إضاءات مختصرة جدا على عتبات عام إسلامي هجري جديد
1- التأكيد على افتتاح العام كما ينبغي أن يختتم بطاعة الله عز وجل وبكثرة الاستغفار فهو دواء لغضب الله عز وجل كما يقول الإمام الذهبي دواؤه الاستغفار وترك الأوزار والتضرع بالأسحار
2- أن نختم العام ونستقبل العام الجديد بطلب العلم فطلب العلم كفارة لما تقدم من الذنوب كما في حديث الطبراني
وإن الله وملائكته حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير كما في حديث الترمذي ويقول أهل الحديث إن طلب العلم يرفع العذاب عن الأمة
3- الحفاظ على ثلاث عشرات كان يستمسك بها السلف الصالح رضوان الله عليهم وهي:
أول عشرة من شهر الله المحرم وهي عشرة التوبة وهو شهر كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام تاب الله فيه على قوم ويتوب فيه على آخرين.
قال الحسن البصري: إن الله قد اختتم السنة بشهر حرام وهو شهر ذي الحجة وافتتحها بشهر حرام وليس أفضل عند الله من شهر الله المحرم وكما صح في الحديث في مسلم وغيره: (إن كنت صائما شهرا بعد شهر رمضان فصم شهر الله المحرم فإن الله تاب فيه على قوم ويتوب فيه على آخرين)
العشرة الثانية هي آخر عشرة من رمضان وهي عشرة العبادة وعشرة القرآن وأفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن كما في الحديث
العشرة الثالثة هي عشرة ذي الحجة وما من أيام العمل الصالح أحب فيها إلى الله من هذه الأيام وهي عشرة العمل وعشرة الوحدة لأنها عشرة الحج
وهذه العشرات تحتاجها الأمة لتحقيق النصر
فالأمة التي تريد أن تستنزل نصر الله لابد لها من توبة وتلك عشرة التوبة
ولا بد لها أيضا من العبادة وأهمها الدستور: القرآن العظيم وتلك عشرة رمضان
ولا بد لها من وحدة تحقق نصرها وعزتها وتلك عشرة ذي الحجة
4- في شهر الله المحرم تفتتح السنة الهجرية وأستغرب كل الاستغراب فعند رأس السنة الميلادية تجد الزينات على المحلات وفي كل مجال أستغرب من رجل مسلم يدخل عليه عام هجري ويمر من جواره وكأنه أوربي لا شأن له بعامه الإسلامي الهجري وفيه ما فيه من الذكريات العظيمة التي تعود إلى تاريخنا وجذورنا يتناساها أو تمر كأنها لا شيء فتاريخنا كله كان في الهجرة
أتدرون لماذا كان التاريخ في الهجرة ولم يكن في حدث آخر؟ لقد جاء التأريخ بالهجرة بإجماع الصحابة رضوان الله عليهم إشعارا بالتضحية التي ضحى من أجلها المسلمون في سبيل هذا الدين.
كان التأريخ بالهجرة إشعارا بالتفاؤل بأن الغيوم ستنقشع مهما تلبدت السماء وإشعارا بالانفراج بعد تلك الكروب فهل تستشعر الأمة في تاريخ الهجرة تضحيةً وهي تحتاجها في هذا العصر في سبيل دينها ومبدئها وقوتها
كان التأريخ بالهجرة إشعارا بالانتقال من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة الدولة التي كان رئيسها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

5- إننا نحتاج في عامنا الجديد إلى ولادة جديدة ونسأل الله عز وجل أن يجعل عامنا الهجري الجديد خيرا من عامنا الماضي وأن يغفر لنا من الأوزار والذنوب ما تحملناه في عامنا المنصرم وأن يضاعف لنا الحسنات التي قدمناها فيه وأن يستعملنا فيما يرضيه وصلى الله على سيدنا محمد ومن ولاه وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه
6- حبذا أن نستبدل الهدايا التي تقدم للأم في يوم الأم أو فيما يسمى عيداً حبذا لو أبدلناها برأس السنة الهجرية لتقدم الهدايا لأمك أو لأبيك أو لأرحامك ليشعروا بالعام الهجري الجديد

أنت كمسلم تحمل معرفة نقية وثقافة طيبة فلا ينبغي لك أن تجهل وذنبك أكبر لاسيما إذا جاءت في الأشهر الحرم يقول تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ)
أي بتضييع الأوقات وبفعل الموبقات وبترك التعرض للنفحات في أشهر عظيمة وقال أهل التفسير أي لا تظلموا فيهن الزوجات ولا تظلموا الأجير بحرمانه من أجره ولا تظلموا فيهن الخادمات فإن الظلم في الأشهر الحرم أشد منه في غيره من الشهور
(فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول من أحد خطب الجمعة في مساجدنا وولله ما علمت عنه إلا خيرا وما علمت عنه إلا أنه وقاف عند كتاب الله وعند حديث رسوله صلى الله عليه وسلم