ربما يكون الامر مخالفا للقانون وغير اخلاقي وبالتأكيد لاينصح به .. لكن بيع كل الاجزاء القابلة للاستخدام في الجسم البشري يمكن ان يدر على صاحبه .. او بالاحرى على ورثته .. ما يصل الى 45 مليون دولار.

هذا ما اظهره مسح اجرته مجلة وايرد Wired في عددها المنتظر صدوره في اغسطس اب. حتى الاجسام السمينة أو غير المتناسقة يمكن ان تدر الملايين اذا تم تفكيكها الى سوائل وانسجة واجسام مضادة للجراثيم.

غير ان هناك بالطبع مشكلة بسيطة للغاية .. الا وهي ان العديد من اجزاء الجسم الثمينة هي تلك التي لا يستطيع المرء ان يعيش بدونها.

وقال كريس اندرسون رئيس تحرير وايرد ان "السعر" المذكور يعطي فكرة عن مدى التقدم الطبي والبيولوجي ويظهر مدى التقدم الذي بلغه الانسان في فهم تعقيدات الجسم البشري.

وقال اندرسون "حاولنا التوصل الى رقم يستطيع المرء من خلاله ان يقدر حجم التطور التكنولوجي الذي نشهده جميعا."

ونبهت وايرد الى ان الاسعار مقدرة على اساس الحد الاقصى لسعر الاجزاء الاكثر تداولا بالسوق بالدولار وعلى اساس افتراض ان كل ذرة من هذه المواد يمكن ان تستخرج من النسيج لبيعها.

ومن اجل تجنب مشكلات مثل تجارة السوق السوداء غير المشروعة في اعضاء الجسم البشري قام المسح على اساس الاسعار المتوقعة في الولايات المتحدة ولم يأخذ في الحسبان الفروق المحتملة في دول العالم الثالثة الفقيرة.

واظهر المسح انه نظرا للتقدم الذي حدث في العلوم والتكنولوجيا الحيوية فلم تعد الاعضاء الحيوية هي الاعلى قيمة بين مكونات الجسم. فقد اصبحت هذه الصفة الان وبحق من نصيب نخاع العظام الذي قدرت قيمته في الجسم الواحد بنحو 23 مليون دولار على اعتبار ان الجسم يحتوي على 1000 جرام منه تصل قيمة الجرام الواحد منه الى نحو 23 الف دولار.

اما الحامض النووي الموجود في كل خلية فيمكن ان تبلغ قيمته 9.7 مليون دولار باحتساب سعر الجرام الواحد 1.3 مليون دولار بينما قدرت قيمة الاجسام المضادة بنحو 7.3 مليون دولار.

ولم يوضح المقال المصاحب لهذه التقديرات ان تكلفة العيش داخل فقاعة (خيمة) بلاستيكية معقمة .. بعد انتزاع الاجسام المضادة .. يمكن ان يلتهم الكثير من الارباح الناجمة عن بيع اجزاء من الجهاز المناعي.

وبالمقارنة قدر سعر الرئة بنحو 116400 دولار والكلية بنحو 91400 دولار والقلب بسعر لم يتجاوز 57 الف دولار.. وذلك بناء على ابحاث تقدير التكاليف من قبل المستشفيات وشركات التأمين.

وعلى جانب الانجاب وجد المسح ان امرأة خصبة يمكن ان تبيع 32 بويضة من بويضاتها على مدى ثماني سنوات مقابل مبلغ اجمالي قدره 224 الف دولار.

ولكي يحقق الرجل هذا المبلغ عليه ان يتبرع بسائله المنوي ثماني مرات شهريا على مدى 20 عاما.