السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قامت الندوة العالمية للشباب الإسلامي بعقد مؤتمرها ال10 بالقاهرة بداية هذا العام..
كان من ضمن الحضور إحدى قريباتي..التي ذكرت لي ايفون ردلي..
من هي ايفون ردلي ومن أين أتت..
وجدت هذا التقرير من موقع ((الرواد)) فأحببت أن أشارككم قصتها..

"يجب أن نعلم الشباب ألا يخافوا من أحد سوى الله عز وجل "..

بهذه الكلمات البسيطة العدد عظيمة المعنى، أنهت السيدة ايفون ردلي (كلمتها أمام المؤتمر العاشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي) الذي عقد بالقاهرة .

فمن تكون هذه المرأة التي لا تعرف من اللغة العربية سوى كلمة "الحق"؟
وكيف تحولت إلى الإسلام؟ وما علاقتها بالأستاذ سيد قطب والسيدة زينب الغزالي؟ وما قصتها مع حركة طالبان وأسامة بن لادن؟ ولماذا لا تشرب الكوكا كولا؟

تعالوا بنا نقترب من هذه الشخصية التي تحولت في أيام قليلة من حال إلى حال، من شهرة عملها الصحفي إلى شهرة إسلامها وارتدائها الحجاب..ومن كراهية للإسلام والمسلمين إلى كراهية للغرب والأمريكان!

بداية القصة
ايفون ردلي، امرأة بريطانية تبلغ من العمر 48 عاما، تعمل صحفية في عدد من الجرائد والمجلات البريطانية العالمية مثل جريدة صانداي اكسبريس وجريدة الإندبندنت، كانت تتحرك هنا وهناك بحثا عن الحقيقة بعد أحداث 11 سبتمبر والتلويح الأمريكي بضرب أفغانستان.

أرادت ايفون كصحفية أن تقترب من الصورة أكثر وتسافر إلى أفغانستان وتنقل للعالم استبداد حكومة طالبان وظلمها للمرأة، وكيف ستواجه هذه الحكومة الغاشمة الحرب الأمريكية.

حملت ايفون كل هذه الأسئلة والاستفسارات واتجهت إلى باكستان، ومنها تسللت لأفغانستان متخفية في لبس امرأة أفغانية على ظهر حمار بين شقوق الجبال، ووصلت للعاصمة كابول وانبهرت من الاستعداد النفسي لدى الأفغان لمواجهة الحرب، وضحكت من سخرية امرأة أفغانية منها لأنها أم لطفل واحد، بينما الأفغانيات يلدن 15 طفل من أجل الحرب والاستقلال لبلاد لم تعرف الاستقرار منذ ربع قرن.

في قبضة طالبان
عندما أنهت ايفون مهمتها الصحفية أرادت الرجوع من حيث أتت لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن وتدخل القدر لتقع ايفون في الأسر على يد حركة طالبان.

فقد حاولت ايفون الرجوع لباكستان من خلال طرق جانبية منتحلة شخصية امرأة أفغانية خرساء اسمها "شميم" مسافرة مع زوجها إلى قرية في ضواحي جلال آباد لزيارة أمه المريضة، وعلى الحدود تسقط الصحفية المغامرة من فوق الحمار الذي تركبه فتصرخ باللغة الانجليزية، وتسقط الكاميرا التي تحملها، ليتحول الأمر إلى كارثة ورعب بعد أن سمعها أحد جنود طالبان..
تقول ايفون: لن أنسى تلك النظرة في وجه ذلك الرجل من طالبان وهو يرى الكاميرا، ووسط مشاعر الرعب كان لدي أمل في أن يبتعد ولكن ذلك لم يحدث، انفجر الرجل غاضباً وسحبني من على ظهر الحمار وحطم الكاميرا، وخلال دقائق تجمع حشد من الناس الغاضبين..إنه كابوس والكل يصرخون: جاسوسة أمريكية..جاسوسة أمريكية.

أحست ايفون أن الموت قريب منها، خاصة حين نقلوها في سيارة تحمل علماً عليه صورة أسامة بن لادن، وكانت تفكر في رعب كيف سيعرف العالم وسط هذا الصخب والاستعداد للحرب أنها هنا في أفغانستان أسيرة لدى طالبان؟!

لم يقم أحد من الرجال بتفتيشها بل أرسلوا لها امرأة لتفتشها لتعرف ما إذا كانت تحمل سلاحاً، وبعد أن انتهت المرأة من عملية التفتيش صفعتها بالقلم – وهو العقاب البدني الوحيد الذي واجهته- لأنها متهمة بكونها جاسوسة أمريكية ليس أكثر.

تم نقل ايفون إلى مكان مجهول وكانت المفاجأة الأولى لها أن المكان مكيف وملحق به دورة مياه نظيفة، والمفاجأة الثانية كانت المعاملة اللطيفة من قبل الحارس والمترجم والمحقق، واندهشت عندما أضربت عن تناول الطعام فقال لها المترجم والحارس: نحن غير سعداء لأنك ترهقي نفسك دون داع، واستدعوا لها الطبيب ليتابع وضعها الصحي، أما المفاجأة الثالثة أنهم أحضروا لها شيخا يحدثها ويدعوها للإسلام ذلك بعد أن أعلنت حركة طالبان أنها ستفرج عنها لأسباب إنسانية، وحصل منها الشيخ على وعد منها بدراسة الإسلام.

وتتحدث ايفون عن هذا الوعد قائلة: وجدت هذا الأمر فرصة للخروج من هذا الأسر البغيض فتكلمت وكنت وقتها لا أفكر سوى في العودة إلى بلدي وأنا على قيد الحياة، وكنت سوف أعدهم بأي شيء في سبيل أن يتركوني..، وبالفعل أطلقت حركة طالبان سراح ايفون لتعود إلى بلدها وهي تحمل متناقضات كثيرة ما بين سمعته عن طالبان وما رأته بعينيها وعايشته فترة الأسر.

تقول ايفون: لم أرى رجلا واحدا يتفحص جسدي أو يتحرش بي، وعند مغادرة أفغانستان لم أجد سوى الابتسام لسجانيها على حسن المعاملة رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها.

إذا وعد .. وفي
عادت ايفون إلى بلدها واستقبلتها عدسات الكاميرات كي تتحدث عن معاناتها في سجون حركة طالبان وكانت الصدمة إعلان ايفون أن حركة طالبان المتهمين بأنهم أسوأ نموذج للإسلام يستحقون كل احترام بعد أن التزموا بوعدهم ولم يتعاملوا معها بعدائية..وحتى حين قاموا ببعض المناورات النفسية كانوا محترمين.

وتضيف ايفون : لقد شكرت الله تعالى أني وقعت في يد أسوأ حكومة في العالم "حركة طالبان" ولم أقع أسيرة في سجن ابو غريب أو معتقل جونتانامو، وتكمل حديثها قائلة: لا أدري من أسعد أنا أم حكومة طالبان !

تذكرت ايفون بعد عودتها الوعد الذي قطعته على نفسها أمام الشيخ أن تقرأ عن الإسلام، وبالفعل بدأت تقرأ بموضوعية ودراسة أكاديمية في كل ما يقع تحت يدها عن الإسلام، وما هي إلا شهور وتعلن ايفون إسلامها بعد 30 شهرا من وقت الاعتقال بحثا عن الحقيقة في رحلة روحية وقراءة القرآن.

أسلمت .. فتحمّلي
بمجرد إعلان ايفون إسلامها لاقت من الهجوم والمضايقات الكثير، حيث تلقت تهديداتٍ بالقتل وتمَّ الاعتداء عليَّها بالضرب من قِبل السلطات البريطانية رغم أنها كانت مفضلةً جدًا لدى حكومة بلير البريطانية، وجاءتها رسائل تقول إنَّ أي شخصٍ يعتنق الإسلام أو يرتدي الحجاب في الغرب يضع نفسه في الخطوطِ الأولى للصدامِ.

أما عن أسرتها فكان الوضع مختلفا، فلديها أخت جارة لعائلة مسلمة فرحت بهذا الأمر كثيرا، أما أختها الأخرى المتأثرة بالإعلام الغربي فقالت لها بسخرية: أعتقد أنك قريبا ستحملين حزاما ناسفا وتفجري نفسك في عملية انتحارية، أما الأم فقد فلجأت إلى الكنيسة للتأثير عليها، لكن ايفون تتمنى لوالدتها أن تسلم قريبا.

قطب والغزالي وبن لادن
أول كتاب قرأته إيفون بعد إسلامها كان للأستاذ سيد قطب "معالم على الطريق"، وترى أنه من أهم الكتب الذي لابد أن يقتنيه المسلم وتأسفت لعدم وجوده بالمكتبات المصرية، وتأثرت ايفون كثيرا بالسيدة زينب الغزالي وتراها نموذج للمسلمة الحقيقة التي تجاهد من أجل قول الحق وتتحمل في سبيل ذلك كل شيء، وقد قرأت لها كتاب "أيام من حياتي" وتمنت لو كانت رأتها في حياتها.

ترى ايفون أن أسامة بن لادن أهم شخصية خلال المائة سنة الماضية لذلك قامت بتأليف كتاب يتحدث عنه، وتعلق ايفون عن هذا الكتاب قائلة: فكرة الكتاب ليست في تمجيدِ شخص بن لادن ولكن في دراسة شخصيته والأعمال التي قام بها.

لا للكوكا كولا
أثنت ايفون على المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الدنماركية ردا على الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وترى أن المقاطعة سلاحا قويا ومؤثرا، كما أنها تستغرب من المسلمين الذين يشربون كوكاكولا وشبهتهم بأنهم يشربون دماء إخوانهم الفلسطينيين، وطالبت بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية وكل من يتعاون على قتل وتشريد المسلمين.

كما هاجمت أيضا وزير الثقافة المصري فاروق حسني لمهاجمته الحجاب ووصفه المحجبات بالرجعيات، وقالت: إن هذا الوزير عار على الإسلام والمسلمين ولابد من معالجته نفسيا.

مشروع داعية
تعكف الآن ايفون على تعلم الإسلام حتى تستطيع أن تدعوا إليه، فعمرها في الإسلام ثلاث سنوات فقط وترى أن هذا ليس كافيا حتى تكون داعية حقيقة للإسلام، لذلك تحاول أن تتعمق في الآداب الإسلامية، وتعمل الآن في موقع الجزيرة باللغة الإنجليزية وتكتب العديد من المقالات عن الإسلام في جرائد مختلفة منها مقال عن الحجاب نشر في جريدة "الواشنطن بوست".

وهذا موقعها https://www.yvonneridley.org/bio.htm