تأملتُ في كلماتِكِ الهادئة الجياشة يا أخت أم فراس... فوجدتُ نفسي أستحضر حادثتين نقلتهما الانباء منذ عشر سنوات ونيف، وقعت الاولى في بلد عربي والاخرى في أسبانيا، في الاولى أُلقي القبض على رجل كان يغش الزعتر المطحون بأن يخلط معه شئ من البلاستك ويبيع الناتج طعاما" للناس يفطرون به صباحا"، الطفل قبل ذهابه للمدرسة، والوالد قبل ذهابه للعمل، والام قبل أن تقوم بأدارة مملكتها الصغيرة... البيت. الحادثة الاسبانية كانت أن ألقوا القبض على مجموعة أشخاص كانوا يغشون زيت الزيتون ويبيعونه طعاما" للناس. مات من مات... وأصيب من نجى بعاهات وأمراض مستديمة... وتشوهت أجنة في الارحام.
رغم مرور أعوام كثيرة منذ أن حصلت هاتان الحادثتان إلا أني لا أتوقف عن تذكرهما بين الحين والاخر. تُرى لوكان الجناة في تلك الحوادث على شئ من العلم... هل أقدموا على أفعالهم تلك؟ لا أزال أسأل نفسي هذا السؤال... وفي كل مرة كنتُ أزداد كرها" للجهل. الجهل عدو الضمير.
أشيد بكلماتِكِ التي جعلتني أستذكر الامر يا أخت أم فراس.
النديم
المفضلات