بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي و إخوتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذي قصيدة أهديها لأصحاب المعاناة

وقد تسألون ما المعاناة و لكن القصيدة سوف تجيب

و هي عبارة عن حوار بين أحد الشباب المحرومين

وأبيه فهو يسأله الزواج الحلال و يصور له ما يقاسي

و و الله لم تكن هذه القصيدة إلا ثمرة معاناة طويلة

أسأل الله أن يفرجها عن كل من يعاني منها

و لا تنسوني من صالح دعائكم...



المعاناة الدائمة

جلستُ إليهِ جُلوساً بهيّا فما كان أبداً بِحالي حفيّا

و لكنَّ حالي اشتدَّ قويّا فإِنّي المعذبْ, أأبقى شقيّا

أم سوف ترنو إليَّ وتحنو عليَّ و تذ كُرُ أني نديّا

فلستُ أُطالب بِكثرة مالٍ و لستُ أُطالبُ بدفنِكَ حيّا

عُذراً لِجهلي وغلظةِ قولي ولكن يإستُ من القولِ لَيّا

أَ لستَ سترضى بصدقِ المقالِ فأمرٌ خطيرٌ مآلاً إليّا

و لو كنتَ منّي قَريباً عرفتَ ولو كنت أحنى قليلاً عليّا

لأغناك حالي عن سوءِ مقالي و كنتَ ستخطِبُ فوراً إليّا

قًَََََََسماتُ وجهٍ تقولُ: تأدّب أَلستَ بمسلم فتىً مُحَمديّا

ألآنَ ترقَعُ بالدّ ين جهلاً إن أَردتَ قولاً كُن منطِقِيّا

تدعو لِأدبٍ و أهملتَ شرعاً و شرعُ الإله مناهجُ حيّة

لكن تركنا الأمورَ بجهلٍ وعطَّلنا سُنن الكونِ القويّة

أليسَ الرسولُ يقولُ تزوج واعفِف نفسَك لِتبقى نَقيّا

و ليسَ الحرامُ نكاحُ الحلالِ ولكن حرامٌ زنى الجاهليّة

و بالنكاحِ إكمالُ نصفِ الدينِ بهِ استمرارُ الحياة البشريّة

و نفسٌ شتاتٌ تموجُ و تغلي إلى الزوجِ تسكنْ تعيشُ هنيّة

شرعٌ حنيفٌ و قولٌ حصيفٌ فأنّى تُريدوا طمسَ الهويّة

فمهما ظننتُم بنصرٍ صغيرٍ فلن تسحقوا فطرتنا السويّة

فإيّاكَ أن تحتجَّ بشرعٍ فالشّرعُ منكم جميعاً بريّا




ترى الكاسياتِ لَبسنَ ثياباً أفحَشُ من أن يَكُنَّ عُريّا

و تنطِقُ أجسادُ هنّ جهاراً تعالَ و أطفئ قيظَكَ فيَّ

لا تخشى عاراً و تبقى وحيداً ألستَ تريدُ الشّيء الشّهيّا؟

"وما لك تنظرُ في المحرماتِ و بعدُ تريدُ دواءً شفيّا ؟

غُضَّ الطّرفَ ولستَ تبالي أتُش عِلُ ناراً وتبقى منها نجيّا!"

كلامٌ جميلُ و حلٌّ رزينٌ و لكنّي لستُ ضريراً عَميّا

و أُ قسِمُ أنّي أُحاولُ غَضّاً و أبذلُ أقصى جُهدٍ لديّا

فهذا الحلُّ لمعصوبِ عينٍ ولم يتعدّى حلولي النّظريّة

فمهما التفتَّ يميناً يساراً أماماً وراءاً تلقى بَغيّة



ونفرِضُ جدلاً أنّي امتنعتُ و أنّي جعلتُ حياتي منزليّة

فماذا سأفعل بشاشاتِ عُهرٍ تَبُثُّ سُموماً و صوراً حيِّيا

و ماذا سأفعل بخصبِ خيالٍ مُغَذّىً بروح الشّباب الأبيّة

فلستَ تحاولُ إخمادَ نارٍ و حولي حرائقٌ معمعيّة

و إن كنت تبغي ريَّ أُوامي فليسَ سواه طَهوراً زكيّا

وأعرفُ أنّك لن تتشجع , ذاك الخوف من الخلقِ قولاً وغيّا

و أُفوِّضُ أمري إلى مالِكِهِ -هو الله ربّي- برفعي يديّا

يجيبُ الدّعاء يُعطي و يمنع و قد كان ربّي بِسؤلي حَريّا