المصادفة وحدها كشفت واقعة انتحال مختل عقلياً صفة أحد علماء الأزهر بعد أن ظل سنوات يصدر الفتاوى ويجيب عن أسئلة بعض صحف الاثارة في مصر التي اعتادت استطلاع آراءه في مختلف القضايا بحثاً عن الأفكار الغريبة التي اعتاد إعلانها.

وفي آخر الأحاديث الصحافية التي أدلى بها، أطلق هذا الرجل ويدعى عبد الصبور الكاشف عدداً من أغرب الآراء التي أبرزتها جريدة "النبأ" التي تعرف في القاهرة باعتبارها أشهر "الصحف الصفراء"، وصرح بأنه يبيح الزنا ويحرّم أكل الفاكهة ويسمح بالعلاقات الآثمة، ونشرت الصحيفة له صورة ضخمة تظهره مرتديا الزي الأزهري مطلاً على القراء بلحية ضخمة.

وجاء رد الفعل سريعاً هذه المرة عكس كل الفتاوى السابقة التي لم يلتفت إليها أحد، حيث تقدم نائب بسؤال في مجلس الشعب عن صحة صدور هذه الفتاوى عن عالم أزهري، فسارع شيخ الأزهر بالتحقيق في الواقعة وإعلان أن هذا الشخص ليس سوى موظف إداري في إحدى إدارات المجمع وليس عضواً فيه.

وبعد أن تقدّم ببلاغ يتهمه فيه بانتحال صفة والإساءة إلى الأزهر، ذهبت قوات الشرطة لإلقاء القبض على الكاشف ليفاجئوا بعشرات من المجانين يقيمون معه في منزله، ويؤكد الجيران في حي الدراسة ان "الشيخ" ينفق على هؤلاء من إرث له يضعه في مصاف الأثرياء.

أما المفاجأة الحقيقية فتكشفت حين عثر رجال الأمن في أوراق الرجل على شهادة طبية ترجع للعام 1979 تؤكد انه "مختل عقلياً وغير مسؤول عن تصرفاته، وأن الواجب معاملته معاملة الأطفال"، ليتضح للجميع أن الفتاوى والآراء التي ظلوا يتندرون بغرابتها سنوات طويلة صادرة من مجنون وليس من عالم أزهري كما كانوا يعتقدون.