للتركيب على منصة LGA2011.




المشتت



أول ما لاحظته عند التعامل مع المشتت لأول مرة هو صغر حجمه مقارنة بأخيه الأكبر H2O 920 الذي تعاملت معه لفترة طويلة من قبل. رادييتور مشتت H2O 920 كان سميك بشكل ملحوظ, أما رادييتور H2O 620 فرفيع كما يبدو من الصورة.



المشتتات المائية ذات دائرة التبريد المُغلقة تتكون من ثلاثة قطع رئيسية: 1) الرادييتور, و هو نسخة مُصغرة من رادييتور السيارات, يتكون من سطح معدني عليه مجموعة كبيرة من الريش و النتوءات التي تزيد من مساحة سطح التشتيت, و يمر الماء عبر الرادييتور ليتم تبريده. 2) المضخة و تكون موجودة على القاعدة النحاسية التي تلامس المعالج و تسحب الحرارة منه. 3) انابيب توصيل السائل بين كلتا القطعتين. سأبدأ الحديث عن كل قطعة على حدى.




1) المضخة








أول ما لاحظته على المضخة هو قلة ارتفاعها فهي Low Profile و لن تتعارض مع أي من مكونات حاسوبك. تتكون هذه القطعة الكائنة أمامكم من جزأين, الجزء الداخليّ و الجزء الخارجيّ. الجزء الداخليّ هو المضخة التي تقوم بدفع السائل داخل الخراطيم. و تتصل باللوحة الم عن طريق سلك 3 بن يوصل لها الطاقة اللازمة لتشغيلها و تمكينها من دفع السائل عبر الأنابيب. أما الجزء الخارجيّ فهو القلب المعدنيّ CPU Block و هو جزء معدني مصنوع من النحاس يتصل مباشرة بجسم المعالج لكي يسحب منه الحرارة. الحرارة تصل بعد ذلك للماء الذي يمر على القلب النحاسي, و تقوم المضخة بدفعه عبر الخراطيم للرادييتور الذي تمر المياه عبره لكي يتم تبريدها بفعل الهواء القادم من المروحة المرفقة, و هذه هي دورة التبريد.









نظراً لحساسية و أهمية هذا الجزء, وضعت الشركة غطاء من البلاستيك عليه لحمايته و لحماية المعجون الحراري الموضوع عليه مُسبقاً.







المعجون الحراريّ الذي تم وضعه مسبقاً يكفيك للعمل بكل تأكيد, و لا توجد أي مشكلة ان استعملت المعجون الاحترافيّ المُفضل لديك. النحاس بالأسفل يلمع دلالة على جودته, و نلاحظ وجود مجموعة كبيرة من المسامير لمن أراد فك النظام و العبث به بالتعديل و نحوه.










أظهر الفرق بين الصورتين :D


تظهر جودة الصنع على مكان اتصال المضخة بالأنابيب, و كما تلاحظون يمكن تحريك حلقة الاتصال تلك يميناً و يساراً بلا مشاكل, النظام مرن و يسمح لك بسهولة تركيبه و التعامل معه.

أخيراً, يوجد مخرجين للكهرباء, واحد للاتصال بالمروحة لمدها بالكهرباء, و الآخر يتصل باللوحة الأم ليمد المضخة و المروحة بالطاقة.